كشف عبد الوحيد بوعبد الله الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية أمس، عن رفع قيمة تكاليف الحج للموسم الحالي إلى حدود 32 مليون سنتيم، بحجة زيادات فُرضت من طرف السلطات السعودية سببها ارتفاع عدد الحجاج الإجمالي لهذا العام، مضيفا أنه تقرّر تقليص عدد المطارات التي تكون منطلق الرحلات من 15 مطار إلى خمسة لتفادي الفوضى التي عرفها موسم الحج الماضي وفرض النظام. اعترف المسؤول الأول عن شركة الخطوط الجوية الجزائرية لدى نزوله ضيفا على منتدى جريدة »البلاد« والذي احتضنه فندق الهيلتون أمس، أن موسم الحج الفارط كان كارثيا على كل المستويات، لاسيما اختلال رحلات نقل الحجيج جرّاء عدم التنسيق اللازم مع الطيران السعودي، مشيرا إلى أن هذه الوضعية فرضت عليهم التفاوض المسبق طيلة 17 يوما جوان الماضي لتجنب الفوضى واللانظام، حيث قال أن موسم الحج الحالي سيكون أكثر تنظيما وسيطبق فيه القانون على الجميع دون أي معاملة بالأفضلية بما فيها الديوان الوطني للسياحة والأسفار، فضلا عن دخول جواز السفر البيومتري الخدمة الذي سيساهم في تقليص وقت المعالجة للبيانات ويضبط الكثير من التجاوزات كما قال. وأكد وحيد بوعبد الله رفع قيمة تكاليف الحج هذا العام إلى 32 مليون سنتيم بعد أن فرضت عليهم السلطات السعودية زيادات لتخفيف الضغط نتيجة ارتفاع عدد الحجيج، وهو ما يعني أن الفارق يقدر ب 30 ألف دج مقارنة بالعام الفارط، مضيفا أنه تم تقليص عدد المطارات منطلق رحلات الحج من 15 إلى خمسة، لتشمل كل من مطار هواري بومدين، وهران، عنابة، ورقلة، قسنطينة، قصد تفادي فوضى العام الفارط وفرض النظام أكثر بما يجنّب اختلال انطلاق الرحلات التي ساهمت في إرباك الطيران السعودي. وكشف عن فتح خط مباشر يربط الجزائر العاصمة بمدينة جدة خاص بالمعتمرين، بالتنسيق بين الخطوط الجوية الجزائرية والطيران السعودي، لتفادي الإرهاق من جهة، ولمحاصرة تحايل بعض الجزائريين الذي يتخلون عن جوازاتهم مرورا بتركيا في كثير من الأحيان، وتستخدمها بعض الأطراف الأجنبية في تنفيذ الهجمات الإرهابية بالسعودية، وبلغة الأرقام قال المتحدث أن الجوية الجزائرية حققت خلال سنة 2009 رقم أعمال فاق 58 مليار دج، وأكثر من 3 ملايين و700 ألف مسافر. من جهة أخرى، جدّد بوعبد الله تأكيده أن برنامج الجوية الجزائرية في المرحلة المقبلة هو مواصلة تأهيل إطاراتها وكفاءاتها الوطنية، فضلا عن العمل على تجسيد برنامج تجديد أسطولها الذي قال عنه أنه لا رجعة فيه، لاسيما استقدام طائرات صغيرة الحجم من 20 و 70 مقعدا لفك العزلة خاصة بالمدن الصحراوية، واستلام العديد من الطائرات ذات الحجم الكبير على غرار نوع »آ تي آر« الذي يمتاز بمحركاته الصامتة والرفاهية والجودة العالية، أما عن تجاوز الطيارين المستوى المسموح به دوليا للسياقة المقدر ب 120 ساعة، قال إن ذلك تطلب منهم مضاعفة عدد مساعدي الطيار السائق، دون إمكانية وضع سائقين في طائرة واحدة كما قال، مضيفا أن إستراتيجيتهم تكمن في الوصول إلى مستوى المقاييس الأوروبية، ليعرج على السن الأقصى لمزاولة الطيارين مهنتهم التي تقل عن 60 سنة وتستجيب للمعايير الدولية، قبل أن يكشف »هناك قرابة 50 طيارا سيتم إحالتهم على التقاعد ويتم استخلافهم بكفاءات مهمة شرعنا في تكوينها«. أما عن تصنيف الجزائر ضمن الدول 14 الواجب إخضاع رعاياها لإجراءات رقابية مضاعفة، قال بوعبد الله أن هذا التصنيف غير منصف بعد أن بذلت الجزائر مجهودات جبارة في التصدي للإرهاب، قبل أن يؤكد »هذه الإجراءات لن تعيق عملنا لأننا نعمل بها قرابة السنتين مع كندا، أما السكانير فلا مبرر له«.