يطالب مربو النحل بالعاصمة وما جاورها، بدعم الدولة لنشاطهم الذي يواجه جملة من العراقيل منها غلاء أسعار الأدوية الخاصة بمعالجة النحل ومشكل التسويق مما حال دون تحيق الأهداف المرجوة وتسبب في تراجع الإنتاج الذي يقابله ارتفاع الأسعار الأمر الذي يحرم المواطن الجزائري البسيط من استهلاك العسل الطبيعي بكمية معتبرة. يعاني مربو النحل بالعاصمة والولايات المجاورة من مشاكل عدة أثرت على مستوى الإنتاج بشكل كبير ،خاصة فيما يتعلق بالتسويق فرغم أن الجزائر لديها من الإمكانيات ما يغرق السوق بالعسل الطبيعي ،غير أن قلة العناية بشعبة مربي النحل تحول دون ذلك ،ورغم جودة العسل الجزائري إلا أن ذلك أيضا لم يشفع له في تحسين نسبة تسويقه ويعود ذلك حسب المربين إلى انعدام ثقة المستهلك من نوعية المنتوج بسبب وجود دخلاء يعرضون عسلا مغشوشا في العديد من الأسواق العاصمية . وفي هذا السياق يطالب النحالون لهاته بإنشاء مخابر يمكن من خلالها إخضاع منتوجاتهم من العسل للمراقبة والفحص وبالتالي تمكينهم من تسويقها مطمئنين بشهادة من الجهات المختصة . وبخصوص الأدوية الخاصة بمعالجة النحل والتي تشهد ارتفاعا كبيرا، فإن المربون يناشدون الدولة لتقديم يد المساعدة من خلال دعم الأسعار أو توفير الأدوية ووضعها تحت تصرفهم، مؤكدين بأنه لو يتلقون دعم من الجهات المسؤولة فإن أمراض النحل ستنقص بنسبة مائة بالمائة . وأشار هؤولاء إلى أن غياب الدعم لهذه الحرفة يؤدي إلى تقليص الإنتاج فمن كان باستطاعته إنتاج أكثر من 100 صفيحة عسل سيكتفي بإنتاج 50صفيحة إن لم نقل أقل خشية وقوعهم في خسائر مادية خاصة في فصل الشتاء ،ما يؤثر كثيرا على تحرك النحلة ويجعل المربي مضطرا لاقتناء الغذاء والدواء لها ومنعها من مغادرة الصندوق. ومن جملة العراقيل التي يصطدم بها مربو النحل أيضا و التي تقف وراء نقص الإنتاجية، هي رفض بعض الفلاحين »يضيف المربون « تنصيب خلايا النحل في أراضيهم رغم دورها التلقيحي الفعال، وذلك بسبب قلة الوعي لديهم . كما أن البعض الآخر من الفلاحين يتسبب في موت النحل جراء الاستخدام العشوائي للمبيدات. وعن غلاء أسعار العسل يؤكد المتحدثون بأنها معقولة جدا مقارنة بالتكاليف الكبيرة التي تتطلبها عملية الإنتاج، لاسيما المتعلقة بتكاليف النقل بالنسبة للذين يقومون بنقل النحل إلى مختلف المناطق من أجل تغذيته، وخاصة إلى الصحراء هاته الأخيرة تعتبر كنزا في تربية النحل، لتوفر »السدرة«،» اللبانية«، الحرمل« و»الشوكيات« وغيرها إلا أن مصاريف النقل واليد العاملة التي يتم جلبها من الشمال تكلف المربين الكثير من الأموال .