تحتضن المدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة هذه الأيام معرض »مسيرة محمد خدة نحو العصرنة« يحمل 20 عملا للفنان التشكيلي الراحل محمد خدة الذي استطاع أن يجذب الأنظار من مستغانم مسقط رأسه إلى رسوماته التي جعلت منه صديق للطبيعة وعاشقا لها في تجسيده لأجمل اللوحات التي يمكن لعشاق الفن التشكيلي من الجيل الجديد مشاهدتها خلال هدا المعرض الذي يرحل بنا إلى عوالم أحد أعمدة الفن التشكيلي الجزائري و زمن الإبداع العذري البعيد عن الاستنساخ. المعرض يضم حوالي 20 عمل فني يؤرخ لمشوار الفنان محمد خدة وأهم المراحل التي مر بها ابن مدينة مستغانم العريقة، حسه المميز جعله يهتم بالعمران الإسلامي و الشخصية الجزائرية والطبيعة الخلابة التي أبدع فيها الخالق وجعلها محمد خدة من أبناء الجيل الثاني مصدر إلهام مميز طالما استفز فضول الأوروبيين فجعلوا من الجزائر وجهة إستراتيجية. وحسب المنظمين سيتم من خلال هذا المعرض الإشادة بمحمد خدة وكذا تعريف طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة بالمسيرة الغنية التي قطعها هذا الفنان. يتضمن المعرض لوحات زيتية و مائية و منقوشات أنجزت حسب تقنية وأسلوب خاصين بالفنان تناولت مواضيع متنوعة. وحسب أرملة محمد خدة نجاة خدة فان الفنان كان يتمتع بإبداع خيالي متميز و كان يعشق شجرة الزيتون التي تعتبر بالنسبة له عنصرا بارزا في المحيط المتوسطي و المغاربي وعلى وجه الخصوص الجزائري.. كان خدة يتميز بأسلوبه الخاص ،اذ تعتبر منقوشاته من طراز عال على غرار تلك المعروضة تحت عنوان »المغرب العربي الأزرق« ،» شهيد«، و »تفتيش«. كما شكلت المدن العمران العربي الإسلامي مصدر إلهام بالنسبة لهذا الفنان الذي كان يبدع في نقل أدق تفاصيل تلك البنايات التي تسرد تاريخ الجزائر وعلاقتها بمختلف الحضارات. انتقل الفنان منذ سنة 1953 من أسلوب التصوير إلى»عدم التصوير«، حيث كان يفضل هذه الكلمة عن كلمة التجريد التي كان يعتبرها صورية إلى حد بعيد. ولد الفنان محمد خدة يوم 14مارس 1930 بمستغانم بالغرب الجزائري، وتوفي سنة 1991, وهو فنان متعدد التوجهات ومعروف بتخطيطاته. وهو من أعلام الفن التشكيلي بالجزائرنشط في الميدان منذ شبابه رفقة أسماء أخرى استطاعت الظفر بسمعة المبدعين عن جدارة واستحقاق بما تركت من أعمال راقية على غرار محمد إسياخم، محمد لعيل وغيرهم. استطاع أن يجذب الأنظار من مستغانم مسقط رأسه ثم العاصمة وأن يوطد علاقات صداقة مع الشباب الهاوي خاصة وأن حسه المميز جعله يهتم بالعمران الإسلامي و الشخصية الجزائرية والطبيعة الخلابة .