شدد مصطفى معزوزي عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم بحزب جبهة التحرير الوطني على ضرورة توسيع الانتشار الحزبي من خلال عملية إعادة الهيكلة التي شرعت فيها قيادة الحزب، مؤكدا أن الأفلان عاش في السنوات الأخيرة وضعا أليما ترتبت عنه أزمات امتدت إلى القواعد النضالية وانعكست سلبا على الممارسات النضالية، حيث اعتبر مسؤول التنظيم عملية تكوين المناضلين سياسيا وإثراء أفكارهم بمرجعيات ومنطلقات الحزب فرصة لإعادة الأفلان إلى خطه الأصيل. أوضح معزوزي أن غياب التكوين السياسي للمناضلين أدى إلى انزلاقات خطيرة وجلب عادات دخيلة على الحزب أبعدت النضال في الممارسات الحزبية، مؤكدا أنه من خلال التكوين السياسي للمناضلين يكون الأفلان قد عاد إلى خطه الأصيل، حيث أشار مسؤول التنظيم بالأفلان في مداخلته أمس خلال الندوة التكوينية الجهوية التي نظمها قطاع التكوين للأفلان بولاية سطيف حول عملية إعادة الهيكلة أن الأفلان عاد إلى خطه الأصيل من خلال تنظيم الندوات التكوينية لمناضلي وإطارات الحزب، مشيرا إلى أن الحزب عاش وضعا أليما طيلة السنوات العشر الماضية من انزلاقات وممارسات لا أخلاقية تعتبر دخيلة على الحزب وذلك بإبعاد النضالي في الممارسات السياسية وتغييب قوانين الحزب. وشدد مسؤول التنظيم على أن عملية إعادة الهيكلة التي شملت مختلف محافظات الحزب تهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة الانتشار الحزبي في الأوساط الجماهيرية بعدما شهد الحزب في السنوات الأخيرة أزمات سياسية، مضيفا بأن هذه العملية مكنت من إعادة ترتيب بيت الأفلان وتنظيم هياكله القاعدية التي كانت متهلهلة، مؤكدا أنه منذ مجيء القيادة الجديدة للحزب في أوت 2013 وعلى رأسها الأمين العام عمار سعداني والقيادة تعاني من هذه التفاوتات والانزلاقات لأن الممارسات التي كان من المفروض أن تتم فيما بين المناضلين غابت، مشيرا إلى أن إعادة الانتشار الحزبي جاء بعد تحليل معمق أن النمطية التي سادت طيلة 50 سنة والتركيبة البشرية أدى إلى تقلص الفضاءات نتيجة نوع من الاحتكار، مضيفا أنه كان من الضروري أن تأتي القيادة بالجديد وتفكك القنابل الموقوتة التي زرعت في أوساط المناضلين، وأرجع ذلك إلى تغييب القانون الأساسي والجمعيات العامة والعمل الجماعي المشترك وجعل المناضلين سجناء لأشخاص على مستوى المحافظات وقسمات والأمين العام. وأشار مسؤول التنظيم بالمكتب السياسي إلى أن العملة التي طغت هي المحاباة، المحسوبية، لشكارة والبلطجية لن قرار الهيئات غاب وأصبحت القرارات الفوقية تطغى عل كل شيء، معتبرا ذلك بالعمل غير الأخلاقي، مؤكدا أن كل هذه الظروف دفعت بالقيادة إلى التفكير في إيجاد حل لها من خلال عملية إعادة الهيكلة وكسر الاحتكار الذي كان سائدا والعمل حاليا على تأطير المناضلين وتمكينهم من تولي المسؤوليات تدريجيا، معتبرا أن الأفلان تاج فوق الرؤوس إذا ما أعدنا انتشاره خاصة وأن الرصيد لم يعد كافيا، داعيا الشباب إلى المشاركة في التسيير وهي النظرة الجديدة التي اعتمدتها قيادة الحزب لخلق سلطة وسيطة بين المناضل والقيادة المركزية. وتطرق معزوزي إلى الحديث عن المؤتمر العاشر المقبل، حيث أشار إلى أن المؤتمر يحضر بالمناضلين وأنه بدون المناضلين لن يكون، داعيا إلى تبادل الثقة ما بينهم وأن يكون النضال قائما على الصدق والمحبة ونبذ العنف والفرقة بين أبناء الحزب الواحد، مشيرا إلى أن عملية إعادة الهيكلة وفرت المئات من الإطارات الشابة ومكنتهم من تولي المسؤوليات في المحافظات الجديدة. كما حذر عضو المكتب السياسي من المغالطات التي يروج لها البعض، مشددا أنه لا أحد وصي على الأفلان ولا على المناضلين، واستطرد قائلا»هناك هيئات للمؤتمر«، مؤكدا أن القيادة كانت لديها الشجاعة الكاملة لمعالجة القضايا الداخلية للحزب، داعيا المناضلين إلى الافتخار بالأمين العام للحزب عمار سعداني الذي كسر الطابوهات وأعاد الحزب إلى موقعه الطبيعي، مشيرا إلى أن الأفلان تحت مجهر الطبقة السياسية وأن محطات دقيقة تنتظر الحزب أهمها الدستور الجديد الذي يطالب الأفلان بأن يكون في أقرب وقت.