ادعى المغرب أنه مستعد ل »المساهمة في تفعيل الاتحاد المغاربي« وراح يلقي باللوم في تعطيل بناء الصرح المغاربي المشلول منذ أكثر من عقدين على ما أسماه ب» الحواجز الوهمية والمصطنعة« في إشارة منه إلى إبقاء الحدود البرية الجزائرية المغربية مغلقة منذ سنة 1994، زاعما أن فكرة ما يسمى »الحكم الذاتي « التي طرحها لتسوية النزاع في الصحراء الغربية جاءت صونا للمسار المغاربي. عاودت المملكة المغربية العزف على وتر الاتحاد المغاربي لتطبيع علاقاتها مع الجزائر، حيث بدا رئيس وزرائها عباس الفاسي حريصا كل الحرص على المصالح المغاربية المشتركة بزعمه أن » المغرب تحدوه رغبة أكيدة في تفعيل مؤسسات الاتحاد على أسس متينة تراعي المصالح المشتركة للبلدان المغاربية في ظل الاحترام الكامل لسيادة الدول الأعضاء«كما نصت على ذلك المعاهدة التأسيسية للاتحاد في مطلع عام 1989 في مراكش. ولم تتوقف المراوغات المغربية عند هذا الحد بل راح المسؤول المغربي ليعتبر في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لأعمال اللجنة العليا التونسية المغربية المشتركة والتي اختتمت أشغالها أمس بتونس أن بلاده طرحت بما يسمى فكرة » الحكم الذاتي« لتسوية النزاع الصحراوي وفق حل سياسي توافقي »حرصاً منها على صون المسار المغاربي«. واتهم الفاسي الجزائر ضمنيا بعرقلة قيام اتحاد المغرب العربي حين أكد أن الحاجة ماسة إلى »تكثيف المشاورات والتنسيق على صعيد المنطقة المغاربية وتجاوز المعوقات وإزالة الحواجز الوهمية والمصطنعة« في إشارة منه إلى رفض الجزائر دعوة المغرب إلى فتح الحدود البرية المغلقة منذ 1994 والقفز على الأسباب التي أدت إلى ذلك علما أن السلطات الجزائرية أقدمت على هذا الإجراء كرد فعل على اتهام النظام المغربي لها بالتورط في قضية اعتداءات فندق »آسني« بمراكش وفرض التأشيرة على الجزائريين دون سابق إنذار ودن مشاورة الطرف الجزائري حسب ما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية وفي أوج الأزمة الأمنية التي كانت تعاني منها الجزائر آنذاك. ومازال المغرب يضلل الرأي العام الدولي بتعليق فشل قيام الاتحاد المغاربي على الجزائر بل راح يقول إن هذا الوضع القائم »يعود بنا إلى ظرف دولي تم تجاوزه«، مشيراً إلى مخاطر التهديدات التي تحدق بالمنطقة من »إرهاب وهجرة غير شرعية والاتجار في المواد المحظورة مثل السلاح« وقال الفاسي في هذا الصدد إن الاتحاد المغاربي «لا يمكنه في ظل الوضع الراهن أن يضطلع بدور قوي وفعال أمام هذه التهديدات» أو في نطاق علاقاته مع الدول الإفريقية والاتحاد الأوروبي مع أنه كان هو السباق إلى تضييق الخناق والحصار التي كانت تعاني منه الجزائر.