اعتبر الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز تدشين مقر السفارة الجديدة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ب »أديس أبابا«، بمثابة لبنة جديدة في طريق تعزيز عضوية الجمهورية ضمن هياكل الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى كونها »حجرا قويا في بناء علاقات التعاون مع إثيوبيا«، وأعلن من جهة أخرى عن محادثات جمعته بالأمين العام للأمم المتحدة »بان كي مون« على هامش قمة الاتحاد أبلغه فيها انشغاله بالاعتداءات التي يتعرض لها الصحراويون في الأراضي المحتلة، داعيا إياه إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذه الانتهاكات. كشف الرئيس محمد عبد العزيز في تصريح خصّ بع الوفد الصحفي الجزائري على هامش مشاركته في قمة الاتخاد الإفريقي ب »أديس أبابا«، أن المكسب الجديد للقضية الصحراوية المتمثل في فتح مقر لسفارة الجمهورية بعاصمة الاتحاد الإفريقي كان بدعم كبير من طرف عدد من الدول الأعضاء، وقال إن ذلك يعتبر خير رسالة على عدالة القضية، ذلك في انتظار مزيد من المكاسب التي حصرها بالأساس في الوصول إلى تنظيم استفتاء يضمن للشعب الصحراويين حقه كاملا في تقرير مصيره. وأشار محمد عبد العزيز إلى أن القضية الصحراوية أثيرت في مناسبتين خلال الدورة الرابعة عشر لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، حيث كانت الأولى في التقرير رئيس المفوضية الإفريقية »جان بينغ«، في حين أكد محدّثنا أن المناسبة الثانية تمثّلت في الاجتماع الخاص بمجلس الأمن والسلم الإفريقي الذي تناول هذه القضية بكثير من التفصيل خصوصا أثناء النقاش، وقد أورد أنه تدخّل خلال النقاش وأبلغ أعضاء الاتحاد بخطورة الوضع في الأراضي الصحراوية المحتلة بالنظر إلى الاعتداءات المتواصلة ضد حقوق الإنسان، واصفا ما يحدث بالانتهاكات الجسيمة، كما دعا الاتحاد الإفريقي إلى تحمّل مسؤولياته من أجل الضغط على المغرب لتنظيم استفتاء لتقرير المصير. وفي هذا الشأن كشف الرئيس عبد العزيز أنه أجرى محادثات على انفراد بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال اليوم الأول من أشغال قمة الاتحاد الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أنه أطلعه على »انشغالنا العميق جراء الانتهاكات التي تقوم بها السلطات المغربية تجاه المواطنين الصحراويين، وضرورة أن تلعب منظمة الأممالمتحدة دورها في مجال حماية حقوق الإنسان«، بالإضافة إلى تأكيده مطالبة الصحراويين أولوية أن تمارس الهيئة الأممية الضغط على الرباط حتى تحترم التزاماتها بالقرارات الأممية وخاصة اللوائح الصادرة عن مجلس الأمن وتحديدا ما تعلّق منها باستفتاء تقرير المصير. ولم يتوان الرئيس الصحراوي في الإعلان عن انشغاله البالغ حيال تراجع المواقف المغربية التي قدّر بأنها أصبحت تخطو خطوات إلى الوراء فيما يتعلق باحترام القرارات الصادرة عن منظمة الأممالمتحدة مما يزيد، على حدّ تعبيره، في عرقلة مسار التسوية، مثلما أفاد كذلك بأنه عبّر خلال لقائه مع »بان كي مون« عن »امتعاضنا بخصوص بعث مسار المفاوضات وتحضير لقاءات الجولة الخامسة«، وهنا أكد محدّثنا أنه أخبر المسؤول الأممي بأن الطرف الصحراوي لا يزال متعاونا مع المبعوث الخاص إلى المنطقة حتى يتم إطلاق هذه المفاوضات من جديد. وقال محمد عبد العزيز إن جبهة »البوليساريو« لا تفرض أية شروط مسبقة مقابل العودة إلى طاولة المفاوضات، مرجحا أن تكون الجولة الخامسة من هذه المفاوضات مع الطرف المغربي قبل انقضاء النصف الأول من العام الجاري إذا ما توفّرت الأجواء المناسبة لذلك، ولفت في هذا الإطار إلى أنه يتمنى أن »تبدي السلطات المغربية جديتها خلال هذه الجولة«، مشدّدا على أن الصحراويين »لن يرضوا إلا باستفتاء تقرير المصير الكفيل بضمان كامل حقوقهم..«.