استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة اليوم الأربعاء بمقر المجلس عددا من وزراء خارجية الدول المشاركة في المؤتمر الوزاري ال17 لحركة عدم الانحياز التي تجري فعالياته بالجزائر العاصمة وكذا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. ❍ وجاء في بيان للمجلس أن ولد خليفة أكد أثناء استقباله يرزان أشيكباييف نائب وزير الشؤون الخارجية والممثل الشخصي لرئيس جمهورية كازاخستان أن العلاقات بين البلدين ما فتئت تتحسن رغم تباعد المسافات. وقال أن الآمال قائمة لبناء شراكة ثنائية مثمرة مبديا تفاؤله بأن الفرص ستتاح لتعزيز التعاون البرلماني من خلال تبادل زيارات الوفود بين المجلسين. وأضاف ولد خليفة أن الجزائر التي تقع في منطقة تتسم بالاضطراب باتت تصدر قيم السلم وعوامل الاستقرار للبلدان التي تعاني من الأزمات كما تقوم بتشجعها على انتهاج الحوار السلمي والالتفات نحو تحديات التنمية بدلا من الانشغال بالعوامل التي تغذي التفرقة والعنف. وبدوره أعرب أشيكباييف -حسب ذات المصدر- عن أمل بلاده في بناء شراكة قوية مع الجزائر التي وصفها بأنها زعيمة في العالميين العربي والإسلامي ليسلم بعد ذلك لرئيس المجلس رسالة وجهها رئيس جمهورية كازخستان لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ومن جهة أخرى كانت سبل تطوير العلاقات بين الجزائر و صربيا في صلب المحادثات التي أجراها ولد خليفة مع إفيتشا داسيتش النائب الأول للوزير الأول الصربي ووزير خارجيتها. وقد أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني أن الجزائر زتحتفظ بذاكرة تاريخية مميزة تعود إلى فترة دولة يوغسلافيا السابقة وقال أن العلاقات الثنائية يطبعها التشاور المستمر حول مجمل القضايا الجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما أكد على أن التعاون بين مجلسي البلدين سيعرف آفاقا مزدهرة بفضل عمل مجموعتي الصداقة البرلمانية. وبعد استعراض الأوضاع في الساحل وفي الصحراء الغربية وفلسطين جدد ولد خليفة - حسب ذات البيان- حرص الجزائر على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وشرح له مقاربة الجزائر في محاربة الإرهاب وتجفيف موارده كالفدية التي تدعو الجزائر إلى تجريم دفعها. ومن جهته أعرب داسيتش عن نية بلاده في تقوية روابط التعاون مع الجزائر لاسيما في مجالات الاهتمام المشترك معربا عن استعداد بلاده لوضع خبرتها تحت التصرف لمصاحبة جهود التنمية في الجزائر وأعرب عن استعداده شخصيا لتطوير هذه العلاقات والارتقاء بها نحو مستويات أعلى. ولدى استقباله وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني أن البلدين تجمعهما علاقات تاريخية ضاربة في القدم وهما حاليا يعززان تعاونهما بتبادلات تجارية هامة واستعرض معه بالمناسبة الأوضاع في منطقة الساحل وكذا ليبيا وسوريا وقال أن الجزائر تدعو إلى السلم والاستقرار كما تبذل مجهودات كبيرة لمحاربة آفة الفقر حيث مسحت ديون بعض البلدان الإفريقية لمساعدتها على تخطي أزماتها الداخلية التي فاقمها العنف والتطرف. ومن جهته أكد داود أوغلو أن الجزائروتركيا يقتسمان إرثا تاريخيا غنيا عمره أكثر من 500 سنة مؤكدا أن العلاقات بين البلدين قد بلغت القمة مستشهدا في هذا الخصوص بحركية الاستثمارات التركية في الجزائر. وأعرب من جهة اخرى عن تهانيه للرئيس بوتفليقة بمناسبة إعادة انتخابه ووصفه بأنه حدث مهم ويدل على الرغبة في الاستقرار وقال أن البلدين مدعوان لإجراء مشاورات مكثفة لأن وضعهما الجيو-سياسي متشابه جدا. واستقبل ولد خليفة أيضا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن امين مدني. وكانت الفرصة سانحة لبحث سبل دعم عمل المنظمة لاسيما للبلدان الإسلامية التي تعاني الإرهاب والفقر في قارتي إفريقيا وآسيا. واختتم رئيس المجلس سلسلة لقاءاته باستقبال وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الايرانية محمد جواد ظريف وقد كان هذا اللقاء مناسبة لتقييم واقع العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين على أكثر من صعيد. وبالمناسبة أكد رئيس المجلس أن الجزائر لا يمكنها أن تنسى دعم دول عدم الانحياز لحركات التحرر في العالم وقال أن الجزائر تدعو إلى دمقرطة العلاقات الدولية وإسماع صوت البلدان النامية في المحافل الكبرى مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن. وأضاف أن الجزائر تدافع عن الحقوق المشروعة للدول ومن بينها الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. من جهته أعرب ظريف عن رضا بلاده بالعلاقات الودية التي تجمعها مع الجزائر وأثنى بشكل خاص على شخص رئيس المجلس لدوره في تعزيز هذه العلاقات ولاسيما على المستوى البرلماني، وأضاف بأن بلاده تثمن عاليا مواقف الجزائر من القضايا العادلة معتبرا أن البلدين يقتسمان رؤى متطابقة حيال العديد من القضايا المطروحة على الساحتين العربية والإسلامية.