انطلق أول أمس رالي الصحافة الوطنية الجزائرتونس الذي شاركت فيه 19 وسيلة إعلامية من صحافة مكتوبة، راديو وتلفزيون، حيث خاض المتنافسون عبر سياراتهم مسابقة ماراطونية على امتداد أزيد من 900 كيلومتر في رحلة كلها مغامرة من أجل الفوز أولا والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، المتنافسون كانوا كلهم عزم من أجل نيل الكأس الوطنية التي تمنحها الفيدرالية الوطنية للرياضات الميكانيكية، الأمر الذي زاد الرحلة حزما وجعلها ناجحة بكل المقاييس. روبورتاج: عبد الرحمن شماني-عزيز طواهر كما كان منتظرا فضل أصحاب المنافسة الماراطونية الخاصة برالي الجزائر-تونس للصحافة أن تكون الإنطلاقة من فندق -أزور بلاج- بزرالدة، أين التقت الجموع الغفيرة تحضيرا لهذا الرالي الذي تنظمه الفيدرالية الوطنية للررياضات الميكانيكية بالتعاون مع مجلة دي زاد أوتو، ومن ثم اجتمع المشرفون على هذه المنافسة بأعضاء المشاركين من أجل تقديم الشروحات الوافية لهم حول تفاصيل السباق الذي كان يظنه البعض سباقا من أجل السرعة، الشروحات كانت مرفوقة بكتاب طريق وهو بمثابة دليل للسائق ومساعده لتفادي الخروج عن مسار السباق وبالتالي الإقصاء. واستنادا للشروحات التي قدمها مختلف المتدخلون خلال لقاءهم بالمشاركين، فإن الهدف من هذا الرالي الذي يعد الأول من نوعه يبقى مرتبطا بالجانب النظامي للسياقة وليس السرعة المفرطة في حد ذاتها، حيث يتم احترام قواعد المرور ومختلف الإشارات المرورية المنصبة عبر الطريق، ويضاف إلى ذلك الجانب الجمالي الذي يمكن السائقين من الاطلاع على جمال الجزائر وكذا تونس. وتتلخص قواعد هذا السباق في مهارة السائق من جهة واستناده إلى حسابات رياضية بالمقارنة مع النقاط الواجب بلوغها دون تجاوز الزمن المحدد، وعليه فإن المهمة كانت أصعب مما قد بدت عليه في أول الامر، لأن المتسابقين مطالبون بالقيام بعمليات حسابية من أجل تحديد الزمن الخاص بكل نقطة عبر طريق يمتد على مسافة ألف كيلومتر، وكل من يتخلف عن الموعد في الزمن المطلوب يعاقب بخصم نقاط من رصيده، كما يمكن لهم تسيير الوقت وفق ما يرونه مناسبا، قد يزيدون من السرعة لأكثر من 140 كيلومتر في الساعة في حالة ما إذا رأى أحدهم أنهم متأخرين عن زملائهم لتعويض الوقت الضائع أو يخفضون من هذه السرعة إلى ما دون السبعين كيلومتر في الساعة إذا كانوا متقدمين، العملية جد صعبة ومعقدة وتتطلب كثيرا من الاحترافية. ويشار إلى أن هذا الرالي الأول من نوعه قد حظي بسبونسورنغ مميز من طرف عديد من وكلاء السيارات الذي ساهموا بسيارتهم في هذا الرالي مثل شركة مونرو التي أقامت مسابقة إضافية للصحفيين، فيات، بيجو، مازدا،أودي، فولسفاقن، مرسيداس، أوبال شيفرولي، قريت وول، وغيرما من المساهمين مثل رد بول وراني وكذا بعض الصحف الوطنية. كانت الانطلاقة من فندق -أزور بلاج- في الصباح الباكر بعدما شد المتنافسون رحالهم وبالتحديد على الساعة السادسة و17 دقيقة، حيث انطلقت أول سيارة ومباشرة بعدها بدقيقة واحدة انطلقت الثانية وهكذا دواليك، ويشار إلى أن اختيار الأول من الأخير كان وفق عملية قرعة أجريت في الليلة السابقة. الرحلة كانت طويلة، متبعة ولكنها ممتعة بالنسبة لنا كفريق مشارك يمثل يومية صوت الأحرار، كنا في المرتبة الرابعة، مباشرة بعد الانطلاق، سلكنا الطريق المؤدي إلى بومرداس للذهاب إلى البويرة وبالتالي ولوج الطريق السريع شرق غرب الذي يوصلنا إلى مدينة سطيف كنقطة وصول أولى، وبالرغم من أننا أمضينا وقتا كبيرا في الحسابات الليلية إلا أننا أخطئنا في الانحراف المؤدي إلى بومرداس، الغلطة كلفتنا تأخير مقدر بحوالي نصف ساعة، بما يعني خصم عدد كبير من النقاط في المرحلة الأولى، حاولنا استدراك الامر بزيادة السرعة على مستوى الرطيق السريع وتجاوزت سرعتنا في بعض الأحيان 160 كيلومتر في الساعة، كانت مخاطرة جميلة قد لا يفكر أحدنا في تكرارها. بعد ذلك تواصل السباق حتى مشارف سطيف، أين تم تحديد خط الوصول الذي يتم بلوغه بعد مسافة 299 كيلومتر، وهنا تجمع كل المتسابقين وتنقلنا إلى ولاية قسنطينة أين حصلنا على غذائنا ونلنا قسطا من الراحة، لنمر إلى المرحلة الثانية من السباق والتي حددت انطلاقتها من ولاية قسنطينة، فيما حدد خط الوصول ببلدية أم الطبول الحدودية مع تونس وذلك بعد قطع مسافة 234 كيلومتر. »صوت الأحرار« تحصل على المرتبة الثانية في أخر شطر من الرالي خلال هذا الشطر حاولت كل الفرق المشاركة أن تكون احترافية أكثر فبعد ان حصلنا نحن صوت الأحرار على المرتبة 12 من أصل 19 فريق استطعنا أن نتقدم في المرحلة الثانية ونصعد إلى المرتبة لاسابعة بعد أن وصلنا متقدمين على الوقت المحدد ببضع دقائق، انتهى سباق اليوم الأول اللذي يتضمن مرحلتين لتعبر كل الفرق الحدود نحو تونس وبالتحديد في مدينة طبرقة أين قضينا الليلة بعد يوم من النصب. في اليوم الموالي جاء الدور على الشطر الثالث من السباق، وانطلقنا في حدود الساعة العاشرة صباحا لقطع مسافة 241 كيلومتر ما بين طبرقة ومدينة الحمامات في مدة 5 ساعات و21 دقيقة، وانطلقنا بالفعل، هذه المرة وبفضل الخبرة المكتسبة من الشطرين الأولين استطاعت كل الفرق أن تحقق تقدما ملحوظا، وبدروها صوت الأحرار صعدت إلى المرتبة الثانية، علما أن المرتبة النهائية تحدد بجمع المعدلات المحصل عليه خلال كل مراحل السباق. هذا وقد خصصت قناة نسمة تيفي حيزا كاملا لتغطية مجريات رالي الصحافة الجزائر-تونس، حيث أجرت مقابلات مع الصحفيين المشاركين وكذا منظمي هذا الحدث، واعتبرت التظاهرة بمثابة خطوة مهمة نحو تجسيد الحلم المغاربي على جميع المستويات، لا سيما وأن هذا الرالي استطاع أن يفك العزلة على عديد من المدن النائية المتواجدة على الحدود والتي عاشت جوا مفعما بالحيوية غير مسبوق، كما خلق تنسيقا كبيرا من حيث تجنيد السلطات الأمنية في كل من الجزائروتونس عن طريق المرافقة وتأمين مختلف المسالك، ويذكر أن قناة نسمة تيفي ستعرض ربورتاج كامل حول الرالي يوم الاثنين المقبل. انتهى اليوم في مدينة الحمامات، أين تستريح الفرق الصحفية، لتواصل رحلتها عبر تونس، حيث سيلتقي اليوم الوفد الصحفي مع صحفيين تونسيين لتبادل الآراء والحديث حول عديد القضايا المشتركة بين الشعبين والبلدين وبين أصحاب مهنة المتاعب. وفي اليوم الأخير يعود صحفيوا الجزائر إلى أرض الوطن مرورا عبر سواحل الجزائر لاستكشاف روائع هذه الأرض، الرحلة كانت ممتعة في سابقة قرر أصحابها أن لا تكون الأخيرة بعد أن تذوقوا متعة الرالي وسره ومدى احترفية أصحابه.