حذر أصحاب وكالات السياحة و الأسفار مناصري الفريق الوطني من المخاطرة بالتوجه إلى مصر برا نظرا لما تعرفه الحدود الليبية المصرية من صعوبات في إجراءات الدخول تستغرق وقتا طويلا ربما قد يتعدى 75 ساعة غير مستبعدين فرضية وضع عراقيل أكبر من طرف السلطات المصرية لمنع الحشود البشرية التي ترغب في مساندة الفريق الوطني في القاهرة، فيما أكدت وكالات أخرى رفضها تنظيم مثل هذه الرحلات التي ترى أن المسؤولية فيها كبيرة نظرا للحساسية التي تكتسيها و نتائجها المجهولة . ونظرا للأهمية الكبيرة التي تكتسيها المواجهة بين الفريقين الوطني و المصري يرغب كل جزائري في أن يكون بالأراضي المصرية يوم المواجهة لمساندة أشبال سعدان الذين أثبتوا قدرتهم على اقتطاع ورقة التأهل لكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ الكرة الجزائرية، ومنذ أن بدأت الحرب النفسية و الإعلامية زادت الرغبة في مؤازرة الفريق الوطني وهو ما دفع بوكالات السفر والسياحة في الجزائر تشهد حركة غير طبيعية بسبب الإقبال الكبير من طرف المواطنين الذين يقصدونها تارة للاستعلام و تارة أخرى للحجز الأمر الذي جعل من مصر قبلة العديد من الجزائريين و لو بالتمني . و عبّر لنا صاحب إحدى وكالات السفر بالعاصمة أن طلبات كثيرة تصله من شتى أقطار الوطن لحجز مكان في رحلة خط الجزائر ومصر، وإن كان هذا الأمر يعود بالفائدة على هذه الوكالات إلا أن أصحابها يواجهون مشكلة أخرى وهي في عدد المقاعد المخصصة للوكالات السياحية مشيرا أن العرض أقل من الطلب وهو ما سيجعل بعض وكالات السفر تتوقف عند عدد معين من المسافرين فمنهم من ضمن 100 مقعد فقط وسيتقدم بطلب آخر لدى السلطات المعنية بغية الحصول على أماكن أخرى للمسافرين. ومن المنتظر أن تتضاعف الطلبات من أنصار الخضر في الأيام القليلة المقبلة، وقد تضطر بعض وكالات السفر إلى الرفض لعدم توفر الأماكن لدى مختلف الخطوط الجوية، بالإضافة إلى محدودية التذاكر المتوقع منحها إلى الطرف الجزائري بالملعب. ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى بعض وكالات السياحة لمعرفة مدى إقبال مشجعي الفريق الوطني على هذه الوكالات لحجز أماكن في رحلاتها المنظمة في هذا الإطار وجدنا أن نسبة لابأس بها من وكالات السفر رفضت برمجة مثل هذه الرحلات إلى القاهرة من منطلق أن هناك وكالات أخرى هي التي أخذت على عاتقها القيام بهذه العملية، و كذا خوفا من تحمل مسؤولية ما يمكن أن يترتب عن هذه المقابلة التي تعرف توترا شديدا على جميع الأصعدة حيث أكدت إحدى العاملات في وكالة للسفر أن هذه الأخيرة لم ترغب في تنظيم مثل الرحلات التي تكون نتائجها مجهولة الأمر الذي يدفع بالعديد من الوكالات التخلي عن التنافس من أجل الحصول على حصة من المقاعد. أما الوكالات التي قامت بتنظيم هذه الرحلات المقدرة تكاليفها بسبعين ألف دينار جزائري فقد كشف أصحابها أنه قبل ثلاثة أسابيع من المباراة لم يتقدم العديد من المواطنين للاستفسار عن الرحلة للذهاب إلى مصر حيث يكثف الوافدين عليها بطرح أسئلة لمعرفة ثمن التذكرة وكيفية الإقامة وأي الرحالات أفضل عبر الجو أو البحر أو البر. وفي هذا السياق حذر أحد العاملين في وكالة أسفار وسياحة التي طرحت تأشيرات لحضور هذا العرس الكبير جوا و بحرا المناصرين الجزائريين من السفر برا لأن الرحلة تكون متعبة من جهة لأنها تستغرق يومين كاملين و من جهة أخرى كشف عن الصعوبات التي يواجهها المتنقلين برا بداية من الأموال التعجيزية التي تطلبها السلطات الليبية من أجل المرور و في نفس السياق لم يستبعد محدثنا إمكانية عرقلة السلطات المصرية دخول هؤلاء بعدم توفير تأشيرات الدخول إلى الأراضي المصرية حتى يقفون في وجه الحشود التي ترغب في السفر برا و يتم احتجازهم هناك حتى نهاية المباراة . وأضاف أنه على أولئك الذين يودون السفر برا فمن الأفضل أن لا ينتظروا اللحظات الأخيرة حتى لا يبقوا قابعين في الحدود لساعات طويلة مما قد يفوت عنهم فرصة متابعة المباراة حتى عبر شاشات التلفزيون. ومن خلال هذا الاستطلاع وقفنا على الشروط التي تضعها عددا من وكالات السياحة لمنح تأشيرة السفر و هذا بالنظر إلى السن أو طبيعة العمل أو نوع الجنس ، مثلما كشفه لنا أحد مالكي وكالة سفر، مشيرا إلى أنه لا يقبل بالحجز لأناس تقل أعمارهم عن 35 سنة لتأكده بأن أشخاصا في مثل هذه الأعمار يكونون خير ممثل للجمهور الجزائري من بعض الشباب الذي قد يلجأ إلى أعمال الشغب في القاهرة في حال تعثر الخضر في موقعة 14نوفمبر المقبل. و أحدث القرار الذي صدر مؤخرا من الاتحادية المصرية لكرة القدم بطرح تذاكر المباراة للبيع يوم 11 نوفمبر المقبل نوعا من الارتباك لدى وكالات السياحة و هو الأمر الذي أثار استياء أولئك الذين يرغبون في التنقل عن طريق هذه الوكالات السياحية و ذلك خوفا من عدم التزام هذه الأخيرة بوعودها خاصة و أن الاتحادية المصرية تصر في كل مرة على أن عدد المقاعد المخصصة لمناصري الفريق الوطني في الملعب لن يتعدى 2000 مقعد مهما كانت سعة هذا الأخير.