كشف البروفيسور عبيد المختص في أمراض الجهاز البولي والتناسلي عن إحصاء قرابة 3 آلاف إصابة بمرض سرطان الموثة المعروف بسرطان البروستات، وفي سياق متصل أشار المتحدث إلى إصدار أول دليل حول الممارسة الكلينكية الخاصة بمرض سرطان الموثة وذلك بالتعاون بين أربع مؤسسات صحية تنشط في الميدان، الهدف من الدليل هو توحيد سبل تشخيص وعلاج المرض على المستوى الوطني بما يضمن فعالية أكثر في التدخل لإنقاذ حياة المريض. أكد البروفيسور عبيد خلال الندوة الصحفية التي عقدها رفقة عدد من الأطباء أمس بفندق السرطان حول سرطان البروستات أن دليل الممارسة الكلينكية الخاصة بمرض سرطان الموثة موجه في مرحلة أولى إلى كل الفاعلين في قطاع الصحة، بالإضافة إلى صناديق الضمان الاجتماعي عبر الوطن، ليتم في مرحلة أخرى توجيه هذه الأدلة إلى المواطنين، حيث سيساهم هذا الدليل في توحيد سبل التشخيص والعلاج بين مختلف ممارسي الصحة بالجزائر ويسهل من عملية التكفل بالمرضى المصابين. من جهته أوضح البروفيسور دحدوح المختص في الأمراض البولية أن هذا العمل المتعلق بإصدار دليل عملي حول سرطان الموثة يأتي في إطار توحيد الجهود وقال إننا بحاجة إلى إحصائيات دقيقة حول عدد الإصابات، مشيرا إلى أن إحصاء 3 آلاف مصاب سنويا يبقى دون التقديرات الرسمية في ظل غياب تشخيص ناجع للمرض، ولم يغفل المتحدث التذكير بالإمكانيات التي أصبحت تتوفر عليها الجزائر اليوم بالنظر على الأجهزة الموجودة والتي بإمكانها أن تكشف عن المرض بسهولة. وحسب ما ردده دحدوح، فإن الكشف عن هذا المرض في مراحله الأولى يسمح بإنقاذ حياة المريض والشفاء بنسبة 100 بالمائة، علما أن هناك خيارين للعلاج، احدها قائم على الجراحة التي أصبح عدد كبير من الأطباء عبر العالم ينصحون بها والتي تتم عن طريق استئصال كلي للموثة والآخر علاج بالأشعة، ويبقى أن القرار الأخير يكون بعد تشاور الأطباء وأخذ رأي المريض، ويرى البروفيسور أن العلاج الجراحي يعد أفضل خيار لأنه يضمن سلامة وحياة المريض، بالإضافة إلى كونه اقتصادي ويجنب الدولة مصاريف كبيرة. البروفيسور دحدوح رفقة ممثل عن جمعية الأطباء المختصين في الأمراض البولية حذروا من خطورة سرطان الموثة الذي لا يحمل في بدايته أية أعراض والذي يصيب عدد معتبر من الرجال ابتداء من سن الخمسين وفي بعض الحالات في سن أقل، وأكدوا أن 10 بالمائة من المصابين توجد إصابات مماثلة في عائلاتهم بما يزيد من احتمال وجود سبب وراثي للمرض. وعليه فقد دعا كل الدكاترة الفاعلين المعنيين من أطباء ووسائل إعلام إلى توعية الآخرين بأهمية إجراء فحوصات سنوية ابتداء من سن الخمسين عن طريق لمسة فتحة الشرج وتحاليل للدم يمكنها أن تحدد المرض في مراحله الأولى، كما أكد هؤلاء المختصين على ضرورة اعتراف صناديق الضمان الاجتماعي بدليل الممارسة الكلينكية الخاصة بمرض سرطان الموثة بهدف تسهيل عملية التكفل بالمرض المصابين بهذا المرض من الجانب الاجتماعي.