يستقبل شاطئ القادوس من بين أكبر الشواطئ بالعاصمة مئات المصطافين على امتداد 4 كيلومترات من الرمال حيث يستمتعون بزرقة البحر في ظل حضور رجال الدرك وعناصر الحرس البلدي. وبفضل التجند المتواصل لرجال الدرك والحرس البلدي أضحى موقف السيارات لهذا الشاطئ المعزول ببلدية هراوة بأقصى شرق العاصمة لا يخلو من المركبات، وبات الأمر واضحا والمصطافون لا يخفون ذلك، »الفضل في تواجدنا هنا يعود لرجال الدرك والحرس البلدي«، حسبما أكده جزائري مقيم بانجلترا معربا عن ارتياحه لعثور الدركيين على طفلته ذات ال12 ربيعا بعد ضياعها بالشاطئ. ومن جهته قال جليل شاب من ديوان الحظائر والرياضات والتسلية يسهر على تسيير شاطئ القادوس لحساب الولاية »الشاطئ بعيد عن المدينة وبالتالي فإنه يستحيل للعائلات المجيء إلى هنا لولا توفر الأمن«. توفر الأمن بالشاطئ يريح المصطافين بمجرد الإلتفات لعدد الزوار يتسنى ملاحظة مئات الأشخاص جاؤوا إلى القادوس لقضاء أوقات مريحة رفقة عائلاتهم تحت خيم أو مظلات خاصة بهم أو موزعة مجانا من قبل ديوان الحظائر والرياضات والتسلية، وبموقف السيارات تعطي لوحة ترقيم السيارات فكرة عن الولايات التي ينحدر منها الزوار فنجد مهاجرين بجانب مصطافين قادمين من الجزائر العاصمة والبليدة وتيزي وزو وباتنة وسطيف. ويذكر موقف السيارات بأنه في ظل غياب وسائل النقل الحضري يصعب ويكاد يستحيل الذهاب إلى شاطئ القادوس من دون سيارة، ويعد تسيير حركة المرور بالقادوس وضواحيه أمرا شاقا خاصة وأنه لا يوجد إلا طريقا واحدا مؤديا إلى ثلاث شواطئ متجاورة سوركوف والقادوس وديكابلاج وما يزيد الطين بلة الركن العشوائي للمركبات وتواجد التجار غير القانونيين على حافة الطريق. كما يلتحق هذا المسلك بالطريق الكبير رويبة-عين طاية على مستوى حوش »انقلاد« وهو محور دائري تتعالى منه أصوات مزامير السيارات للتعبير عن نفاذ صبر السواق ولو لبضع دقائق من الانتظار. وفي مفترق الطرق هذا بالذات الذي يعد استراتيجيا بشرق العاصمة يعمل رجال الدرك على تنظيم حركة المرور خاصة في وقت الازدحام ما بين الساعة 18:00 و 23:00 ليلا. مخيم للشباب مغلق منذ 2011 تزود القادوس بغابة للتسلية في المدخل غير أن عدم استغلال مخيم الشباب المطل على البحر وبحيرة الرغاية يبقى أمرا غير معقول، وسبق للمجلس الشعبي الولائي تصنيف هذا المخيم في فئة المنشآت التي حولت عن مهمتها الأصلية بحيث تم تخصيصها لإيواء رعايا سوريين منذ 2011. وكان المجلس الشعبي الولائي قد طالب الهلال الأحمر الجزائر بالتكفل بهؤلاء الرعايا على مستوى منشآت الاستقبال التابعة له. وأكد مسؤولو مديرية الشباب والرياضات والتسلية لولاية الجزائر وجود مشروع لإعادة تأهيل هذا المخيم غير أنه لا يمكن للأشغال أن تنطلق بسبب تواجد بعض الرعايا السوريين، وبالشاطئ تعد منشآت المرافقة عملية بالرغم من بعض النقائص لا سيما تدهور حالة المغاسل ودورات المياه وأبواب غرف تغيير الملابس. وبالرغم من الإقبال القياسي نصب ديوان الحظائر والرياضات والتسلية محلا واحدا للمشروبات والمثلجات أما فيما يخص الأكل فهناك مطعم واحد خاص يحتكر المكان، وفيما يتعلق بالتسيير اليومي للشاطئ يسهر رجال الدرك والحرس البلدي على منع الركن العشوائي للسيارات وإيجار المظلات ومستلزمات الشاطئ. وتم حجز 187 مقعد و 64 طاولة و90 مظلة بالقادوس وشاطئ الرغاية وطرفاية حسب حصيلة لسرية الرويبة لمجموعة الدرك الوطني للجزائر العاصمة. عشرون طفلا يضيعون ويعثر عليهم يوميا يسهر الناس إلى غاية الساعة 23:00 ليلا حيث يستقر الوافدون حول مراكز الدرك الوطني والحرس البلدي في حين يفضل الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات والمشروبات الكحولية أطراف الشاطئ ليلوذوا بالفرار بمجرد أي حركة من مراكزنا حسب شهادة لدركي. ويتمثل الإنشغال الآخر في ضياع الأطفال بالشاطئ حسب رجال الدرك الذين يحصون حوالي عشرين حالة يوميا، وعند ابتعادهم من أوليائهم للسباحة أو التجول يتيه الأطفال وسط كثرة المظلات ولكن الزوار غالبا ما يقودونهم نحو مركز الدرك الوطني. وكان قائد مجموعة الدرك الوطني للجزائر العاصمة مختار زروال قد تفقد الجهاز الأمني المتواجد بالقادوس حيث قضى حوالي ساعة من الزمن، وخلال تواجده بعين المكان تم العثور على ثمانية أطفال كانوا ضائعين تم اقتيادهم إلى مركز الدرك ليتم إرجاعهم إلى أوليائهم. كما ألح على العلاقة الوطيدة بين مستوى الأمن والإقبال على هذا الشاطئ مخاطبا رجال الدرك أن الإقبال على هذا الشاطئ مرتبط بمدى حرصكم على تأمين المكان.