أكد نصر الدين جابي المختص في علم الاجتماع خلال المداخلة التي قدمها حول الشباب والممارسة السياسية أن هؤلاء الشباب يحملون صورة سلبية عن واقع الأحزاب السياسية والعمل السياسي ككل بما يجعلهم ينفرون من الانخراط في الأحزاب أو الاندماج في النشاط الحزبي، ناهيك عن صراع الأجيال الموجود بين جيل الثورة الذي حرر الوطن والجيل الحاضر الذي يعيش في ظروف جد مختلفة عن سابقيه. مداخلة جابي جاءت خلال الندوة الوطنية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني حول التكوين السياسي للشباب المناضل، حيث أشار المختص إلى وجود ممارسة سياسية خارج الأحزاب نفسها لا سيما عندما نجد تجمعات طلابية وشباب ينشط في حركات احتجاجية، وحسب ما ردده المتحدث، فإن الشباب يشكل في الجزائر قوة كبيرة الأمر الذي يضعنا أمام تحديات أكبر مرتبطة أساسا بالتعليم، العمل، تكوين الأسرة وهي تحديات تفوق في الحقيقة قدرة الأحزاب السياسية لأنها تحديات مجتمع ودولة في آن واحد. ولا يجب أن ننسى -يقول جابي- أن الشعب الجزائري لم يخوض حركته التحررية عن طريق الأحزاب السياسية، وبالتالي نشا جيل الثورة الذي مر على اللحظة الجيلية وهي الفترة التي تطبع كل جيل وتجعله مميز عن باقي الأجيال بعيدا عن التقدير البيولوجي للجيل فأصبحنا أمان ثلاثة أجيال، جيل الثورة، جيل السبعينات والثمانينات وهو الجيل المتعلم والذي يسير الجزائر وفي الأخير نجد جيل اليوم الذي تجند في إطار حركات احتجاجية والمهم هو أن مستقبل الجزائر بين هذه الأجيال الثلاث. وفي سياق متصل انتقد جابي عدم وجود تأطير للعلاقات التي تربط بين الأجيال الثلاث لأنه لم يكن هناك انتقال سلس وإنما كان انتقالا عن طريق المواجهة بين الجيل الأول والثاني.