واهم من يعتقد أن ما فعله الإعلام المصري بتحريض من حكام القاهرة هو مجرد زوبعة في فنجان، والذين يراهنون على المواقف التوفيقية ويتحدثون عن الأخوة التي لا يمكن أن تطيح بها مقابلة في كرة القدم هم بكل تأكيد غير مدركين للجرم الذي ارتكب في حق الشعب الجزائري. لا أتصور أبدا أن فناني مصر وإعلامييها وكتابها سيكونون مرحبا بهم في الجزائر اليوم أو غدا، فهؤلاء الذين تداولوا على تقديم شهادات الزور، وتنافسوا في سب الشعب الجزائري وإلحاق الأذى به لن يكون لهم مكان هنا بعد اليوم، وصورة مصر تضررت بشكل يستحيل علاجه خلال عقد أو عقدين من الزمن على الأقل، ولن يكون هناك جزائري واحد يفكر في الذهاب إلى مصر أو التعامل معها في أي ميدان من الميادين خلال السنوات المقبلة. السفهاء الذين طالبوا بمقاطعة الجزائر ومعاقبتها لا يعلمون على وجه الدقة من يقاطع من، وقد استفاق أحد الموتورين من غفوته وهو يقول نحن لا نشتري من الجزائر حتى نقاطعها، ليعيده حقده إلى حالة العمى السابقة ويواصل حملته المسعورة، والجزائريون بدأوا بالفعل حملة مقاطعة واعية لكل ما هو مصري لأنه أصبح مرادفا للقبح حسب الصورة التي روجها الحاقدون وفاقدو الإنسانية الذين يتداولون بشكل مثير للشفقة عبر وسائل الإعلام المصرية التي تعطي مثالا فريدا من نوعه في الرداءة والانحطاط الأخلاقي. تعود الإعلام المصري على سب الجميع، وحتى في هذه الحملة نال بعض العرب حظهم من الشتائم التي تعتبر السلعة المصرية الأكثر تصديرا نحو الخارج، وتعود هذا الإعلام الذي لا أخلاق له ولا ضمير على الانقلاب بشكل جذري في لحظات وكأن شيئا لم يكن، لكن هذه المرة نسي المصريون أنهم يتعاملون مع شعب لا يتسامح مع من يمس كرامته وقد واجه الدنيا بصدر أعزل دفاعا عن كرامته واستعادها بمعجزة سيظل التاريخ يذكرها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ما جرى ويجري فوق أن نغفره لهم، فليس الشعب الجزائري من يتخذ مطية للتنفيس عن المهزومين والخاضعين، وبعد حين سيعلم الظالمون أي منقلب سينقلبون.