اعترضت دوريات خفر السواحل الإسبانية ما بين مساء الأحد وصباح الثلاثاء 24 قاربا للهجرة السرية في شرق وجنوب شبه الجزيرة، وتدعي أن جميع المهاجرين السريين انطلقوا من الجزائر، وهذا يؤكد المعطيات التي كانت تفيد بوجود طريق بحري جديد لظاهرة الهجرة السرية يعتبر بديلا عن التقليدي بين شمال المغرب وجنوباسبانيا. وهكذا، فمجموع القوارب التي جرى اعتراضها في المدة الزمنية المذكورة وهي 24 تم في شواطئ ألميرية جنوب شرق إسبانيا ومورسيا وأليكانتي وهي المقابلة للشواطئ الغربية للجزائر، حيث تتراوح المسافة البحرية التي تقطعها ما بين 80 و140 ميلا. وبلغ مجموع المهاجرين السريين على متن هذه القوارب أكثر من 260، وجرت العادة أن القوارب التي تنطلق من الجزائر تكون محدودة في عدد المهاجرين الذين يجري تقلهم كما أنها قوارب صغيرة وليست قوارب كبيرة عكس تلك التي تنطلق من المغرب أو شواطئ إفريقيا الغربية نحو جزر الخالدات. والنسبة المحدودة للمهاجرين تبرز أنه لا توجد مافيا منظمة تعمل في تهريب البشر بل في الغالب تكون مغامرات بين مجموعة من الشباب الذين يقتنون قوارب صغيرة ومهترئة في حين أن العصابات تكون مجهزة جيدا. ومنذ البدء، استبعد خبراء حرس السواحل أن تكون هذه القوارب مغربية بحكم لهجة المهاجرين كما أن كاتبة الدولة في الهجرة، كونسويلو رومي صرحت أن كل المعطيات تؤكد أن القوارب جزائرية وليست مغربية. وتأتي هذه الموجة من القوارب التي لم تشهد إسبانيا لها مثيلا من بدء ظاهرة الهجرة السرية، حيث كان يصل أحيانا إلى قرابة 600 مهاجر ولكن ليس 24 قاربا في ظرف 36 ساعة، لتؤكد أن الطريق البحري بين غرب الجزائر وشرق اسبانيا أصبح تدريجيا يحل محل الطريق البحري ما بين شمال المغرب وإسبانيا . وستعمل وزارة الداخلية هذه الأيام على تشغيل رادارات في شواطئ شرق إسبانيا لرصد قوارب الهجرة على شاكلة الرادارات المنتصبة جنوبإسبانيا وفي جزر الخالدات وتراقب انطلاق هذه القوارب من المغرب. وتعرب حكومة مدريد عن قلقها جراء الهجرة الجزائرية .