في أكبر موجة للهجرة السرية من الجزائر إلى اسبانيا بشهادة حراس السواحل الإسبانيين كانت آخرها توقيف 53 حراقا أمس الأربعاء بألميريا، وكانت دوريات الحرس المدني الإسباني قد اعترضت ما بين مساء الأحد وصباح الثلاثاء 24 قاربا للهجرة السرية في شرق وجنوب البلاد، ويعتقد أن جميع المهاجرين السريين انطلقوا من الجزائر، وهذا يؤكد المعطيات التي كانت تفيد بوجود طريق بحري جديد لظاهرة الهجرة السرية يعتبر بديلا عن التقليدي بين شمال المغرب وجنوباسبانيا. وهكذا، فمجموع القوارب التي جرى اعتراضها في المدة الزمنية من الأحد إلى الأربعاء هي 24 قاربا تم في شواطئ ألمرية جنوب شرق الأندلس ومورسيا وأليكانتي وهي المقابلة للشواطئ الغربية للجزائر، حيث تتراوح المسافة البحرية التي تقطعها ما بين 80 و140 ميلا. وبلغ مجموع المهاجرين السريين على متن هذه القوارب 313 مهاجرا، وجرت العادة أن القوارب التي تنطلق من الجزائر تكون محدودة في عدد المهاجرين الذين يجري نقلهم كما أنها قوارب صغيرة وليس قوارب كبيرة عكس تلك التي تنطلق من المغرب أو شواطئ إفريقيا الغربية نحو جزر الخالدات. والنسبة المحدودة للمهاجرين تبرز أنه لا توجد مافيا منظمة تعمل في تهريب البشر بل في الغالب تكون مغامرات بين مجموعة من الشباب الذين يقتنون قوارب صغيرة ومهترئة في حين أن العصابات تكون مجهزة جيدا. و استبعد خبراء الحرس المدني أن تكون هذه القوارب مغربية بحكم لهجة المهاجرين كما أن كاتبة الدولة في الهجرة، كونسويلو رومي صرحت أن كل المعطيات تؤكد أن القوارب جزائرية وليست مغربية. وتأتي هذه الموجة من القوارب التي لم تشهد اسبانيا لها مثيلا من بدء ظاهرة الهجرة السرية، حيث كان يصل أحيانا إلى قرابة 600 مهاجر ولكن ليس 24 قاربا في ظرف 36 ساعة، لتؤكد أن الطريق البحري بين غرب الجزائر وشرق اسبانيا بات يعرف نشاطا كبيرا يقارن مع الطريق البحري بين المغرب واسبانيا. وستعمل وزارة الداخلية هذه الأيام حسب المسؤولة سالفة الذكر على تشغيل رادارات في شواطئ شرق اسبانيا لرصد قوارب الهجرة على شاكلة الرادارات المنتصبة جنوباسبانيا وفي جزر الخالدات وتراقب انطلاق هذه القوارب. وتعرب حكومة مدريد عن قلقها جراء الهجرة السرية .