تحضر، جامعة وهران - مخبر الإتصال الجماهيري وسيميولوجية الأنظمة البصرية- لملتقها الدولي الثاني الذي يحمل هذه السنة شعار »صورة المخطوطات العربية وإشكاليات الإبلاغ والتلقي»، وذلك يومي 10 و11 مارس من السنة المقبلة. وحسب ديباجة الملتقى الذي سينظم السنة المقبلة شهر مارس، -بمخبر الاتصال الجماهيري وسيميولوجية الأنظمة البصرية، بوهران-، من شأنه فتح حقلا معرفيا في غاية من الأهمية والخطورة ضمن ظاهرتين متشابكتين ألا وهما الإتصال الجماهيري كظاهرة مرافقة للمجتمع الصناعي الحديث والأنساق البصرية المؤثرة في المجتمعات المحلية عبر وسائل الإعلام الجماهيرية التقليدية والإلكترونية. يعدُ المخطوط أهم منتج ثقافي تقليدي يسمح بنقل العلوم ومواكبة تطوراتها، وتسجيل ثقافة المجتمع ورصد مجريات التاريخ، كما يعتبر سجلا حافلا بالمعلومات، وهو وثيقة مكتوبة تدل على عصر صاحبه والجماعة التي ينتمي إليها وكيفية تقاربها وتواصلها وتفاعل أفرادها، وهو ما رشحه لأن يكون الوسيلة الوحيدة لنقل الثقافة وتأدية أدوار تواصلية وإخبارية وابلاغية ترويجية ثم معرفية وتثقيفية، في ظل غياب وسائل اعلامية جماهيرية واسعة الانتشار التي تقوم بتلك المهمة. وحسب الديباجة أيضا، فإن الخطاب الإعلامي غائبا في مجال الإنتاج العلمي والثقافي في المجتمع التقليدي، فمن منطلق أن صناعة الكتاب تتطلب تسويقا وترويجا وخطابا إعلاميا قويا يصاحب عملية إنتاجه للتعريف به وتقريبه للمتلقي، مع الغياب التام للوسائل والموارد اللازمة في تلك العملية، لذلك اضطر الكتاب والمثقفون في المجتمعات التقليدية لأداء كل هذه الأدوار وإنتاج آليات تؤدي هذه العمليات كلها، منها الصورة الترويجية المتمثلة في غلاف المخطوط واستغلالها كلوحة اشهارية تروّج للمخطوط وتخاطب العين جماليا وتؤدي الوظيفة البلاغية والترويجية ثم الترويحية، فهناك ترابطا وثيقا بين الفنون البصرية ومدى سطوتها المعرفية والجمالية، وبين إمكانية دراستها بالأدوات التي تندرج في نطاقها جمالية التلقي البصري مثل العلوم الحاسوبية والوسائط الاعلامية المختلفة، والمناسبة لطرح الاشكالية في مجال دور تلك الصور في لعب دور الوسائط الجماهيرية وتأدية الوظيفة الاخبارية والتواصلية وانجاز المهمة الاشهارية والتثقيفية والمحافظة على التراث ونقله ثم توسعة مجال التلقي والتأويل التي تساهم كلها في متوالية الانتاج الثقافي الذي يعكس انتاجية المجتمع ومستوى ثقافته وتراثه. ومن المنتظر أن تتوزع المحاور لتشمل صورة المخطوطات العربية وإشكاليات التبليغ والتلقي، المخطوطات في ظل تكنولوجيات الإعلام والإتصال، تقنيات ومجالات حوسبة المخطوطات وحركة نشرها، مقومات التواصل الثقافي من خلال نشر المخطوطات، صورة الثقافة العربية من خلال المخطوطات في نظر الآخر، الإعلام والتنسيق الإعلامي في مجال حركة العمل التراثي العربي، أهمية المخطوطات في بلورة وعي جمالي في ظل الهيمنة الإعلامية والتقنية، وكذا دور المخطوطات في تقديم صورة عن الخط والفن العربي. للتذكير، حدد يوم 30 أكتوبر الجاري آخر أجل لتقديم ملخص المساهمة العلمية في الملتقى الدولي.