توافد، منذ منتصف نهار أمس، أعداد من حجّاجنا الميامين على المحطّة 3 من المطار الدّولي هوّاري بومدين، بانتظار انطلاق أول رحلة تحمل الرقم 8000 h على متن طائرة »ايرباص 330« باتجاه المدينةالمنورة، في حدود الساعة السادسة والربع مساءا، عددهم 130 حاجّا، من أصل 28800 حاج يمثلون مجموع تعداد البعثة الجزائرية للحج لهذه السنة، »صوت الأحرار« تواجدت بالمطار، ورصدت أجواء الانطلاق وتطلّعات الحجّاج التي تمحورت في "حجّ كريم خال من الذلّ". شهدت المحطّة رقم 3 بمطار هوّاري بومدين، منذ منتصف نهار أمس، توافد أعداد من حجاجنا الميامين، استعدادا لانطلاق أوّل رحلة إلى البقاع المقدّسة، ارتياح كبير لمسته »صوت الأحرار« وسط الحجّاج، الذين عبّروا عن »تفاؤلهم خيرا« جرّاء اتّخاذ الجهات الوصية لجملة من الاجراءات والتدابير لفائدتهم، لعلّ أبرزها نظام الاعاشة وتمكينهم من الاتصال بذويهم والاطمئنان على أحوالهم عن طريق المسار الالكتروني والمرشد المرافق، واطّلاعهم على أمكنة إقامتهم، عكس ما حدث خلال مواسم الحجّ الفارطة، حيث كانوا يجهلون ذلك وصدم بعضهم بتواجده في العراء. هي حقيقة ذكرها لنا عديد الحجاج، ومنهم حاجّ قدم من البليدة، رفع أكفّ التضرّع لله قائلا » يا ربّ أعدنا إلى أهلنا سالمين، وكفّ عنّا حجّ التمرميد والذلّ« بمجرّد أن سألناه عمّا ينتظره من موسم الحج الحالي، مؤكدا أنه سافر الموسم الفارط برفقة زوجته مع وكالة سياحية »اكلاتلي دمّي ودراهمي وخلاتني مرمي في المدينة المنوّرة«. بحجاب وخمار ابيضين، وعباءة وطاقية بيضاء تواجد ضيوف الرّحمان بمطار هوّاري بومدين مرفقين بأعداد من أسرهم، أبوا إلاّ اصطحابهم وفي جوّ عائلي محض أطلقت النّساء العنان لزغاريدهنّ وهنّ يودّعن أقاربهنّ بينما طبعت الدّموع أعين الكثير منهم، راح أحدهم يفسّره لنا بكونه »أخاف على والدتي من السّفر، أخشى عليها من التطابع الذي يحدث مرارا عند رمي الجمرات، ومن الضّياع والتمرميد« فيما راحت والدته تطمئنه بأن لا شيء من هذا سيحدث » لكون الأمور تغيّرت اليوم ولم تعد موجودة«. المرشد: أحمد قارة: الردّ على استفسارات الحجاج من المطار خلال تواجدنا بالمحطّة، لاحظنا تواجد بعض أعضاء البعثة منذ الساعات الأولى، حيث كانوا يتحدّثون مع الحجّاج ومنهم من كان يقدّم بعض الشروحات ويردّ على استفسارات الحجاج التي بدأت من المطار، وفي ذات السّياق أكّد، أحمد قارة، مرشد مكلّف من قبل الديوان لمرافقة الحجّاج ضمن البعثة الجزائرية، والذي تواجد، أمس في ساعات مبكّرة بالمطار، تلقّيهم تعليمات صارمة لضمان حجّ ناجح لهذا الموسم، مضيفا أنّ أعضاء البعثة تلقّوا تكوينا في المجال ومنحوا دليلا ليتّبعوه في مصاحبة الحجاج، مشيرا أنّ كلّ رحلة ستحوي 4 مؤطرين، يتشكلون من اثنين من الحماية المدنية وطبيب ومرشد ديني، لمرافقة الحجاج منذ انطلاق الرحلة إلى غاية عودتهم. عبد الكريم مفتاح، عضو بالبعثة الجزائرية: سنحرص على المرافقة الدّائمة للحجّاج أكّد عبد الكريم مفتاح، مفتّش بمديرية الشؤون الدينية والأقاف بالعاصمة وعضو بالبعثة الجزائرية، تلقّيهم تعليمات صارمة لإنجاح حجّ هذا الموسم، من خلال مهام يحرصون على تطبيقها بحذافيرها، لضمان »حجّ كريم لجميع الحجاج الجزائريين«، مشيرا إلى أنّ لكلّ عضو مهمّة يحرض على تأديتها خلال الحجّ، مضيفا أنه سيشرف على مهمّة الاسكان، من خلال استقبال الحجيج في الفنادق، والحرص على توجيههم إلى غرفهم، بمعدّل 3 إلى 5 أفراد في الغرفة الواحدة، إلى جانب توجيههم في منن وعرفات. تخصيص مقاعد درجة أولى للحجاج واجراءات لتفادي "سيناريو" التأخّرات الحجاج استبشروا خيرا بالاجراءات المستحدثة خلال الموسم الجاري، ومنها اتّخاذ ادارة المطار اجراءات لتنظيم موسم الحج، حيث وقفنا على تخصيصها ممرّين أحدهما للرّجال والآخر للنّساء، كما عمدت شركة الخطوط الجوية الجزائرية إلى تخصيص مقاعد درجة أولى للحجّاج، فيما خصّص المطار محطّة خاصّة لنقل الحجاج، بما يضمن، حسب أحد المؤطّرين في حديثه ل»صوت الأحرار« تطبيق نظام مخصّص لتسهيل مغادرة الحجاج، مضيفا اتّخاذ جملة من الاجراءات لتفادي سيناريو تأخر الرحلات، حيث قسمت المحطة إلى مكانين، وفي حال تسجيل تأخّر طفيف في الرحلات تمّ تخصيص أمكنة لراحة الحجاج، بينما تضمن شركة الخطوط الجوية مرافقة الحجاج ونقلهم إلى فنادق خاصّة بانتظار انطلاق الرّحلة. الأمن الوطني يرافق الحجاج الميامين من جهتها أعدت المديرية العامة للأمن الوطني جملة من الإجراءات التسهيلية على مستوى المحطة الجوية رقم 3 بمطار هواري بومدين الدولي، حيث كان التواجد الأمني، مكثّفا، وقد استحسن الحجّاج طريقة استقبالهم من طرف أعوان الشّرطة وتوجيههم إلى مختلف الممرّات، لتكون عبارة »مبروك عليك يالحاج، أدعيلنا« الجملة المكرّرة على لسان أعوان الأمن التي اثلجت صدور الحجاج، وكذا توزّعهم بداخل المحطّة المخصّصة للحجاج، وذلك تجسيداً لمبدأ الشرطة الجوارية، وحرصا على تقديم أفضل وأرقى الخدمات الأمنية للحجاج، حيث سطرت المديرية العامة للأمن الوطني خطة أمنية برسم موسم الحج الجاري، ومنها اتخاذ مصالح شرطة الحدود مجموعة من الإجراءات الخاصة لفائدة زوار بيت الله الحرام، المتعلقة بتقديم كافة التسهيلات لإتمام إجراءات المغادرة، بتوفير كل الرعاية لهم من كافة النواحي سواء عند مغادرة الوطن أو العودة من البقاع المقدسة. انتظام الحجاج حسب الشارة ومحفظة الوكالة في ذات الاطار، لاحظنا انتظام الحجاج حسب شاراتهم التي كانوا يحملونها، وكذا المحفظة الممنوحة لهم من قبل الوكالات المرافقين لها، والتي تحمل أسماءها، ذات الاجراء خلق نوعا من الارتياح في أوساطهم، فكان كلّ حاج يبحث عن مرافقيه في الرحلة من خلال اسمها المدوّن على المحفظة، كما عمد المرشدون إلى تدوين رقم هاتفهم على ظهر الصّدرية التي كانوا يرتدونها. تواجدوا بالمطار برفقة عائلاتهنم، حجاج يتضرّعون: "يا ربّ" حجّ مبرور خال من "الضربات والذلّ" أعرب عدد من الحجاج في حديثهم ل"صوت الأحرار" عن أمنياتهم خلال حجّ هذا الموسم، لخّصوها في تأدية مناسك في ظروف جيّدة، عدم إخلال الوكالات السياحية المرافقة لهم لالتزامتها اتّجاههم ولدفتر الشروط، مع وفاء الجهات الوصية بضمان حجّ كريم للجميع، والأهمّ أن يكون حجّا مبرورا وذنبا مغفورا للجميع. الحاج مصطفى بار: تمنياتنا أن يختلف حجّ 2015 عن سابقيه بمجرّد أن وطأت أقدامنا المطار الدّاخلي لهوّاري بومدين، التقينا بعائلة »بار« التي أصرّت مرافقة ابنها »مصطفى« بانتظار مغادرته ارض الوطن باتّجاه البقاع المقدّسة، والذي أخبرنا أنه يأمل في أن يختلف حجّ هذا العام عن سابقيه، »نتمنى تمضية حجّ مبرور، حجّ العافية والسّتر« عكس ما عرفته المواسم السابقة، أين تخلّت وكالات سياحية عن الحجاج بمجرّد وصولهم إلى البقاع، وآخرون اشتكوا من سوء المعاملة نتيجة عدم قيام هؤلاء بدورهم شأنهم شأن المؤطّرين وبعض المرشدين، ذاك أنّ »اللي قدر على شقاه تمكّن من تأدية الحجّ ومن ليس كذلك شقي وتعب«. سرير عبد الله: نتمنى ألا تتخلّى الوكالات عن الحجّاج بمطار هوّاري بومدين التقينا أيضا بالحاج سرير عبد الله الذي كان مرفوقا بزوجته، حيث عبّر لنا بأنّ اتّخاذ اجراءات جديدة خلال حجّ هذا الموسم خلق ارتياحا كبيرا في أن يكون حجّ هذا العام مختلفا عن سابقيه، حيث أكّدت لنا زوجته أنها سبق وأن أدّت فريضة الحجّ لأربع مرّات، شهدت خلالها بعض التجاوزات لأعضاء البعثة، منها تخلّيهم عن جموع الحجاج بمجرّد وصولهم إلى هناك، إلى جانب اخلال عديد الوكالات بدفاتر الشروط رغم امضائها عليها وبالتزاماتها اتّجاه ضيوف الرّحمان. جمال ايمنصوران: يا رب حجّ خال من المشاكل التقينا بالحاج جمال ايمنصوران صاحب ال64 عاما بالمطار الدّاخلي هواري بومدين، محاطا بعائلته الكبيرة بانتظار مغادرته باتجاه البقاع المقدّسة، عن آماله أخبرنا أنه يتمنى تمضية حجّ خال من المشاكل والتجاوزات، كالتي سجّلت خلال المواسم الفارطة، على غرار اكتظاظ الفنادق، التدافع خاصّة عند رمي الجمرات وفي منن، »أتمنى أن تكون الوكالات السياحية عند حسن ظنّ الحاجّ بها، وأن تفي الجهات الوصيّة بالتزاماتها اتّجاه الحجّاج الميامين"، ليختم حديثه معنا »أتمنى أن يمرّ حجّ هذا الموسم في أحسن الظروف ونعود إلى أهلنا سالمين يا ربّ". لتبقى ذات الأمنية في حجّ مبرور وخال من المشاكل التي تسبّبت فيها بالدّرجة الأولى »وكالات سياحية متقاعسة ومرشدين غير مؤطّرين وغيرهم كثير عدّدهم الحجاج وتخوفوا من تكرار ذات السيناريو.