يبدو أن الصّراع المسلّح اللّيبي-اللّيبي الذي تتصاعد وتيرته يوما بعد يوما، سيأخذ شكلا آخر أكثر خطورة ودمارا، حيث تعتزم ميلشيات »درع ليبيا 3« استخدام الأسلحة الكيماوية في مواجهتها ضدّ قوات الجيش التّي تقود حملة واسعة ضدّ المسلّحين الخارجين عن القانون. نقلت تقارير إعلامية عن العميد ركن طيار، صقر الجر وشى، قائد أركان سلاح الجو اللّيبي، القول إنَ »قوات درع ليبيا 3 بدأت في نقل غاز الخردل من مخازن الجفرة، وصواريخ سكود بسبها إلى مدينة مصراتة والعاصمة طرابلس«، وأعلن الجروشي أن سلاح الجوى الليبي سيقوم بعملية استهداف لقوات الدرع تفادياً لحدوث أي كارثةً إزاء استخدام مثل هذهِ الأسلحة. هذا ونقلت وكالة الأنباء اللّيبية، عن المتحدث باسم الغرفة الأمنية بمدينة زوارة، حافظ معمر، قوله إنّ »طائرة حربية قامت بقصف الميناء دون وقوع أضرار بشرية، ولم يتسن ايضا معرفة الخسائر المادية إلى حد الآن«. وكانت مدينة زوارة الواقعة إلى الغرب من العاصمة الليبية طرابلس تعرضت لغارة جوية الثلاثاء تسببت في مقتل 8 أشخاص وإصابة 20 آخرين، بحسب وكالة الأنباء. في سياق آخر، أعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، أنّها ستدعو إلى جولة جديدة من الحوار السياسي في 9 ديسمبر الجاري، مشيرة إلى أن ذلك جاء بعد التشاور مع الأطراف في هذا البلد. وأوضحت البعثة الأممية الخاصة بليبيا أنها تواصلت مع العديد من الأطراف المعنية في محاولة للتوصل إلى سبل لإنهاء الأزمة السياسية والأمنية هناك عبر الحوار، مضيفة أن »هناك اتفاقا بين الأطراف الفاعلة اللّيبية المختلفة على أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو حوار سياسي شامل يعالج الأزمة بغية وقف الاقتتال وإنهاء معاناة المدنيين وضمان عودة العملية السياسية في المرحلة الانتقالية إلى مسارها والمحافظة على سيادة وسلامة أراضي ليبيا ووحدتها الوطنية«. يشار إلى أنّ عمر الحاسي رئيس الحكومة المنبثقة عن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، في طرابلس، قد تقدم باستقالة من منصبه. وعلى صعيد آخر، أعرب بيرناردينو ليون مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا، عن أمله باستئناف المسار السياسي بين الفرقاء الليبيين في مدينة غدامس الأسبوع المقبل. وحذر ليون في كلمة أمام لجنة في البرلمان الأوروبي من المتطرفين في ليبيا، مصرّحا أن المواجهات احتدمت في بنغازي وفي جبال نفوسة في غرب ليبيا، وذكر ليون أنه لا البرلمان المنتخب في طبرق ولا المؤتمر الوطني المنتهية ولايته في طرابلس بإمكانه ادعاء الشرعية. تجدر الإشارة إلى أنّ تقارير إعلامية أكّدت بأنّ عمر الحاسي، رئيس حكومة الإنقاذ، قدّم استقالته بعد خلافات مع قادة مليشيات فجر ليبيا. وكان المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته قد كلف المحامي الليبي عمر الحاسي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، لكنه خسر أمام رجل الأعمال المصراتي أحمد معيتيق خلال تصويت للمؤتمر الوطني في ماي الماضي. وتقول التقارير إنّ الحاسي »حظي« بدعم من الإخوان لتولي رئاسة الحكومة، لكن هذا الدعم لم يترجم في البرلمان بسبب مواقفه المعارضة لبعض الليبراليين وخصوصاً رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان، وقبل »عملية الكرامة« وحدوث الانقسام في البلاد.