تناشد السيّدة "لوناس حدّة" البالغة من العمر واحد وأربعون سنة، أمّ لثلاثة أطفال تقطن بولاية البويرة، ذوي القلوب الرحيمة وكذا عبد المالك بوضياف وزير الصحّة وإصلاح المستشفيات، مساعدتها على السّفر إلى الخارج للعلاج من مرضي سرطان الغدّة الدّرقية المتنقّل و"الكورون" عملا بنصائح الأطبّاء، وفي توفير دواء Cabozantinib "كابوزونتينيب" الذي لم تعثر له على أثر بمختلف صيدليات الوطن، رغم حاجتها الماسّة له للعلاج كيميائيا. ما أصعب أن تكابد أمّ آلام لا تطاق على مرأى أبنائها الثلاثة، حيث يبلغ سنّ أكبرهم ثلاثة عشرة سنة، تليها ابنة في التاسعة وأصغرهم ابن في السّادسة من عمره، ولا يمكن لمحيطها فعل أيّ شيء سوى الدّعاء لها بأن يخفّف الله مصابها ويمنحها شفاء لا سقم بعده، نظرا لقلّة ذات اليد وغلاء وندرة الدّواء الذي يلزمها. حكاية تعايشها السيّدة "حدّة لونّاس" البالغة من العمر واحد وأربعون سنة، على مضض، بدأت بعد إصابتها بسرطان الغدّة الدّرقية المتنقّل، حيث خضعت لعملية جراحية شهر جويلية 2011، ممّا منحها أملا جديدا في القضاء على المرض نهائيا، غير أنّ الدّاء ظهر من جديد وتطلّب الأمر خضوعها لعملية جراحية ثانية شهر سبتمبر من نفس السّنة، بينما لم ينصحها الأطبّاء المعالجون بإجراء "راديو تيرابي" للقضاء كليّا على السّرطان. حالة المريضة "لوناس حدّة" ازدادت سوءا، الأمر الذي جعلها تقود رحلات "ماراطونية" باتّجاه مستشفى باب الوادي، أين اكتشف الأطبّاء إصابتها أيضا بمرض "الكرون"، والذي تبقى مسبّباته غير واضحة علميّا إلى الآن، بينما تصارع السيّدة حدّة أعراضه التي لا تطاق، سبّبت لها فقدان الوزن، لتتفاقم حالتها إلى عدم قدرتها على المشي بسبب الآلام الوخيمة التي تعاني منها على مستوى العظام، لتبقى "حدّة" طريحة الفراش مدّة 5 أشهر ولا تتنقّل إلاّ جالسة على كرسي متحرّك. مواصلة للعلاج وصف الطّبيب ل"حدّة" حقن zomita، وهو دواء يقوم بالارتباط الشّديد بالعظام، حيث يعمل على إعادة امتصاص الكالسيوم من العظم إلى الدّم، ممّا يمنع تكسّر العظام ويجعلها أقوى ويقلّل قابليتها للكسر، الأمر الذي جعل بإمكان »حدّة« مشي بعض الخطوات، ولكنّ المرض تنقّل من مكان إلى مكان بجسدها، وبعدما كان متمركزا بالعمود الفقري، انتقل إلى الرّئة والكبد والعضلات، بل ومنع المريضة حتى من الكلام.. وضع صعب وجدنا "حدّة لوناس" تمرّ به، وفيما وجد الأطبّاء بمستشفى مصطفى باشا الجامعي علاجا لمرضها، والذي كان بمثابة بصيص أمل في الشّفاء والتخلّص من آلام لا تطاق، يكمن في العلاج الكيميائي، بواسطة دواء يدعى Cabozantinib "كابوزونتينيب"، إلاّ أنّها لم تعثر عليه إلى يومنا في الجزائر، حيث قيل لنا "الدّواء غير موجود لقلّة المصابين بهذا المرض النّادر" ناهيك عن ثمنه الباهظ والذي ليس في متناول المريضة نظرا لقلّة ذات اليد. وضع "حدّة" جدّ صعب، حيث وقفنا على حالتها الصّعبة، وهي تناشد بكلام متثاقل ذوي البرّ والإحسان الوقوف إلى جانبها، بتوفير الدّواء الذي يبقى أملها، بعد الله، في الشّفاء ووضع حدّ لآلام كبيرة لم تعد تقوى على تحمّلها، كما توجّه صرختها من على فراش المرض إلى عبد المالك بوضياف، وزير الصحّة والسكّان وإصلاح المستشفيات، تناشده مساعدتها في توفير الدّواء وتسفيرها للعلاج بالخارج، لكون الأطبّاء نصحوها بذلك نظرا لتفاقم حالتها المرضية، و»الحلّ الوحيد للحدّ من عذابي«. "حدّة" وهي طريحة الفراش وبحال مزرية، أخبرتنا أنّها تعاني من الآلام في أقصى شدّتها، وهو ما كان ظاهرا عليها، وأسرّت إلينا أنّ مرضها تسبّب أيضا في تشتّت عائلتها، لتحمّلنا مسؤولية نشر ندائها بل صرختها المدوّية مخاطبة ضمائر القرّاء قائلة "رفقا بأطفالي الصّغار، فما ذنبهم، ساعدوني لوجه الله تعالى وكلّ عزيز عليكم، وأضعف الإيمان الدّعاء لي بالشّفاء"، كلمات مدوّية أثّرت فينا أيّما تأثير تنتظر من يأخذها محمل الجدّ ويمدّ يديه لمساعدة أمّ لثلاثة أطفال عمر أكبرهم 13 سنة فقط، حالتها تعكس وضعيتها الصّعبة بانتظار من ياخذ بيدها ويعيد البسمة لفاهها لكون شفائها "حياة لأبنائها" ، ولكلّ من يريد تقديم المساعدة ل"حدّة" عنوانها لدى الجريدة وأجره عند الله كبير.