فتح قرار الأفافاس بعدم المشاركة في هيئة المتابعة والتشاور التي نصبتها تنسيقية الانتقال الديمقراطي ومقاطعته لاجتماع أقطاب المعارضة ببيت الأرسيدي الباب أمام تساؤلات كثيرة بشأن مستقبل المعارضة التي عجزت على ما يبدو في توحيد صفها تحت مضلة جامعة وكسب رهان مخاطبة السلطة بصوت واحد بعد غياب حزب الدا الحسين وشخصيات سياسية هامة عن لقاء » مزافران2« الذي وضع المعارضة في مأزق قد لا تجد له مخرجا. ¯ ليلى. س أسال الغياب اللافت لجبهة القوى الاشتراكية عن اجتماع تنسيقية الانتقال الديمقراطي بمقر الأرسيدي الأربعاء الماضي وقرارها المفاجأ بمقاطعة اجتماعات أقطاب المعارضة حبر الكثير من المحللين والمتتبعين للشأن السياسي الذين راحوا في تشخيصهم لأبعاد وخلفيات قرار الأفافاس يؤكدون نفس التشخيص للازمة التي تضرب كيان المعارضة تهدد مستقبلها أبعاد وخلفيات قرار الأفافاس. ولا يختلف إثنان في ظل المعطيات الجديدة للمعارضة التي قررت التكتل أن إعلان الأفافاس عدم تلبية دعوة تنسيقية الانتقال الديمقراطي وعدم المشاركة في اجتماع المعارضة يخفي في وقع الأمر حالة من الخلاف والصراع حول من سيتولى قيادة قاطرة المعارضة التي دخلت على ما يبدو مرحلة من التدافع والشد والجذب والتسابق المحموم للظفر بكرسي زعامة المعارضة العاجزة لحد الآن عن توحيد مواقفها خاصة في ظل تعدد الأقطاب. والواضح أن رفض حزب »الدا الحسين« المشاركة في هيئة »التنسيق والتشاور« التي تنوي الأحزاب والشخصيات السياسية المعارضة تأسيسها. وتزامنه مع غياب شخصيات سياسية مؤثرة في جناح المعارضة على غرار رئيسي الحكومة السابقين مولود حمروش، وسيد أحمد غزالي، من شأنه أن يحدث شرخا عميق في جسم المعارضة ويعمق من أزمتها وهي التي وباختلاف مشاربها السياسية والفكرية لم تتمكن من توحيد كلمتها وعجزت لحد الآن عن تقديم بدائل سياسية حقيقية عكست هشاشتها وضعفها. وعلى الرغم من تصريحات قيادات تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي سارعت مباشرة بعد إعلان الأفافاس لموقفه إلى التأكيد على أن مقاطعة الأفافاس لها لن يقلل من أهمية مشروعها، إلا أن هذه التصريحات تعكس قي واقع الأمر عمق مشكلة الزعامة التي اصطدمت بها المعارضة ومدى جدية هذا الصراع المطروحة بقوة داخل كل الأقطاب الممثلة في بعض الأحزاب الإسلامية وبعض التشكيلات والشخصيات الوطنية بمختلف توجهاتها، وهذا ما يجعل المعارضة في مأزق قد لا تجد له مخرجا وبوادر فشل في ظرف تؤكد كل المعطيات أن الطريق ما يزال طويلا قبل أن تنجح المعارضة في الوصول إلى التوافق ومخاطبة السلطة بصوت واحد.