اعتبر المجاهد علي هارون، أن تحديد نشأة فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا بالفاتح من نوفمبر 1954 يعد «خروجا عن التاريخ الحقيقي»، باعتبار أن نضال الجالية الجزائرية في سبيل الحرية كان قد انطلق سنوات من قبل. أكد علي هارون خلال تنشيطه أمس، لمنتدى يومية المجاهد، أن نضال الجالية الجزائرية بفرنسا كان قد انطلق سنوات قبل 1 نوفمبر ,1954 حيث كانت قد تعالت العديد من الأصوات للمطالبة باستقلال الجزائر والمغرب وتونس وعلى رأسها الأمير خالد، علما أن «الجزء الأكبر من الجالية المغاربية بفرنسا كانت مشكلة آنذاك من الجزائريين». وقد رفع أبناء الجالية هذا التحدي على الرغم من صعوبة الموقف، حيث «كان الحديث عن الاستقلال يعد من المحظورات التي تندرج ضمن التهم المتعلقة بالمساس بالوحدة السيادية لفرنسا والتي يعاقب عليها القانون الفرنسي بما لا يقل عن 15 سنة سجنا»، وأبدى هارون أسفه لموقف الحكومة الأولى للجزائر المستقلة التي «لم تعترف بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا»، على الرغم من «الدور التاريخي الذي لعبته على أرض العدو»، وهو الأمر الذي «دفع الكثير من قادتها إلى العودة للعيش بفرنسا بعد شعورهم بالظلم».وذكر في هذا الصدد بأن الفيدرالية نجحت في تعبئة نحو 90 بالمائة من أعضاء الجالية» حيث كانت تحصي «250 ألف عضوا» كما أنها ساهمت في تمويل الثورة حيث «كانت ميزانية الحكومة المؤقتة مشكلة في 80 بالمائة منها من الاشتراكات التي كانت تحصل من أعضاء الجالية». وعلى حد قول علي هارون وقد «تمكنت الفيدرالية وإلى غاية 1958 من جمع قرابة 700 مليون فرنك فرنسي قديم وجهت إلى المساجين وعائلاتهم ودفع مستحقات هيئات الدفاع» فيما «وجهت الحصة المتبقية إلى سويسرا لتمويل نشاطات الحكومة المؤقتة بعدة بلدان على غرار تونس والمغرب ومصر»، واستعرض مختلف المراحل التي مرت بها فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا بدء من الفيدرالية الأولى (1954-1956) و وصولا إلى الفيدرالية الرابعة (1958 إلى غاية الاستقلال) حيث كانت تبعث من جديد في كل مرة بسبب اكتشاف أعضاءها واعتقالهم. وحرص هارون على تحديد القائمة الرسمية لكل أعضاء الفيدرالية وذلك «حتى لا يدعي البعض توليهم لمناصب المسؤولية بها» خاصة وأن أغلبية قادة الفيدرالية قد فارقوا الحياة، وعاد علي هارون للحديث عن خلفية إنشاء الفيدرالية التي كان الهدف الأساسي من ورائها هو تنظيم الجالية بفرنسا وتجنيدها في صفوف جيش التحرير الوطني. وقد كانت أهم بصمة تركتها الفيدرالية في مسار نضالها هو قيامها بتاريخ 25 أوت 1958 بثمانين هجوما استهدف مواقع إستراتيجية بمختلف المدن الفرنسية، حيث وصلت الحصيلة التي تم إعدادها بتاريخ 27 سبتمبر من نفس السنة إلى «مئات العمليات الهجومية» التي انجر عنها توقيف العديد من الجزائريين الذين صدرت في حق الكثير منهم أحكام بالإعدام، وقد وصل العدد الإجمالي لأبناء الجالية المنتمين للفيدرالية الذين صدرت في حقهم أحكام بالإعدام 114 شخصا و هي العقوبة التي طبقت في حق 22 منهم وذلك من مجموع كلي بلغ 300 شهيد بالجزائر.