الأمر كان متوقعا، وطوفان التكهنات بدأ قبل شهر رمضان بكثير، حيث كان السؤال هو: هل ينجح السوري جمال سليمان في تجسيد شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. ويبدو أن البعض لم ينتظر حتى نهاية شهر رمضان من أجل الحكم. وبدأت الانتقادات مبكرا لمسلسل «صديق العمر« الذي يتقاسم بطولته جمال سليمان وباسم السمرة، عبر تجسيد شخصية جمال عبد الناصر للأول، والمشير عبد الحكيم عامر للثاني، وهو المسلسل الذي يخرجه عثمان أبو لبن. عبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس الراحل، اعتبر أن جمال سليمان هو «أسوأ من جسد شخصية« والده، وفق ما نشرته «بوابة الأهرام«، معتبرا أن ما يقدمه سليمان لا يتشابه مع والده من حيث طريقة إلقاء الكلام، وطريقة الوقوف أو حتى الحضور. ولم يكن عبد الحكيم عبد الناصر هو الوحيد الذي انتقد العمل، بل كان هناك جدل عبر موقع «تويتر«، من خلال الهاشتاغ الخاص بالمسلسل، حيث رأى كثيرون أن جمال سليمان فشل في تقديم عبد الناصر ومن جهته، اعتبر مخرج العمل عثمان أبو لبن، في تصريحات ل«العربية.نت«، أنه من الطبيعي أن ينتقد المسلسل، موضحاً أن «نجل الرئيس الراحل يتمنى ممن يقدم شخصية والده أن يقدمها بشكل مطابق لما كان عليه عبد الناصر، لكن من الطبيعي أن تكون هناك فروقات « وأضاف أن البعض يتجاهل جوهر المسلسل ويكتفي بالنظر للقشور، مذكراً أن الغرض من العمل هو سرد للتاريخ وكشفه لمن لا يعلمه ووجه المخرج تحية للفنان جمال سليمان بعدما قرر خوض المغامرة من أجل توثيق التاريخ، وذلك في الوقت الذي رفض فيه كل نجوم مصر تجسيد عبد الناصر، مبررين ذلك بخوفهم ألا يقدموا ما قدمه أحمد زكي من قبل وأشار أبو لبن إلى أن فريق العمل تواصل مع كافة الجهات المعنية قبل التصوير، بمن فيهم عائلات الشخصيات الأساسية. ومن الناحية الفنية، أوضحت الناقدة ماجدة موريس، في حديثها ل«العربية.نت«، أن المشكلة ليست في أداء جمال سليمان، ولكن الأزمة تتلخص في اللهجة التي تعتبر في كثير من الأحيان جزءا من الهوية الخاصة بالإنسان، وبالتالي عدم القدرة على إتقانها يولد المشكلة، على عكس الشكل الذي يمكن الوصول إليه عن طريق الماكياج واعتبرت موريس أن «جمال سليمان حتى الآن لا يستطيع إتقان اللهجة المصرية، وهنا جاءت الأزمة، لأنه يقدم شخصية عبد الناصر، الذي كان لديه خطب مازال الجميع يتذكرها حتى الآن، خاصة أنها شكلت جزءا من الكاريزما الخاصة به « واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على أن «سليمان بذل مجهودا كبيرا للغاية، ولكنها في النهاية مسألة خارجة عن إرادته، ويمكن للجمهور أن يغفر له لهجته عند تقديمه شخصيات عادية، ولكن في حالة تقديم شخصية لها تاريخ فالجمهور لا يمكن أن يتقبل ذلك، لأن شخصية عبد الناصر محفوظة شعبيا«.