اعتبر الناطق الرسمي باسم حزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة أن سلاح الثقافة هو أقوى رابطة قوية لتمتين علاقات الشعوب ببعضها، مؤكدا أن ما يربط الجزائر مع سوريا مسار نضالي حافل بالبطولات لا يزال يتكلّل إلى اليوم بمجموعة من المواقف الراسخة والثابتة الداعمة لمبادئ الأمة العربية ومصيرها المشترك، لافتا إلى أن مسار العلاقات بين البلدين يتطور نحو الأحسن ونأمل أن يصل إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين. جاء تدخل عضو الأمانة التنفيذية في حزب الأفلان أثناء افتتاح الأسبوع الثقافي السوري بالجزائر والذي أشرف على تنظيمه كل من الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين والاتحاد الوطني لطلبة سوريا بالجزائر وبحضور سفير سوريا بالجزائر نمير وهيب الغانم، حيث أكد السعيد بوحجة على العلاقة المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين والتي كانت تصب مواقفهما دائما في صالح المصالح المشتركة واحترام الثوابت العربية، كما استعرض ذات القيادي في الأفلان الماضي التاريخي النضالي للشعبين، معتبرا أن سوريا قوة فاعلة في بناء الحضارة العربية لاسيما دفاعها المستميت على القضية الفلسطينية واحتضانها للمقاومة وحتى أنها بقيت حجر عثرة في مواجهة العدو الصهيوني ودعم حركات التحرر في العالم. من جهته، السفير السوري بالجزائر نمير وهيب الغانم، أكد أن »العمل العربي المشترك وحده كفيل بتحقيق طموحاتنا وأساس مستقبلنا لتجاوز الخلافات الذي تسعى بعض الدول إليها وخلق عقبات لتفتيتنا«، قبل أن يضيف »المصلحة الوطنية لن تكون أبدا على حساب القضايا العربية والثوابت الوحدوية«، وأبرز الدبلوماسي دفاعا مستميتا على المقاومة وقال »لن نتخلى على المقاومة ونعتبرها الأساس في وضع حل للقضية الفلسطينية وسندعمها في كل مكان حتى في العراق التي لن أخفيكم أننا لسنا في علاقة جيدة مع حكومتهم الحالية«، مؤكدا أن المقاومة ليست قتال وسلاح فقط بل هي إيمان وقناعة بعدالة القضية. وأعطى السفير بنوراما للأحداث المتسارعة التي عرفتها سوريا ابتداء من سنة 2000 والتي تخللها مقتل الرئيس الحريري، حيث أرادت بعض الدول الغربية استغلاله لعزل سوريا ومرورا على محاولة الضغط الغربي لطرد المقاومة ووصولا عند محاولة نفس الدول تسميم العلاقات المتميزة مع إيران، مضيفا »الدول المروجة على أن إيران هي العدو اللدود هو مجرد وهم بل على العكس هي الراعية لمصالح الأمة الإسلامية«، أين اعتبر ذات الدبلوماسي أن العلاقات السورية العربية على أحسن حال ولكن ليس كما ينبغي على حد قوله، دون أن يعطي تفاصيل عن ذلك. وأثنى السفير السوري بالجزائر على السياسة الجزائرية التي وصفها بالرشيدة في خدمة القضايا العربية، معتبرا أن هناك توافقا واضحا بين القرارات الجزائرية ونظيرتها السورية في كثير من القضايا التي تهم الأمة العربية مما يدل كما قال على الإرث التاريخي الذي يجمع قيادة البلدين والشعبين ويصب في صالحهما، وقال »لو كانت الجزائر على الحدود مع المقاومة لكان هناك مليون مقاوم، لهذا أقول أن يثق شعبي البلدين في قيادتيهم الرشيدتين والتي بمقدرتها استشراف المستقبل بكرامة«، واعتبر أن المقاومة هي رمز الكرامة العربية ونرفض ربطها بالإرهاب باعتبارها عزة الشعوب. كما اعتبر ذات الدبلوماسي أن سوريا اليوم تستفيد كثيرا من الخبرة الجزائرية في علاقاتها مع الدول الأوربية لاسيما فيما تعلق بتوقيع اتفاق شراكة يجمع سوريا بالاتحاد الأوربي وقال »نعمل بالخبرة الجزائرية ونسعى إلى مراجعة بنود الاتفاق قبل توقيعه وتفادي الأخطاء التي يمكن وجودها في الاتفاق الشراكي بين الجزائر وأوروبا، وتبقى الجزائر رائدة في المسار التفاوضي في هذا المجال«.