قررت الحكومة الاسبانية ترحيل مجموعة من المهاجرين الجزائريين كانوا مضربين عن الطعام في مدينة مليلية المحتلة شمال المغرب، في حين تأجل نشر رادارات إلكترونية في الشاطئ الشرقي باسبانيا بعدما تبين لمدريد أن قوارب الهجرة القادمة من شواطئ الجهة الغربية من الوطن ليست بالأعداد الكبيرة عكس ما كان متوقعا، كما رفضت مدريد طلبات اللجوء السياسي بحكم أن الأوضاع في الجزائر تغيرت. قرار وزارة الداخلية الاسبانية القاضي بترحيل مجموعة من الجزائريين والهنود حسب ما أوردته صحيفة القدس العربي،أمس، يمس أربعين شخصا كانوا قد شنوا إضرابا عن الطعام منتصف شهر ماي الفارط في مدينة مليلية المحتلة احتجاجا علي عدم منحهم بطاقة الإقامة بعد سنتين من التواجد في هذه المدينة، حيث نقلت الصحيفة أن الإضراب استمر قرابة ثلاثة أسابيع ليتم التخلي عنه منذ ثلاثة أيام بعدما انهارت معنويات المهاجرين ، مضيفة أن الشرطة قامت بنقلهم إلي مركز أمني وقامت بتحديد هوية الجميع. وأعلنت وزارة الداخلية أنه سيتم ترحيل المهاجرين الأربعين، وستباشر عملية تطبيق الترحيل علي الجزائريين نظرا للقرب الجغرافي، إضافة إلى وجود اتفاقية ترحيل موقعة بين الجزائرومدريد تدخل ضمن مكافحة الهجرة السرية. علما أن الجزائر وقعت إلى حد الآن حسب حسين صحراوي مدير بوزارة الشؤون الخارجية على ستة اتفاقات إعادة قبول مع بلدان أوروبية ما بين سنتي 1994 و 2007 قصد ترحيل الرعايا الجزائريين المتواجدين في وضعية غير قانونية، حيث كانت أول دولة تم التنسيق معها هي فرنسا سنة 1994 من منطلق أنها كانت الوجهة المفضلة لكثير من الجزائريين، لتكون الاتفاقيات الأخرى مع ألمانيا، إيطاليا ومؤخرا مع بريطانيا وسويسرا،وتنص هذه الاتفاقات إعادة القبول المبرمة مع البلدان الأوروبية على الإثبات المسبق لجنسية و هوية الشخص المرحل وضمان عودته في كرامة و إرغام الدولة على قبول الشخص المرحل في حالة وجود خطأ،إلى جانب اتخاذ إجراءات عمل و تسيير منسق للأشخاص المقرر ترحيلهم. في هذا السياق ، أكدت مصادر بالحكومة الاسبانية أن بعض الجزائريين تقدموا بطلبات اللجوء السياسي،مشيرة إلى أنه لا يمكن منح اللجوء بحكم أن الأوضاع في الجزائر تغيرت. وقالت الصحيفة إن حكومة مدريد غير متحمسة كثيرا لنشر رادارات علي نطاق واسع في شواطئها الشرقية وخاصة في المنطقة الممتدة ما بين ألمرية إلي غاية فالنسيا بعدما تبين أن عدد قوارب الهجرة السرية القادمة من الجزائر ضعيفة للغاية. من جهة أخرى، اعترف ممثل الحكومة في جزر الباليار رامون موراي مؤخرا أن هجرة قوارب الموت من الجزائر نحو هذه الجزر ليست بالمقلقة في الوقت الراهن، فخلال الشهور الأخيرة تم اعتراض 13 قاربا على متنها مهاجرون جزائريون دون تسجيل وجود جنسيات أخري علما أن جزر الباليار تبعد بحوالي 180 ميلا عن الشواطئ الغربية. ومن ضمن العوامل التي تجعل اسبانيا غير قلقة كثيرا بشأن القوارب القادمة من السواحل الجزائرية أنها لم تتحول إلي طريق للمهاجرين الأفارقة كما كان الشأن مع شمال المغرب أو من إفريقيا الغربية نحو جزر الخالدات في المحيط الأطلسي، وفي الوقت نفسه، القلة القليلة من المهاجرين عندما يصلون إلي اسبانيا ينتقلون مباشرة إلى فرنسا، إذ أن أغلب المعتقلين من طرف الحرس المدني تبين أن لديهم أقارب في فرنسا.