تونس تلغي اجتماعا مغاربيا طارئا بشأن الأزمة في ليبيا كشف اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، قائد معركة الكرامة، إنه مع أي ضربة عسكرية "تؤمن حدود مصر" حتى لو كانت داخل ليبيا. وقال حفتر في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" نشرت الجزء الثاني منه أمس "نصحت السلطات الحاكمة في طرابلس من قبل بأن يتركوا تأمين الحدود مع مصر لمصر نفسها، لأنهم غير قادرين عليها، فهذه الحكومة عاجزة لا تستطيع تقديم شيء، لكن المستقبل يجب أن يبنى بأيدٍ وطنية تستطيع أن تؤمن الحدود لنفسها ولجيرانها، لا أن تتركها مفتوحة تدخل منها كل المصائب"، كاشفا أنه لم يقم بأي محاولة للتواصل مع السلطات المصرية بعد. وأوضح "أنا مع أي ضربة عسكرية تؤمن حدود مصر حتى داخل ليبيا، نريد التخلص من هذه المجموعات الموبوءة فى درنة وبنغازى وإجدابيا وسرت وطرابلس وعلى الحدود الجزائرية. لا يمكن إطلاقا أن نسمح لأى منهم بأن يقوم بأى عمل ضد بلدان الجوار الشقيقة والصديقة، والموضوع يحتاج تعاونا لمنعهم من عمل معسكرات في مصر أو ليبيا". وكشف أن كتائب أنصار الشريعة والكتائب المتحالفة معها قتلت فى الأشهر الأخيرة 500 ضابط ومجند. ونفى حفتر أن يكون هناك دعم إماراتي أو سعودي لقواته العسكرية، وقال "لم نر أو نسمع شيئا من هذا القبيل، ولكننا نتوقع خيرا من كل أصدقائنا". وفي الأثناء، قصفت طائرتان حربيتان، تتبعان قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، مقرا تابعا لتنظيم أنصار الشريعة، بمدينة بنغازي، شرقي ليبيا، ولا أنباء عن وقوع إصابات في صفوف التنظيم. وقال العميد صقر الجروشي، آمر القوات الجوية بقوات حفتر، إن طائرتين حربيتين تابعتين لسلاح الجو بالجيش الوطني "يقصد قوات حفتر" قد قامت بقصف ما أسماه "أحد أوكار الإرهاب"، التي يستخدمها أنصار الشريعة في بنغازي، مشيرا إلى أن "الطائرات الحربية أطلقت على المكان ثمانية صواريخ". وحسب الجروشي فإن الموقع المستهدف، والذي قال إنه تابع للتنظيم، هو "قصر يسمي بقصر ولي العهد بمنطقة الفويهات بالمدينة"، مؤكداً أن "المكان يستخدمه أعضاء تنظيم أنصار الشريعة في تخزين أسلحتهم وعقد اجتماعاتهم السرية"، بحسب قوله. كما أكد العميد الجروشي أن "عملية الكرامة"، التي أطلقتها قوات حفتر، ستستمر من قبل قيادة الجيش الليبي ضد هذه الجهات التي قال إنها "متطرفة". كما كشف المتحدث أن "هناك عمليات عسكرية سيطلقها في العاصمة طرابلس ضد المليشيات"، من دون أن يذكر موعد انطلاقها. من ناحية أخرى، ألغت تونس اجتماعا طارئا لاتحاد المغرب العربي كان مخصصا لبحث الأزمة المتفاقمة في لييبا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التونسية مختار الشواشي، إن سبب قرار إلغاء الاجتماع هو "صعوبة العثور على أشخاص لهم صلاحية الحديث نيابة عن السلطات المتصارعة في ليبيا". وتتصارع في ليبيا حكومتا عبد الله الثني وأحمد معيتيق على السلطة. وكلاهما يدعي الشرعية. وقال الشواشي "ليس هناك محاورون واضحون مع وجود حكومتين في ليبيا". وكان اجتماع اتحاد المغرب العربي يهدف إلى بحث إمكانية حل الأزمة في ليبيا بالوسائل السياسية. كما كان من المقرر أن يلتقى ممثلو الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي، الذي يضم تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا إلى جانب ليبيا، الأحد لبحث الاضطرابات السياسية المتصاعدة. وتقرر أن يسبق هذا الاجتماع لقاء آخر يشارك فيه ممثلون عن ليبيا والمبعوثون الخاصون للأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة الليبية. وأدى إلغاء اجتماع اتحاد المغرب العربي إلى تأجيل اللقاء الدولي. وتشهد البلاد أزمة سياسية خطيرة، حيث أعلن البرلمان تعيين معيتيق، وهو رجل أعمال، رئيسا للوزراء قبل ثلاثة أسابيع، ليصبح ثالث رئيس للوزراء في شهرين بعد اقتراع اتسم بالفوضى، وذلك بدعم من "الإسلاميين" والمستقلين في البرلمان المنقسم على نفسه. غير أن الثني رئيس الوزراء المؤقت رفض تسليم السلطة مبديا شكوكا بشأن شرعية انتخاب معيتيق.