تكاد بلدية ديدوش مراد بولاية قسنطينة أن تكون خارج إطار التغطية في قطاع الاتصالات الذي يعد أحد القطاعات الحساسة التي تواكب التطورات العالمية المتلاحقة، بحيث لا تلقى بلدية ديدوش مراد اهتماما وعناية في هذا المجال، حسبما أكده رئيس المجلس الشعبي البلدي الطاهر بوالشحم، موضحا أن البلدية لم تحظ بالمشاريع الخاصة بإيصال الألياف البصرية، واستخدام شبكة الإنترنت، كما أن المشاريع تعرف تأخرا كبيرا في الإنجاز بسبب »إجراءات المراقبة المالية على المشاريع«. تشهد بلدية ديدوش مراد تدهورا كبيرا و تراجعا في مجال التنمية، خاصة في السنوات الأخيرة، بحيث لا توجد قفزة نوعية في مجال التنمية، فالغلاف المالي الذي خصصته البلدية لتحسين المحيط الحضري والمقدر ب 17 مليار سنتيم ضئيل، ولم يُمَكِّن البلدية من تحقيق ما يطمح إلى السكان، رغم وجود منطقة صناعية من شأنها أن تساهم في تحسين مداخيل البلدية وتفك العزلة عن سكانها، حيث تعكس هذه المشاكل السياسة التي تطمح إليها كل الدول في بناء العنصر البشري، باعتباره الركيزة الأساسية التي تقوم من أجلها التنمية الشاملة، خاصة وأن تطوير قدراته »العنصر البشري« متوقف على حركة التنمية. فبلدية ديدوش مراد التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 50 ألف نسمة لا تتوفر على مرافق للشباب، بحيث لا يوجد فيها لا دور شباب ولا حدائق عمومية، ولا ساحات للعب الأطفال، أو فضاءات خاصة للمتقاعدين، ما تتوفر عليه البلدية سوى مركز ثقافي واحد لا يلبي احتياجات الشباب، غياب هذه المرافق جعل المسؤولين لا يتفاعلون مع السكان وبخاصة الشباب منهم، ولا يتطلعون على اهتماماتهم والتعبير عنها على النحو الذي يرضي طموحاتهم و تطلعاتهم المستقبلية. وفي لقاء مع »صوت الأحرار« أكد الطهر بوالشحم رئيس المجلس الشعبي البلدي ديدوش مراد أن هذا الوضع راجع إلى تأخر المشاريع التنموية التي تسير ببطء كبير، وهذا راجع إلى الإجراء الذي اتخذته الحكومة والمتمثل في »المراقبة المالية«، الذي دخل حيز التنفيذ عبر الدوائر في سنة 2012 قبل أن يطبق على البلديات، وبالرغم من أن تموينها على عاتق البلدية، فمعظم المشاريع للمسجلة في 2013 تم تحويلها على المراقبة المالية، تضاف إليها المشاريع التي سجلت في 2014 وعددها 53 مشروعا، هذه المشاريع تنتظر أن تهيأ لها الظروف لتجسيدها بالاعتماد على المهارات الفنية والخبرات التقنية، من أجل الارتقاء بالتنمية ودفعها خطوات متقدمة. لجنة خاصة للقضاء على 300 سكن هشّ وبالنسبة للمشاريع السكنية أولت بلدية ديدوش مراد اهتماما متزايدا لتوفير السكن الصحي الملائم، حيث يوجد برنامج خاص لإنجاز 630 مسكن في كسار لقلال، و1000 حصة للسكن الريفي، 300 منها جاهزة ولكنها لم توزع بعد في انتظار تعيين لجنة خاصة تشرف على توزيعها، و300 وحدة سكنية أخرى في إطار السكن المدعم هي في طور الإنجاز. أما باقي السكنات فالمشكل يمكن في غياب الأوعية العقارية، إلا أن هناك مشاورات مع مديرية التعمير لإيجاد صيغة المناسبة، بالإضافة إلى وجود 500 استفادة مسبقة في السكن الاجتماعي وهي في طور الإنجاز كذلك، وتعمل البلدية حسب رئيس المجلس على القضاء على السكن الهش، حسبما علم من رئيس المجلس الشعبي البلدي العدد في حدود 300 سكن هش، وقامت مصالح البلدية في هذا الإطار بتوزيع 150 استفادة، يبقى ملف تسوية البناءات، غير المرخصة فهي في إنخفاض ملحوظ بفضل المتابعة اليومية، وتقديم التسهيلات الممكنة بالنسبة لذوي الدخل المحدود في إطار المساعدات السكنية، مع تزويد السكان بالغاز الطبيعي. ومعلوم أن تغطية البلدية من الغاز الطبيعي حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي تقارب على وصول القمة أي إلى نسبة 100 بالمائة، ماعدا منطقة الرتيبة و عيون السعد التي يبلغ عدد سكانها 6000 نسمة، حيث تتواصل المشاورات مع مديرية الطاقة و المناجم لإدخال شبكة الغاز الطبيعي، والقضاء كلية على قارورات غاز البوتان، التي طالما عانة منها السكان في فضل الشتاء أين ترتفع سعر القارورة أحيانا إلى 1000 دينار في الأيام المثلجة، كل هذا من أجل تحقيق استقرار المواطنين وربطهم بقراهم الأصلية. ربط البلدية بسد »بني هارون« لضمان توزيع الماء أما المياه الصالحة للشرب فبلدية ديدوش مراد تعاني على مدار السنة من نقص في التزود بالماء الشروب، لعدم توفرها على خزانات كافية، بحيث تعتمد على بلدية حامة بوزيان لتغطية احتياجات السكان، حيث طرحت المشكلة على مديرية الري لإيجاد حلول لضمان التغطية بالماء، ولو مؤقتة إلى حين ربط البلدية بسد بني هارون، نظرا لأهميته الكبيرة في توزيع الموارد المائية وتنميتها، مع وضع مخطط ترشيد استهلاك المياه استغلالا أمثل وبطريقة عقلانية في القطاع المنزلي أو للأنشطة التجارية والصناعية، وتقييم الموارد المائية والحرص على عمليات المتابعة لتفادي التسربات، باتخاذ الإجراءات الهادفة إلى تقليل العجز المائي. وللإشارة أن الولاية كانت قد خصصت مبلغ يقارب 3 مليون دينار لإنجاز خزان مائي بسعة 50 ألف متر مكعب، يغطي احتياجات سكان »جبل الوحش، لابوم، الى غاية حامة بوزيان و ديدوش مراد«، مع إنجاز سد في بني حميدان بسعة 50 مليون متر مكعب في السنة، و هذا من اجل تغطية العجز الموجود وتغذية الولاية بالماء على مدار ال 24 ساعة دون انقطاع، ويلاحظ أن مجهودات كبيرة تبذل من قبل الدولة من أجل إيصال خدمة المياه لأكبر عدد من التجمعات السكانية. صفر سرير بالمستشفى العسكري السابق يعاني سكان بلدية ديدوش مراد من عجز كبير في التغطية الصحية، سواء من حيث العيادات أو من حيث المؤسسات الإستشفائية التي تتكفل بكل الخدمات الصحية بما فيها العمليات الجراحية، فمن غير المنطق أن تتوفر بلدية عددا سكانها يفوق 50 ألف نسمة على عيادة واحدة ومستشفى واحد هو المستشفى العسكري الذي تحول إلى مستشفى مدني في ,2009 هذا الأخير يقتصر على تقديم الفحوصات الطبية لا غير، بحيث لا يقدم خدمات علاجية متميزة على مستوى الرعاية الصحية، لافتقاره الى إمكانيات التطبيب وعدم تزويده بالأجهزة الطبية والمعدات الحديثة، حسبما كشفه رئيس للمجلس الشعبي البلدي ، بحيث لم يستقبل أي مريض منذ تحويله إلى مستشفى مدني أي إحصاء »صفر سرير«. وظهرت آثاره المباشرة على مؤشرات الوضع الصحي للسكان، من خلال عدم إدخال تخصصات طبية حسب المتطلبات الفعلية واحتياجات المرضى، الذين عادة ما يتحولون إلى مستشفى قسنطينة وحتى الخروب، علما أن المستشفى يسع ل 240 سرير، وهو يعرف تدهورا يوما بعد يوم، ولم يسجل أي رغبة حقيقية نحو الأمام، الأسباب أرجعها المتحدث إلى عزوف المقاولين ونقص السيولة المالية في تهيئته و إعادة الاعتبار للمستشفى. تسجيل فائض في الأقسام التربوية ومن المشاريع التي عرفت تأخرا كبيرا يوجد 10 مشاريع لتهيئة وتوسعة المؤسسات التربوية، وهي تدخل في إطار البرامج الولائية، هذه الأخيرة تعاني من فائض في الأقسام، حيث يوجد 12 قسما شاغرا، والسبب راجع إلى أن التقصير في تحديد عدد المقاطعات من جهة، وإعادة التقييم من جهة أخرى. هذه المشاريع -حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي- هي الآن على مستوى مديرية التخطيط، لتحديد الغلاف المالي الذي يغطي هذه المشاريع، فيما يبقى مشروع المتوسطة والثانوية الأشغال متواصلة وستكون جاهزتان خلال الدخول المدرسي القادم، أما المشاريع المسجلة في إطار مخطط التنمية البلدي، فعددها 14 مشروعا بين قديم وجديد، وباستثناء مشروع المكتبة البلدية الممول من قبل صندوق الجماعات المحلية، والتي وصلت نسبة الأشغال به إلى 80 بالمائة، يعتبر مشروع تهيئة قرية بني مستينة من أقدم المشاريع التي لم تكتمل بعد منذ انطلاق الأشغال بها في 2010 ، فنسبة الأشغال بها لم تتجاوز 30 بالمائة، وبالنظر إلى ما تبذله البلدية من جهود، غير أنها في حاجة إلى وضع خطة تنموية طموحة لتحديد أهم التحديات خاصة في مجال الإطعام والنقل المدرسي وتقريب المدرسة من الأطفال القاطنين في القرى و المناطق النائية. توسيع خط ديدوش مراد نحو حي بوالصوف وتشهد حركة تنقل المواطنين ببلدية ديدوش من وإلى الولاية الأم تحسنا ملحوظا بالنسبة للخط الداخلي، سواء بالنسبة للقطاع العمومي أو للقطاع الخاص، وكذلك بالنسبة لسيارات الأجرة، حيث تم ربط بعض الخطوط ابتداءً من ديدوش مراد، كاف صالح، واد الحجر نحو قسنطينة، وتطمح مصالح البلدية في توسيع خطوطها من محطة المسافرين نو حامة بوزيان، ويتجه إلى غاية حي بو الصوف، مرورا بمستشفى حي البير، غير أن الملف أثار تحفظ مديرية النقل لأسباب لم تفصح عنها. أما النقطة السوداء في ملف النقل على مستوى البلدية متعلق بمشروع قطار الضاحية الذي ما زال يلفه الغموض.