يعيش سكان مدينة غرداية حالة ذعر وهلع بسبب الأحداث الاخيرة التي عرفتها المنطقة اثر الاشتباكات التي جرت بين شباب المالكية والاباضية، شعارات انتقامية عبر الجدران وفي الشوارع والطرقات، حالة استنفار قصوى وانتشار أمني كبير في كل شوارع المدينة، تحسبا لاشتباكات وشيكة قد تحدث في أي لحظة، الجميع مجند لمواجهة أي خطر وسط أجواء مشحونة، في وقت يطالب فيه الجميع بالقصاص واحقاق روح العدالة لرد الاعتبار لضحايا المواجهات التي عرفتها المنطقة لا تزال غرداية بؤرة توتر لم يهدأ لسكانها بال منذ الأحداث الأخيرة التي زرعت الفتنة والخوف وسط المدينة وجعلت سكانها يهابون التنقل في الليل كما في النهار، من المجازفة في التنقل عبر بعض الأحياء مهما كان التوقيت، الجميع يترقب، لحظة اشتباك بين شباب المالكية والاباضية، رشق بالحجارة أو اعتداء، وبالمقابل حالة استنفار قوية من قبل السلطات الأمنية بعين المكان، هذه الأخيرة تقبع منذ شهور بقلب المنطقة. لم يكن من السهل التنقل بهذه المدينة والتخوف من إبداء الهوية مطروح بقوة، قد يضطر »الإباضي« إلى إخفاء هويته والعكس صحيح، وسط روح انتقامية تجسدت من خلال هتافات شباب هذه المنطقة الذين يطالبون بالقصاص ويعتبرون من سقطوا في الأحداث الأخيرة شهداء ويجب رد الاعتبار لهم من خلال كشف المعتدين والمجرمين الذين اقترفوا هذه الجرائم في حق سكان غرداية. مهما كان أصل المشكلة التي لم تجد بعد نهاية لها، يبقى أن شعارات الانتقام والحقد تملأ جدران المدينة...»أبعدوا الخوارج عن مدينتنا«، »مالكي وأفتخر«، وغيرها من الشعارات، تهديدات من الطرفين والنتيجة أن شوارع غرداية أصبحت خاوية على عروشها وشبه خالية، العائلات تخاف على أبنائها وعلى نفسها، لا أحد يتجرأ على التجوال عبر أزقة المدينة، محلات مخربة ومنازل تعرضت للحرق، ضحايا كثر حالة ذعر وخوف، في وقت تقبع فيه قوات الأمن وعناصر مكافحة الشغب في انتظار أي اشتباك، للتدخل وحماية المواطنين، طوق أمني يوحي بوجود حالة استنفار قوية تحسبا لأي انزلاق جديد في ظل غياب حلول جذرية لهذه المشاكل التي باتت تؤرق سكان غرداية. يشار إلى أن المواجهات قد تجددت بمدينة غرداية بداية فيفري الفارط بين مجموعات من شباب أحياء مرماد وبابا ولجمة وسالم أوعيسى والعين بغرداية وأشعلت فتيل هذه المناوشات بين مجموعات من الشباب الملثمين والمسلحين بالحجارة والزجاجات الحارقة ومواد مشتعلة أخرى حين شرعوا في رمي هذه المواد، المواجهات أسفرت عن إحصاء عشرات الجرحى وسقوط قتلى.