بثت مؤسسة القدس للإنتاج الإعلامي التابعة للتنظيم الإرهابي ما يسمى الجماعة السلفية للدعوى والقتال، عبر مواقع جهادية رسالة صوتية نسبت للرهينة الإيطالي سيرجيو تشيكالا المختطف من التنظيم، رفقة عشيقته فيلومين كابوري، المختطفين منذ شهرين على الحدود المالية الموريتانية، يدعو فيه حكومة الوزير الأول الإيطالي سيلفيو برلسكوني، للتدخل للإفراج عنه عشية انقضاء المهلة المحددة من طرف التنظيم. بعد نجاح التنظيم الإرهابي ما يعرف بالجماعة السلفية للدعوى والقتال، بتحقيق صفقة مهمة مع باريس، بعد استجابتها لشروطها، مقابل الإفراج على الرهينة الجاسوس "بيار كامات" المختطف في 26 نوفمبر المنصرم، حيث دفعت فدية وضغطت على السلطات المالية للإفراج على أربعة إرهابيين كانوا موقوفين لديها، قرر التنظيم الدخول في جبهة مفاوضات جديدة مع الحكومة الإيطالية، التي وحسب ما جاء في بيان قصير للجماعة الإرهابية نشرت أسفل الرسالة، أن حكومة "سيلفيو برلسكوني" لم تقم بأي محاولة للتفاوض مع الخاطفين، عكس تصريحات وزير الخارجية الإيطالي، وجاء البيان ذو طابع تحريضي للرأي العام الإيطالي، للضغط على الحكومة للإستجابة لمطالب الخاطفين، والمتمثلة في دفع فدية وإطلاق سراح إرهابيين تابعين للتنظيم، موقوفين لدى الجيش الموريتاني، وناشد المختطف الإيطالي "سيرجيو تشيكالا" حسب التسجيل الصوتي حكومة بلاده، لإنقاذ حياته وحياة زوجته الإفوارية ذات الجنسية الإيطالية، وجاءت الرسالة تحت عنوان "نداء من الرهينة الإيطالي إلى حكومة سيلفيو برلوسكوني"، ونشرت صورة للرهينة الإيطالية جالسا على ركبتيه بلحية وشعر كثيف وبشرة سمراء، فيما يقف وراءه ستة رجال ملثمين حاملين رشاشات من نوع "كلاشينكوف". من جهة أخرى؛ لم يتحدث البيان عن تمديد المهلة المحددة من قبل بالفاتح من شهر مارس الحالي، كما لم تبين الجماعة الإرهابية مصير الرهينتين التي تنتهي اليوم مهلتهم الأولى، ولم يذكر بتاتا تصفية الاثنين أو أحدهما في حال عدم الإستجابة لمطالبهم من طرف الحكومة الإيطالية والسلطات المالية، غير أن المتتبعين للملف، يرون أن تصفية الرهينة أمر مستبعد خاصة بعد مطالبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كل من إيطاليا وإسبانيا للحذو حذو فرنسا، ودفع الفدية لإطلاق سراح رعاياهما المختطفين من قبل الجماعة الإرهابية. برلسكوني يرفض التفاوض مع الإرهاب رغم كل ما يشاع عن الوزير الإيطالي سيلفيو برسكوني، كونه قائد "مافيا" ويحب التبجح بانتصارات خيالية على شاشات التلفزيون، إلا أن حكومته أثبتت أنها حكومة سيدة، ولا تتعامل مع الجماعات الإرهابية كما فعلت فرنسا التي ساعدت على تحرير إرهابيين موقوفين لدى المالي، لإخلاء سبيل جاسوسها "بيار كامات" المحتجز لدى الإرهابيين بالمالي، والبيان الأخير الذي بث أمس على المواقع الجهادية المتعاطفة مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال، يؤكد أن الحكومة الإيطالية لم تباشر أي إجراءات للتفاوض مع خاطفي الرهينتين الإيطاليتين "سيرجيو تشيكالا" وزوجته فيلومين كابوري، وهو ما يبين الحكومة الفرنسية التي تدعي الديمقراطية؛ هي الحكومة "المافيوية التي تمول الجماعات الإرهابية وتتفاوض معها، مقابل تحقيق مصالح رخيصة تضر بدول الجوار مثل الجزائر.