استحسن الكثير من المواطنين الذين سألناهم ومستعملو مواقع التواصل الاجتماعي »فايسبوك«، مبادرة وزارة الاتصال التي تقضي بمراجعة كل أعمال البرامج الرمضانية، خاصة وأنّ معظمهم مستاء من مظاهر العنف التي تبرزها بعض البرامج والمشاهد المنافية لتعاليم الدين وتقاليد المجتمع الجزائري، كما طالبوا بضرورة إيقاف بث كل عمل تافه أو رديء أو عنيف بجميع القنوات سواء العمومية أو الخاصة. بعد التنبيه الذي وجهته وزارة الاتصال إلى القنوات الخاصة بخصوص مراجعتها لكل ما يعرض في شهر رمضان وحذف كل مشاهد العنف بكل أشكاله وكل المشاهد المنافية لتعاليم الدين والعادات والتقاليد، وبعد كل ما يروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تعليقات توحي باستياء المواطنين من بعض ما يعرض على القنوات الوطنية، ارتأت »صوت الأحرار« أن نستطلع رأي البعض بخصوص هذا الشأن عبر موقع التواصل الاجتماعي »فايسبوك« باعتبار أن العديد من مستعملي هذا الموقع يتداولون مقتطفات لمشاهد لم يستحسنوها من بعض البرامج التي تعرض، بالإضافة إلى أن منهم من يدعون إلى مقاطعتها. البداية كانت مع أمال التي علقت على أحد الأعمال التي تعرض ب"تبهديلة، نحن في شهر الصيام والقيام ولا تصح هكذا برامج«، وعند حديثنا معها أخبرتنا أنها مستاءة من بعض البرامج التي تعرض بما فيها الكاميرا الخفية التي أصبحت تقوم على مبدأ الاستهتار بالمشاهدين وكذا التقليل من شأن الفنانين والشخصيات المعروفة، وأضافت أمال قائلة: "الكاميرا الخفية أطلقها الأمركيون وسخفها العرب، والله لا أدري لما يضعون الناس في مواقف حرجة وأخرى خطيرة؟« كما أشادت بالتحذيرات التي وجهها وزير الاتصال لمسؤولي القنوات بشأن إيقاف البرامج التي بها عنف. زهيرة هي الأخرى وجدناها مشاركة بتعليق يوحي بأنها مستاءة مما يبث، من جهتها قالت أن وزارة الاتصال أحسنت بما قامت به، ومن المفروض أن تتخذ هذه الإجراءات منذ أول أيام الشهر، وأشارت إلى أن الترفيه عن المشاهد أو إضحاكه لا يجب أن يأتي على حساب التقليل من شأن الفنانين أو إخافتهم، كما علقت على الكاميرا الخفية التي شارك بها اللاعب بوقرة قائلة: "والله حشومة، لاعب محترم مثل مجيد بوقرة يتم الإيقاع به بتك الطريقة" ونوّهت بأن جريدة بريطانية استنكرت ما حدث له، لذلك ينبغي أن تتوقف مثل هذه الأعمال التافهة. وأشارت زهيرة إلى الفرق بين الكاميرا الخفية التي كانت في السابق والحالية واعتبرت ذلك تدنيا وانحطاطا، فبعد أن كان الحاج رحيم يعتمد على المتعة والتسلية اختلفت الأمور الآن وأصبح »الجنون«، »المرض المعدي«، »أكل لحم القطط«، »الإرهاب« ومواقف أخرى توحي بشكل من أشكال العنف تصنع الحدث لإخافة المشاركين وإدخالهم في جو من الانهيار ما جعل المشاهد يشفق عليهم ويستاء عوض أن يستمتع، وأضافت: »حتى وإن أن سائر البلدان الأخرى أصبحت تعتمد على مبدأ العنف على غرار الكاميرات الخفية التي تعرضها القنوات المصرية إلا أنه لا ينبغي علينا التقليد الأعمى". المسلسلات سواء المحلية أو الأجنبية هي الأخرى أخذت حصتها من الاستنكار وهو ما تأكد لنا ونحن نتصفح بعض المجموعات عبر صفحات »الفايسبوك«، حيث وجدنا الكثير من المشاهد المعروضة متبوعة بتعليقات سخرية واستهجان، وفي هذا الشأن أخبرنا عبد القادر العطافي أن بعض المسلسلات التي يتم عرضها برمضان غير هادفة وهي دون الجودة والمضمون، كما شاركنا بمقطع لأحد هاته المسلسلات يحمل تعليق »ويتواصل الانحلال الأخلاقي في التلفزة الجزائرية«، وقال أن البرامج المنافية لتعاليم الدين تبث عبر كامل القنوات تقريبا بما فيها العمومية، ولا يجب أن يقتصر التحذير على القنوات الخاصة فقط. ونفس الإجابة قدمتها لنا لامية التي ترى بأن مبادرة وزارة الاتصال جيدة لكن يجب تعميمها على كل القنوات، وفيما يخص المسلسلات استغربت الجرأة التي تملكها بعض القنوات والتي خولتها لشراء مسلسلات من دول أخرى تحمل مشاهد تتنافى مع تقاليد وقيم مجتمعنا، وحتى بالنسبة للأعمال المحلية ترى لامية أنها لم تعد تحترم لا قدسية الشهر ولا العائلة، وتمنت أن يتم الاعتماد على الأعمال الدينية التي لا خير منها خاصة في شهر مبارك كرمضان وأن يتم إيقاف عرض الأعمال الرديئة والتي تمس بالتقاليد والأعراف. من جهته أمين أكد لنا أنهم كانوا معتادين على متابعة البرامج الرمضانية مجتمعين مع كل أفراد العائلة، وهو الأمر الذي لم يعد ممكنا في السنوات الأخيرة وعلّل ذلك بما تحمله بعض المسلسلات خاصة التي خرجت "سناريوهاتها" عن المعقول وفيما يخص الكاميرات الخفية قال أنها أصبحت توضع في قالب خطير لا ينفع إلا في أن يكون فيلم رعب، وختم كلامه قائلا:» أتمنى أن تسارع وزارة الاتصال بتدارك الوضع وأن يتم إيقاف كل الأعمال الرديئة حتى نكمل رمضان هانيين".