ردت مجلة الجيش لسان حال المؤسسة العسكرية على الحملة التي تستهدفها في الآونة الأخيرة واتخذت منحى يمس باستقرار ومكاسب هذه المؤسسة العريقة عشية الاستحقاقات الرئاسية، وأكدت في افتتاحيتها أن الجيش الوطني الشعبي كان وسيبقى جيشا جمهوريا متلاحما متماسكا يتسم بوحدة الصف والانسجام. استهلت مجلة »الجيش« افتتاحية عددها الأخير شهر فيفري الجاري بالتطرق إلى ما يثار من نزاعات وهمية داخل المؤسسة العسكرية ويوحي بوجود صراعات بين هياكلها، وفندت كل التصريحات والمغالطات التي أوردتها بعض الأطراف السياسية، وفي هذا السياق قالت »أن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني مر خلال مسيرته الطويلة والحافلة بالمواقف البطولية بمراحل هامة في تاريخه المجيد«، وأضافت الافتتاحية أنه »رغم المنعطفات الحاسمة التي طبعت تاريخ الجزائر المستقلة، كان وسيبقى جيشا جمهوريا متلاحما ومتماسكا يتسم بوحدة الصف والانسجام، فقوته وصلابته تكمن في وحدته المتجذرة والموروثة عن سلفه جيش التحرير الوطني الذي تمكن بفضل وحدته وتضحياته من استرجاع حرية وسيادة وكرامة الشعب الجزائري«. وأثارت مجلة الجيش لسان حال المؤسسة العسكرية ضمنيا الأطروحات الهدامة الرامية إلى ضرب استقرار البلاد، من خلال تأكيد التزامها بالتصدي لكل ما من شانه المساس باستقرار البلاد ومؤسسات الجمهورية حيث جاء في افتتاحية المجلة الدورية »لقد كانت هذه المؤسسة العتيدة، خلال نصف قرن من الزمن الحصن الذي تتحطم عند أسواره الأطماع والتهديدات بمختلف أنواعها«. وعادت مجلة الجيش ضمن هذا السياق إلى الإشادة بالطريقة التي تعاطى بها الجيش الوطني الشعبي مع موقعة »تيقنتورين« قبل حوالي سنة والتي وصفتها ب»الامتحان« الذي اجتازه الجيش بكل جدارة، حيث أشارت ضمن هذا السياق بأن» الجيش كعادته تصرف بكل مسؤولية واحترافية، وتدخل بشكل سريع وحاسم ونفذ عملية ناجحة بكل المقاييس وأنقذ الجزائر من كارثة محققة، ودون تفاوض حتى لا يتحوَل المجرمون والقتلة إلى مفاوضين وتفاديا لكل مساومة وابتزاز وبعيدا عن الضغوط الخارجية والتدخل الأجنبي«. وشددت الافتتاحية على الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية من أجل عصرنة الجيش الوطني الشعبي على مختلف الأصعدة ذات الصلة بالدفاع الوطني بمفهومه الواسع، حيث أوضحت أن » الجيش يركز جهوده على التكوين بمختلف فروعه وتخصصاته والعمل على تطويره على مستوى مدارس أشبال الأمة لتكون رافدا للمؤسسة العسكرية بإطارات كفأة، وترقيته على مستوى المدارس العليا والوطنية باعتماد نظام ليسانس -ماستر- دكتوراه، وإعطاء الأهمية اللازمة للتدريب العسكري والتكوين التخصصي، وتكثيف المناورات والتمارين العسكرية بشكل مستمر، واعتماد التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في مختلف المجالات، مع التركيز بشكل دقيق على المورد البشري والاهتمام بكل ما يتعلق به من الجانب الاجتماعي والنفسي«.