تواصلت أمس بالقاعة البيضاوية أشغال المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني، حيث انصبت تدخلات المندوبين في ثاني أيام هذا المؤتمر الذي جاء تحت شعار »التجديد والتشبيب« حول عدد من القضايا والمسائل التنظيمية والسياسية، كان فيها إدماج عنصري الشباب والمرأة في صلب النقاش المفتوح مع المندوبين. تميز النقاش الذي أشرف على افتتاحه رئيس المؤتمر عمار سعداني بمشاركة أزيد من 6000 مندوب، حيث صبت تدخلات المندوبين في إطار ضرورة إعطاء المكانة اللائقة لعنصري الشباب والمرأة في صفوف الحزب العتيد مثلما حث عليه الأمين العام للأفلان في عديد المناسبات، في الوقت الذي بارك فيه المتدخلون قرار تزكية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للحزب واعتبروه إضافة قوية للأفلان، كما توالت رسائل المباركة والتأييد لأشغال المؤتمر العاشر من طرف العديد من الهيئات والتنظيمات وفعاليات المجتمع المدني. وفي ذات السياق أكد الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين في رسالة بعث بها إلى المؤتمرين مباركته لهذا الحدث الهام في تاريخ الحزب الجزائر معا على اعتبار أن الأفلان يحتل مكانة هامة لدى الجزائريين ويتصدر الساحة السياسية بالبلاد، حيث حيا في المؤتمرين روح الوطنية والإسهام في المحافظة على رسالة الشهداء، مؤكدا دعمه للمؤتمر العاشر ووقوفه إلى جانب حزب جبهة التحرير الوطني ومساندته لبرنامج رئيس الجمهورية. وكان تدخل النائب بالبرلمان أسماء بن قادة قيما حيث حاولت إبراز أهمية الاستثمار في رأس المال الفكري، مؤكدة أن الأفلان قد انتقل من النضال التقليدي إلى النضال الفكري وهو ما يؤهله للتطور والإسهام في بناء دولة قوية، موضحة أن الطموح مشروع لكنه يجب أن يرتبط ارتباطا وثيقا بالكفاءة على اعتبار أنها ضرورة في تقديم الإضافة إلى الحزب، داعية إلى ضرورة الانفتاح على كل كفاءات المجتمع وشرائحه خاصة وانه حزب الأغلبية. وبعد أن قالت »بأننا توجهنا الخبرة والحكمة والقيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية« دعت لأن يكون حزب جبهة التحرير الوطني في مستوى التحديات. من جانبه رافع احد المتدخلين إلى ضرورة أن يهتم الأفلان بالجالية الجزائرية في تونس، خاصة وانه الحزب الذي يخطط لسياسة الدولة ويمثل الإرادة السياسية للدولة، حيث دعا إلى التفكير في آلية لمساعدة الطلبة الجزائريينبتونس ومساعدة الشباب الجزائريين البطالين هناك، كما اقترح إنشاء مركز إشعاع ثقافي للجزائريين بتونس. فيما تساءل آخر عن ماهية الإجراءات التي ستتخذها قيادة الحزب من اجل انخراط الجالية الجزائرية بفرنسا في صفوف الحزب العتيد، وكيف يتم التكفل بانشغالاتهم خاصة وانه لا توجد صيغة لتنظيم الهجرة. وكانت للغة العربية نصيب من التدخلات، حيث أكد أحد المندوبين ضرورة إعادة الاعتبار إلى اللغة الرسمية الوطنية وإيلاء الأهمية إلى اللغات الحية وقال في ذات السياق »إن مخلفات الاستعمار الفرنسي لازالت موجودة من خلال هيمنة اللغة الفرنسية«. فيما دعا آخر إلى توسيع قائمة اللجنة المركزية وإعطاء الصلاحيات للمنتخبين المحليين من خلال إعادة النظر في قانون البلدية والولاية، ودعا متدخل آخر إلى ضرورة تفعيل لجان الانضباط على مستوى جميع هياكل الحزب لوضع حد للتجوال السياسي. كما أبرز المتدخلون ضرورة مواصلة برنامج التكوين السياسي للشباب و الاستفادة من خبرة المناضلين الأكبر سنا تجسيدا لمبادئ الحزب الداعية إلى ضرورة استلام الشباب للمشعل. ومن جهة أخرى, ركزت تدخلات المندوبين على أهمية توسيع القاعدة النضالية للحزب من خلال إنشاء قسمات جديدة لاسيما في المناطق النائية إلى جانب الاهتمام بشكل أكبر بالعمل الجواري في المدن الكبرى. مندوبو الجنوب كانت تدخلاتهم كلها تأكيد على التمسك بالوحدة الوطنية ودعم لقيادة الأفلان ولرئيس الجمهورية، حيث قال مندوب من برج باجي مختار »جئنا إلى هنا من أجل جزائر العزة والكرامة ومن اجل الوحدة الوطنية وان تبقى الجزائر واقفة بتاريخها ورجالها وان نستمع لتوجيهات قيادة الأفلان لنتبادل الأفكار ونساهم في بناء الحزب«، فيما قالت مندوبة عن محافظة اليزي »كلنا حماة الوطن من الشمال إلى الجنوب خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد على الحدود، كما أننا سنكون أوفياء للوطن«، كما قدمت اقتراحا يتعلق بتفعيل القسمات النسائية من أجل انتشار الحزب.