عرفت كرة القدم الجزائرية خلال عام 2014 مرورها بأزهى فتراتها بداية ببلوغ «الخضر» ثمن نهائي مونديال البرازيل الصيف الماضي لأول مرة في تاريخهم والنجاح الباهر لوفاق سطيف بانتزاعه كأس رابطة أبطال إفريقيا، فضلا عن المركز الخامس في مونديال الأندية بالمغرب، ناهيك عن تألق نجم الخضر ياسين براهيمي وتتويج منتخب كرة اليد باللقب الافريقي وانجازات أخرى أبرزت توهج الرياضة الجزائرية خلال هذا العام. الخضر في الدور الثاني من المونديال لأول مرة في التاريخ لايختلف اثنان في أن بلوغ المنتخب الوطني الدور ثمن النهائي لمونديال البرازيل 2014، يعتبر أفضل انجاز رياضي سيبقى الجزائريون يحتفظون به دون شك كذكرى تاريخية راسخة في أذهانهم، حيث يعتبر لأول في تاريخ الكرة الجزائرية في كأس العالم، إذ كان قد أقصي الخضر في الدور الأول في مشاركاته الثلاث السابقة 1982، 1986 و في 2010. وتمكن المنتخب الوطني من معادلة الرقم القياسي لمنتخبي نيجيريا والكاميرون بسبعة أهداف، حيث سجل الخط الأمامي للخضر سبعة أهداف، بعدما عجز عن تسجيل أي هدف في المونديال الأخير في جنوب إفريقيا، كما حطم الخضر العديد من الأرقام القياسية، على غرار أكبر فوز في تاريخ مشاركات الجزائر، والأفارقة والعرب في المونديال بتسجيله أربعة أهداف كاملة على حساب فريق كوريا الجنوبية. ولعب الخضر أفضل مباراة لهم في المنافسة أمام منتخب ألمانيا الذي ظفر بالتاج العالمي في نهاية المطاف، ناهيك عن اختيار «الفيفا» لمباراة الجزائر والمنتخب الألماني كأفضل مباراة في الدور الثاني، بعد أن اضطر أشبال لوف إلى اللجوء إلى الوقت الإضافي لكسب ورقة الصعود إلى الدور ربع النهائي، عقب مباراة وصفتها الصحافة العالمية ب»المثيرة.
مركز تاريخي في تصنيف الفيفا حقق المنتخب الوطني قفزة تاريخية في تاريخ تصنيف الفيفا بعد مشواره المشرف في مونديال البرازيل، ليحتل محاربو الصحراء المركز ال 15 عالميا شهر أكتوبر لأول مرة في تصنيف الفيفا، محققين بذلك أفضل مرتبة لهم على الإطلاق في التصنيف العالمي لحد الآن.
صدارة عربية وإفريقية وحلم بالتاج القاري وعلى الصعيد الإفريقي تبقى الجزائر تحتل الصدارة عن جدارة واستحقاق، وعلى بعد عشرة مراكز كاملة عن أقرب الملاحقين، حيث أنها متبوعة بمنتخب كوت ديفوار الذي جاء في المركز ال25، والصدارة الإفريقية ترافقها صدارة عربية، حيث أنها على بعد 15 مركزا عن أقرب المنتخبات العربية، وهي تونس صاحبة المركز ال30، وهو الأمر الذي يجعل الجماهير الجزائرية تحلم بتألق منتخب بلادها في نهائيات كأس إفريقيا القادمة، ومنها الحلم بنيل الكأس الإفريقية الغائبة عن خزائن الجزائر منذ أول وآخر تتويج سنة 1990 بالجزائر.
ولم تتأثر تشكيلة «الخضر» بتغيير مدربها فواصلت تألقها خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2015 بفوزها بخمس مباريات من أصل ستة، ما جعل الاختصاصيين يرشحون منتخبنا الوطني لنيل اللقب الإفريقي خلال الدورة النهائية المقررة بغينيا الاستوائية.
يضاف إلى هذا تألق الحكم الجزائري جمال حيمودي الذي احتفظ بجائزة الصافرة الذهبية (جائزة الشيخ الشهيد فهد الأحمد الصباح) لأفضل حكم ساحة عربي حسب استفتاء مجلة «الحدث الرياضي» للعام 2013.