شكل معرض العسل ومنتجات خلية النحل الذي فتح أبوابه للزوار بساحة الحرية بالعاصمة يوم 17 سبتمر ويدوم إلى غاية 27 من نفس الشهر، تحت إشراف الفيدرالية الجزائرية لجمعيات تربين النحل، محطة جديدة للتقرب من للمستهلك وإطلاعه على مختلف فوائد العسل ومنتجات الخلية، حيث يؤكد بعض النحالين أن انتظار الزوار هذا الموعد بفارغ الصبر، يعزز الأمل في ترسيخ ثقافة استهلاك العسل كغذاء وليس كدواء ويعمق الثقة في المنتوج المحلي. حط معرض العسل ومنتجات خلية النحل الذي تنظمه الفيدرالية الوطنية لمربي النحل رحاله بساحة الحرية بالعاصمة ليضرب موعدا جديدا مع الزوار الذي انتظروه منذ مدة طويلة كونه تأخر عن موعده المعتاد، وتأتي الطبعة السابعة على التوالي حسب رئيس الفيدرالية محمود لكحل بالتعاون مع السلطات المحلية لبلدية سيدي امحمد وبمشاركة 22 عارضا من 12 ولاية من ولايات الوطن، لتكون المشاركة الأولى بالنسبة لكل من ولاية المدية وبسكرة وسيدي بلعباس الذين عرضوا 3 أنواع مختلفة من العسل عن تلك التي تعود الزوار على وجودها في المعرض، إضافة إلى منتجات خلية النحل المتمثلة في الغذاء الملكي، وحبوب الطلع وصمغ النحل وغيرها. ويؤكد ذات المتحدث أن المعرض يعتبر استمرار للتعريف بأنواع العسل الموجودة في الجزائر لسكان العاصمة على وجه التحديد، ناهيك كونه فرصة سانحة للتزود بهذا المنتوج الهام خاصة وأن المعرض يقدم أسعارا ترقوية ومنخفضة لزواره، مضيفا أن الهدف الأساسي من تنظيمه يتمثل في الاحتكاك المباشر بين المنتج والمستهلك، تجسيدا للشعار الذي يحمله المعرض »نستهلك عسل بلادي«، وهو ما يفسره التوافد الكبير عليه، مشيرا إلى محطات أخرى سيزورها المعرض في الأيام المقبلة بما فيها المرادية والمدنية وبوزريعة والأبيار وغيرها. وأشار لكحل أن المعرض ليس لديه هدف تجاري بقدر ما هو تعريف بالمنتوج المحلي، وهو ما جعل من الأسعار التي يقدمها العارضين منخفضة بحوالي 500 دج بالرغم من قلة الإنتاج الذي تأثر بالأحوال الجوية، مشيرا إلى أن الغرض أولا هو القضاء على استهلاك الجزائريين للعسل المستورد الذي لا يملك الجودة الغذائية والطبية. الترويج للمنتوج المحلي من العسل وفي جولة عبر المعرض تقربنا من بعض النحالين حيث أكد ممثل عن مناحل عثمان وأبنائه من ولاية البليدة، أن أسعار العسل ارتفعت هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية بسبب قلة الإنتاج والتكاليف الباهظة، حيث كان الكيلوغرام الواحد من عسل السدر مثلا يقدر ب 3000 دينار ليرتفع هذه السنة إلى 4000 دينار، أما عسل البرتقال فكان يقدر ب 1200 دج ارتفع إلى 2000دينار، وحبوب الطلع كانت ب2000 دينار لترتفع إلى 3000 دج. مضيفا أنه أحضر في هذه التظاهرة مختلف أنواع العسل، كعسل الكاليتوس السدر واللبينة وحبوب الطلع التي تتوفر على فوائد هامة جدا منها فتح الشهية وتقوية النساء الحوامل ومقوي للذاكرة، أما عسل السدر فيحتوي على الفيتامين »أ« غني بسكر الفروكتوز مفيد للاضطرابات التنفسية ومغذي للعضلات ومقوي للطاقة الحيوية وينصح به لمرضى السرطان مع الزنجبيل ومحفز للجهاز المناعي. مشيرا في ذات السياق أن ثقة كبيرة نشأت بين المربي والمستهلك، نظرا للجودة التي تتميز بها المنتجات المعروضة وهو ما جعل الإقبال عليه منذ أول يوم، مشيرا إلى أن جميع أنوع العسل مفيدة للإنسان غير أن ذلك لا يمنع من وجود فوائد علاجية لكل نوع، وذلك حسب الغذاء الذي تتناوله النحلة، وكل منطقة في الجزائر تشتهر بنوع معين كما هو الحال بغرداية المعروفة بإنتاج عسل السدر. نحالون يرفعون شعار »لا ندعي التميز بل نسعى إليه « وثمنت مناد حميدة مربية نحل من ولاية الشلف تشارك للمرة الخامسة في المعرض، المبادرة التي تفتح المجال أمام ممتهني هذه الحرفة لتسويق منتوجاتهم خاصة وأنهم يعانون في هذا المجال نظرا لكونهم فلاحين ومنتجين بالدرجة الأولى ولا يملكون محلات للتسويق، مشيرة إلى أن استهلك الفرد للعسل يجب أن يكون يوميا نظرا لما يتميز به من فوائد غذائية، وتهدف مشاركتها إلى تعريف الناس بالمنتوج من جهة والترويج للمنتوج المحلي ذو النوعية الجيدة من جهة أخرى، خاصة وأن الجزائر تتوفر على مناطق فتية وخالية من المصانع كما هو الحال بالصحراء. وأضافت محدثتنا أنها تقدم للمواطنين هذه السنة تشكيلة متنوعة من العسل من مختلف مناطق الوطن، ونظرا لقلة سقوط الأمطار شهد الإنتاج تذبذبا ونقصا، لكن رغم ذلك هناك كمية لا بأس بها من العسل لكن الأسعار تأثرت بذلك، ناهيك عن ارتفاع تكاليف إنتاج العسل التي تساهم هي الأخرى في زيادة السعر هي كلها عوامل تؤدي إلى ارتفاعه. أما ممثل عن مؤسسة صفاء لتربية النحل، الكائن مقرها بأولاد موسى بولاية بومرداس، فيسعى على حد قوله من خلال مشاركته إلى الأحسن قائلا »لا ندعي التميز بل نسعى إليه« وذلك من أجل التعريف بالمنتوج الوطني من هذه المادة وتقديم المعلومات الكافية للزوار والعمل على إقناعه أهمية تناول العسل كغذاء وليس كدواء فقط، معتبرا مثل هذه المعارض فرصة لنقل معارفهم وخبرتهم في المجال إلى المستهلكين، وإعطاء هؤلاء الفرصة لاقتناء هذا المنتوج من النحال مباشرة دون وسيط. وغلق المجال أمام المنتوج الأجنبي الذي لا يرقى إلى المنتوج المحلي الذي يتميز بالجودة الغذائية والطبية. ويعرض محدثنا ست أنواع من العسل وكذا حبوب اللقاح وغذاء الملكة وغيرها من مشتقات الخلية، بالإضافة إلى العكبر الذي يعتبر مادة تنتجها النحلة تعقم بها الخلية وتسد بها الفراغات حتى لا تدخل إليها التيارات الهوائية الباردة وتحنط بها الحشرات التي تدخل إلى الخلية، تحضرها النحلة من أوراق الأشجار وغيرها وتضيف عليها إفرازات خاصة لتصبح معقم طبيعي تقتل به الجراثيم والبكتيريا حتى أن العلماء أكدوا على أن أكبر منطقة معقمة على وجه الأرض تكاد تكون خلية النحل. من جهته أكد عارض من ولاية سيدي بلعباس الذي يشارك للمرة الأولى في المعرض أن الاحتكاك مع النحالين القادمين من مختلف ولايات الوطن له عدة فوائد، من بينها الاستفادة من خبرات الآخرين لتحسين هذه المهنة وكذا التعريف بالعسل الموجود في هذه الولاية كعسل المرار التي تتميز بذوق مر ومفيدة لمرضى السكري والأمعاء وهي محل بحث في فرنسا وعسل القندول أيضا، بالإضافة إلى مختلف الأنواع الأخرى. وعرج ذات المتحدث على الأخطار التي تواجه النحالين في عملية إنتاج العسل التي تعد من أعب المهن نظرا لعملية التنقل التي يقوم بها من منطقة إلى أخرى، مشيرا إلى أنه ما بين نحال وثلاثة يموتون في السنة وهو الأمر الذي يجهله الكثيرون بسبب التعب الذي يتعرضون له، مضيفا أن استعمال المبيدات عاد بأضرار كبيرة على هذه الثروة الطبيعية التي لا تقدر بثمن.