دعا رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الشعبي الوطني، أحمد سعداني، إلى إشراك المختصين في النقاش الدائر حول استغلال الغاز الصخري، اعتبر أن نقص المعلومة وراء مخاوف المواطن من هذا الملف الهام، مؤكدا أن شروحات المختصون حول الموضوع، كشفت عن عدم وجود خطر على المياه الجوفية من استغلال هذا المصدر الرابع للطاقة، معلنا عن زيارة ميدانية سيقوم به وفد برلماني لعين صالح لمتابعة كل مراحل المشروع هون الخبير في الشؤون البيئية، مهماه بوزيان، من مخاوف المواطنين في الجنوب من نفاذ المياه الجوفية والتلوث البيئي الذي قد يتسبب فيه استغلال الغاز الصخري كل ما يصاحبه من المواد الكيميائية المستعملة مع المياه الضاغطة، ومن الانشقاق الهيدروليكي نتيجة الحفر بالطريقة الأفقية وتلوث المياه الجوفية، حيث أكد مهماه أن المعطيات العلمية الموثوقة تقول بأن سكان عين صالح يزودون بالماء الشّروب القادم من حوض في الشمال وهو منفصل تماما عن الحوض الموجود في جنوب عين صالح الذي يعول عليه في عمليات الحفر بسبب ملوحة مياهه وعدم صلاحيتها للشرب. وقال الخبير إن تدفق الأحواض بحسب الحقائق الجيولوجية يتجه دائما نحو الجنوب وليس الشمال وأنه إذا افترضنا حدوث تلوث للمياه فإن هذا الأخير سيتحرك في اتجاه التدفق وليس العكس وهو ما يعني أن الحوض الموجود في الشمال وهو مصدر تزويد سكان الجنوب سيكون في مأمن من أي تسمم. وعاد مهماه ليؤكد أن المواد الكيميائية المستعملة مع المياه الضاغطة أثناء الحفر، هي أقل تركيزا من تلك المستعملة في بعض الأدوية كالبراسيتامول، بما يعني أنها أضعف من أن تشكل تلوثا بيئيا. من جانبه يرى رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الشعبي الوطني أحمد سعداني، خلال مشاركته ضمن برنامج »ساعة نقاش« للقناة الإذاعية الأولى أن نقص المعلومة لدى المواطن هي التي تثير هذه الهواجس والمخاوف وأنه لا بد من إشراك المختصين لرفع اللّبس.وقال إن الشروحات التي قدمها المختصون حول استفهامات سكان الجنوب حول الموضوع، أكدت أنه لا خطر على المياه الجوفية من مشروع استغلال الغاز الصخري، بدليل استخدام الجزائر لتقنية التكسير منذ 10 سنوات بحاسي مسعود دون تسجيل أية مشاكل بيئية أو صحية على سكان المنطقة، مضيفا أن دولا كثيرة مثل أمريكا بدأت في استغلال الغاز الصخري منذ 1820 وأن التكنولوجيا نجحت في تعديلها وتطويرها بما تقتضيه السلامة البيئية والصحية. وأكد احمد سعداني، أن وفدا عن المجلس الشعبي الوطني سيقوم بزيارة ميدانية لعين صالح لتتبع سير الأمور ومراقبة العمليات التقنية عن كثب مرفوقين بمختصين في المجال وأن هذه المراقبة ستستمر خلال كل مراحل هذا المشروع الضخم، معتبرا أن استغلال الغاز الصخري يعد أكبر تحد ترفعه الجزائر لضمان مستقبل الأجيال القادمة. من جانبها ذكرت ممثلة عن وزارة البيئة، ياسمينة عطافي، أن التكسير الهيدروليكي الذي يشكل الهاجس الأكبر لسكان الجنوب بحاجة إلى توضيح، مؤكدة أن القائمين على المشروع يراعون استبعاد الحفر والتنقيب في المواقع ذات التشقق الكبير والثغرات وأن هذه المواقع يتم تحديدها في مرحلة الاستكشاف الحالية، مؤكدا بخصوص انشغال المواطن من تأثير المواد الكيميائية على صحته بيئته المتحدثة أن الجزائر تعتزم استخدام ما يسمى بالكيمياء الخضراء رغم تكلفتها الباهضة.