هاجم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد نظيره الأمريكي جورج بوش، مؤكدا أن التهديدات الغربية والضغوط فشلت في وقف برنامج بلاده النووي. وجاءت تصريحات الرئيس أحمدي نجاد في خطاب ألقاه أمس في مدينة شهركورد غربي إيران، في أول رد رسمي على بيان القمة الأمريكية في سلوفينيا أول أمس الثلاثاء والذي هدد طهران بتشديد العقوبات المفروضة عليها بسبب رفضها التخلي عن برنامجها النووي. وفي معرض تعليقه على تصريح بوش الأخير الذي اعتبر فيه امتلاك إيران للسلاح النووي "خطرا للغاية على السلام العالمي"، قال نجاد موجها كلامه إلى الرئيس بوش "إن عصرك انتهى وبإذن الله لن يكون في إمكانك أن تلحق الأذى بشبر واحد من أرض إيران المقدسة". وجريا على عادته في إطلاق التصريحات النارية، أضاف الرئيس أحمدي نجاد أن "العدو سيكون مخطئا في حساباته إذا ظن أنه قادر على كسر الأمة الإيرانية بالضغط عليها"، متهما الرئيس بوش بالسعي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران. كما جدد موقف بلاده الرافض لأي تنازل عن "حقها المشروع" في الاستفادة من التكنولوجيا النووية لأغراض سليمة، معتبرا أن الغرب جرب جميع الوسائل لوقف الأنشطة النووية الإيرانية لكن دون جدوى. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مدينة ميزبيرغ، محطته الثانية في جولته الأوروبية، كرر الرئيس الأمريكي موقفه السابق بأن جميع الخيارات لا تزال مطروحة للتعامل من الملف الإيراني، لكنه أكد أنه لا يزال يفضل الحل الدبلوماسي في المرحلة الراهنة. ومن جانبها قالت ميركل إنها بحثت مع بوش الحوافز المنوي تقديمها لإيران بالإضافة إلى الإجراءات التي سيتم اتخاذها في حال رفض القيادة الإيرانية الرد بشكل إيجابي. وكان البيان المشترك للقمة الأمريكية الأوروبية التي عقدت الثلاثاء الماضي في سلوفينيا -رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي- تضمن تهديدات واضحة باتخاذ تدابير عقابية تضاف على مجموعة العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران منذ أواخر العام 2006. كما تضمن البيان التأكيد على الاستمرار بسياسة الإستراتيجية ذات المسارين "أو سياسة العصا والجزرة" لإقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي أسوة بكوريا الشمالية. وتطبيقا لهذه الإستراتيجية، من المقرر أن يتوجه منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى إيران مطلع الأسبوع المقبل ليقدم عرضا جديدا من الحوافز الساعية لإقناع طهران بتعليق أنشطتها النووية، وسط ترجيحات بأن لا تحقق هذه الزيارة اختراقا كبيرا. وقد استبق الرئيس أحمدي نجاد هذه الزيارة عندما أعرب في خطابه أمس عن رفضه للعرض الذي يحمله سولانا من الدول الست الكبرى، مع الإشارة إلى أن الكلمة الفصل في هذه المسألة تعود إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.