دعا المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني، في لائحة السياسية العامة التي صادق عليها المندوبون في اختتام أشغال المؤتمر، كل المناضلين إلى التعبئة والتجند لإنجاح الإصلاحات الشاملة التي أقرها رئيس الجمهورية، وطالب في سياق آخر الجهات الرسمية الفرنسية إلى الاعتذار والاعتراف بما ارتكب من جرائم إنسانية وجرائم ضد الشعب الجزائري خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، مع استرجاع مخلف الوثائق والممتلكات الجزائرية التي تم نهبها من طرف الاستعمار الفرنسي، مبديا ارتياحه للمسعى النبيل الذي جاءت به المصالحة الوطنية، واعتبره حصنا منيعا للتماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية وانجازا كبيرا أصبح محل تقدير يقتدى به لدى مختلف الشعوب التي أصبحت تتخذه كوسيلة ناجعة لحل نزاعاتها الداخلية · المؤتمر يمثن مسيرة التشبيب التي يقودها الأمين العام أعرب المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني عن ارتياحه العميق لتزكية الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة رئيسا لحزب جبهة التحرير الوطني، ويثمن عاليا هذه التزكية الجديرة بالتقدير والتنوير، ثمّن مسيرة التشبيب والتجديد التي يقودها الأمين العام للحزب عمار سعداني، ويعتبرها رسالة للتواصل وبعث الثقة والأمل في الأجيال الجديدة ووسيلة أكيدة ليبقى الحزب قاطرة وقوة سياسية أولى في البلاد، ويدعو المؤتمر أن يترجم هذا الشعار على أرض الواقع في المسار السياسي المستقبلي للحزب، ووجّه المؤتمر »تحية إجلال وتقدير كبيرين إلى الشعب الجزائري الأبي الذي أكد التزامه مرة أخرى بتجديد العهد مع رسالة الأمل والوفاء التي يجسدها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة«. وأشاد المؤتمر بجهود الأمين العام من أجل توحيد جمع الصفوف وتعزيز انتشار الحزب وتوسيع هياكله، ويهيب بجميع المناضلين والمناضلات الغيورين على حزبهم ومصلحة بلادهم أن يلتفوا حول القيادة الجديدة المنبثقة عن المؤتمر العاشر وأن ينأوا بأنفسهم وحزبهم عن كل من ما شأنه أن يفرق صفوف أبناء الحزب لكي يظل قوة سياسية رائدة في الساحة السياسية · وأكد المؤتمر في لائحة السياسة العامة على ضرورة توظيف مختلف الطاقات الحية من المناضلين والمناضلات وإيجاد آليات للتفاعل الواعي والمسؤول مع مقتضيات الساحة الوطنية والدولية والاستجابة لمتطلبات الواقع السياسي الذي تشهده البلاد · ونبه المؤتمر إلى الرصيد النضالي للحزب الذي انعكس في تحمل مسؤولياته لمواصلة رسالته ترسيخا لأسس الدولة الوطنية الحديثة ودعائمها في ظل الحفاظ على القيم والمثل العليا للشعب الجزائري والمحافظة على انتمائه العربي الإسلامي عقيدة وثقافة ولغة، والعمل على ترقية موروثه الثقافي الأمازيغي العري، مجددا عزم المناضلين على تكريس ريادة حزبهم ليبقى تنظيما سياسيا وطنيا عصريا يستمد مبادئه من بيان أول نوفمبر التاريخي وتجربته عبر مختلف المراحل، ويعمل دون هوادة على ترسيخ القيم الديمقراطية والاجتماعية وفق منظور العصر، ويؤكد أن قوته تكمن في تواجده وتجذره العميق ضمن الفئات الشعبية وتبني انشغالاتها وتطلعاتها· دعوة إلى توثيق وكتابة تاريخ الثورة التحريرية بعد أن ذكرت لائحة السياسة العامة للمؤتمر العاشر بأعباء المسؤولية التي تحملها الحزب قبل تبني البلاد للتعددية السياسية والحزبية ليدعو اليوم كافة المؤمنين بخطاب الحزب وبرنامجه إلى مزيد من النضال والتشبث بنهجه للحفاظ على المكانة الريادية التي ميزه بها تاريخه العريق ورسمتها صناديق الاقتراع الشعبي عبر مختلف الاستحقاقات الانتخابية الوطنية والولائية والمحلية، يتوجه المؤتمر بنداء ملح لإعطاء أهمية قصوى لتوثيق وكتابة تاريخ الثورة الجزائرية كمرجعية للدولة الجزائرية الوطنية الحديثة وحصانة للشعب الجزائري· ودعا المؤتمر إلى المحافظة على كرامة المجاهدين والاعتزاز بشهدائنا الأبرار واحترام الذاكرة الوطنية نضالا وتاريخا، ويدعو إلى تفعيل قانون المجاهد والشهيد الذي ينص على تأسيس المجلس الوطني للذاكرة، ليوجه بذلك نداء إلى الطبقة السياسية وكافة الشركاء ويدعوهم إلى المساهمة في تهذيب وأخلقة الممارسة السياسية في إطار الحوار المسؤول وممارسة الديمقراطية التعددية الهادفة التي تحترم فيها الإرادة الشعبية بعيدا عن التطرف والسلوكات المنافية لأبسط قواعد اللعبة الديمقراطية· ودعا المؤتمر كل القوى السياسية الوطنية الحريصة على مصلحة الوطن أن تساهم في تعزيز مسار استكمال الإصلاحات عبر إرادة سياسية مسؤولة ونقاش بناء يستجيب لإرادة الشعب وبتوخي تحقيق الأهداف الوطنية والعمل على تعزيز وترسيخ دولة الحق والعدل والقانون، مشيرا إلى أن الديمقراطية في مفهوم وممارسات حزب جبهة التحرير الوطني تعد امتدادا للقيم والتقاليد العريقة للمجتمع الجزائري وتطويرا أرقى لصيغ المشاركة في الاختيار الشعبي الحر الذي تفرزه الصناديق· تكريس الفصل بين السلطات والبعد العميق للدولة المدنية بعد أن أكد المؤتمر على البعد العميق لمفهوم ومدلول الدولة المدنية، جدد الحرص على مبدأ الفصل بين السلطات وأن تمارس كل سلطة مهامها المخولة لها دستوريا وفق تكامل وتوازن لا يخل بفلسفة الفصل بين السلطات، مؤكدا ضرورة العمل على كل ما من شأنه تعزيز دولة الحق والقانون وفق ما تقتضيه قواعد الشفافية في التسيير وضمان الخدمة العمومية بهدف تحقيق الثقة والطمأنينة في نفوس المواطنين· وألحّ المؤتمر العاشر للأفلان على ضرورة الاعتناء بالجماعات المحلية باعتبارها الفضاء الأمثل للتعبير الديمقراطي التعددي، الأمر الذي يتطلب تعزيز صلاحيات المجالس الشعبية المنتخبة على جميع المستويات، ويدعو بهذا الصدد إلى إعادة النظر في قانوني البلدية والولاية وقانون الانتخابات· واستعرض المؤتمر مسار فلسفة المصالحة الوطنية التي جاء بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لإعادة الاستقرار والأمن للوطن ولطمأنة النفوس، حيث أبدى كامل ارتياحه لهذا المسعى النبيل ويعتبره حصنا منيعا للتماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية وانجازا كبيرا أصبح محل تقدير يقتدى به لدى مختلف الشعوب التي أصبحت تتخذه كوسيلة ناجعة لحل نزاعاتها الداخلية، مؤكدا على ضرورة مواصلة الدولة والمجتمع للجهود المبذولة للمعالجة الفعالة لآثار المأساة الوطنية قصد استخلاص الدروس والعبر منها حتى يتم تحصين بلادنا من أية مخاطر مستقبلية وتعزيز التلاحم الوطني والسلم الاجتماعي· إشادة بالمكاسب الديمقراطية التي حققتها الجزائر في ضل حكم الرئيس بوتفليقة أشاد المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني بالمكاسب الديمقراطية الكبرى التي حققتها الجزائر تحت القيادة الرشيدة لفخامة رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة وفي مقدمتها تمكين الشباب والمرأة من التواجد في مختلف المسؤوليات· وفيما يتعلق بالمنظومة التربوية والبحث العلمي وبناء الإنسان دعا المؤتمر إلى ضرورة إيلاء العناية القصوى بمنظومة التربية والتعليم والبحث العلمي والعناية بالمعرفة باعتبارها العناصر الأساس لبناء الإنسان، ويلح في هذا الصدد على أن يتم إصلاح المنظومة التربوية ضمن القيم والثوابت الوطنية وفي إطار ديمقراطية التعليم وإلزاميته والمحافظة على طابعه العمومي ودعمه الدائم تأطيرا وتكوينا وفق منظور العصر وبناء على التطورات في مجالات العلم والمعرفة قصد جعل ناشئتنا تواكب ما يحمل من تطورات في هذا المجال· وأوصى المؤتمر بضرورة التفتح على مختلف العلوم والمعارف والتكنولوجيات الحديثة، وعلى اللغات الأجنبية الحية سعيا لتحقيق مجتمع العلم والمعرفة، وإعطاء عناية قصوى لنظام تعليمي عصري تعتمد فيه اللغة العربية لغة تدريس في مختلف المستويات والمراحل والأطوار، فضلا على تعميم استعمال اللغة العربية الوطنية والرسمية في جميع مؤسسات الدولة· وثمن المؤتمر موقف الأمين العام للحزب الأخ عمار سعداني القاضي بالدعوة لدسترة اللغة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية، موصيا بإيلاء العناية للثقافة الوطنية من خلال وضع سياسة وإستراتيجية ثقافية طموحة تأخذ في الحسبان الخصوصيات الوطنية وتراعي متطلبات العصر، وتزويد عناصر الثقافة الوطنية بالإمكانيات المادية والمالية الضرورية وتشجيع المبدعين والكفاءات في مختلف التخصصات للنهوض بالثقافة الوطنية وتشجيعها على الإسهام في إبراز الوجه الحضاري والثقافي لبلادنا في المحيط الإقليمي والدولي . وجدّد إرادة الحزب في ضمان وحماية حرية التعبير وحرية الصحافة، مع الالتزام بأخلاقيات المهنة واحترام القانون والمقومات الأساسية للمجتمع الجزائري، حفاظا على حريات الأفراد وحقوقهم وحياتهم الخاصة وكرامتهم، مع تأكيد إشراك النقابات والتنظيمات المهنية في المجهودات التي تستهدف تحسين الوضع الاجتماعي للمواطن، حيث أن هذه الفضاءات تتيح فرص الرقي الفكري وتعزيز الشخصية الوطنية والانفتاح على المجتمع بمختلف مكوناته والإصغاء إلى انشغالاته وتطلعاته مع وجوب تطابق نشاطاتها مع القوانين· إشادة بجهود الجيش الوطني ودعم للسياسة الخارجية للدولة دعا المؤتمر العاشر للأفلان إلى انتهاج إستراتيجية اقتصادية ومالية تضمن المحافظة على المكاسب الاقتصادية الوطنية الكبرى، وتعزز مسار الاقتصاد الوطني في مواجهة الآثار السلبية الناتجة عن انخفاض أسعار المحروقات ومخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية، داعيا إلى اليقظة الدائمة والمتابعة المستمرة لما يحدث من تغيرات في الاقتصاد العالمي خاصة في بعدها المالي مما قد يؤثر سلبا على المشاريع والبرامج التنموية ببلادنا· وأكد على ضرورة تدعيم المنظومة الصحية لتقوم بمهامها الإنسانية وتصبح أكثر نجاعة وأحسن تنظيما وفي متناول مختلف المواطنين وخصوصا الفئات الهشة وضعيفة الدخل، و تكفل الدولة بالصحة الوقائية للسكان والتوزيع العقلاني للوسائل البشرية وخصوصا مناطق الجنوب الجزائري والمناطق الريفية والجبلية من الوطن· وأشاد مؤتمر الأفلان بجهود الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير والوارث الشرعي له على الدور الكبير الذي ما فتئ يضطلع به في إطار مهامه الدستورية للحفاظ على الاستقلال الوطني والدفاع عن حدود وحرمة وسلامة التراب الوطني من كل أنواع التهديدات والاختراقات عبر حدودنا الوطنية الشاسعة برا وبحرا وجوا والتي تضاعفت خلال السنوات الماضية، ومختلف أسلاك الأمن الوطني لما تقوم به من مجهودات معتبرة في حماية الوطن وأمن المواطن· وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية والتعاون الدولي جدد المؤتمر التزام الجزائر الثابت باعتمادها سياسة خارجية تعتمد على المبادئ والأسس التي تحكم السياسة الخارجية للجزائر سواء في فضائها الجهوي الجيوسياسي أو عمقها العربي الإسلامي أو في إطار التعاون المتوسط أو التعاون المتعدد الأطراف· وفي هذا الصدد فإن مبدأ مساندة الشعوب التي ما تزال ترزح تحت النير الاستعماري في ممارسة حقها لتقرير المصير والاستقلال واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول لسيادتها والتسوية السلمية للنزاعات في إطار مواثيق وقرارات الأممالمتحدة ستبقى من القضايا الجوهرية التي يدعمها الحزب على الدوام وفق منظور السياسية الخارجية للجزائر· وأكد المؤتمر تمسك حزب جبهة التحرير الوطني ببناء اتحاد المغرب العربي الكبير كخيار استراتيجي وبرؤية شاملة ذات مضامين اقتصادية واجتماعية وثقافية تحترم فيها كافة شعوب المنطقة لما يعود عليها وعلى شعوبها بالنفع العام، ومن أجل اندماج حقيقي يهدف إلى بناء فضاء اقتصادي قوي أمام التحديات التي تفرضها العولمة والتكتلات الإقليمية على بلداننا وشعوبنا· وبخصوص الصحراء الغربية يؤكد حزب جبهة التحرير الوطني في مؤتمره العاشر على الإسراع في تطبيق مقررات الشرعية الدولية لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية بهدف تمكين الشعب الصحراوي بقيادة جبهة البوليساريو من حقه في تقرير المصير عبر استفتاء حر وشفاف ونزيه· وفيما يخص القضية الفلسطينية أكد الأفلان دعمه المطلق للشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع ضد الاحتلال الاستيطاني الصهيوني، ويندد بالاعتداءات المتواصلة على المقدسات الفلسطينية، ويدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة لحماية المقدسات الفلسطينية الإسلامية منها والمسيحية على حد سواء· الأفلان يطالب فرنسا بالاعتذار والاعتراف بجرائمها في الجزائر وعند وصوله إلى تقييم العلاقات الجزائرية الفرنسية التي عرفت منذ استعادة الاستقلال الوطني عمليات مد وجزر وسعيا إلي إقامة علاقات ندية نزيهة تقوم على أسس الاحترام المتبادل بين البلدين، دعا المؤتمر الجهات الرسمية الفرنسية إلى الاعتذار والاعتراف بما ارتكب من جرائم إنسانية وجرائم ضد الشعب الجزائري خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، ويطالب المؤتمر بإلحاح باسترجاع مخلف الوثائق والممتلكات الجزائرية التي تم نهبها من طرف الاستعمار الفرنسي، إلى الدولة الجزائرية· ودعا المؤتمر أعضاء اللجنة المركزية إلى الاضطلاع بمسؤوليتهم في كنف الانسجام والتضامن والوحدة، مثمنا الدور الفعال والحاسم للقاعدة النضالية في إنجاح المؤتمر، تحضيرا وتأطيرا ونقاشا مسؤولا وإثراء للنصوص واللوائح وانتخابا لأعضاء القيادة، وهذا ما يجسد قرار الأمين العام في جعل المؤتمر العاشر مؤتمر المناضلين· ودعا المناضلات والمناضلين والأنصار والمتعاطفين أن يكونوا سندا قويا لحزبهم، وفي مستوى القيم والمبادئ التي ورثها عن الشهداء الأبرار، وفي مستوى النضج السياسي للشعب الجزائري، الذي ما فتئ يجدد ثقته في حزب جبهة التحرير الوطني في كل استحقاق انتخابي· منبها المناضلين وكل المنتخبين في مختلف المواقع وكل الإرادات الطيبة، المؤمنة بالحاضر المطمئن والمستقبل الواعد، إلى التعبئة والتجند لإنجاح الإصلاحات الشاملة التي أقرها رئيس الجمهورية وتكريس الأمن والاستقرار ومواصلة الجهد المبذول للتكفل بالانشغالات الشعبية الآنية والملحة والمنتظرة في المستقبل، ولتفويت الفرصة على أولئك الذين يريدون العودة بالجزائر إلى مربع الأزمة وعرقلة مسيرة البلاد في تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة·