أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان أن رهان الحزب في الفترة الراهنة يرتكز على تنظيم دورات تكوينية للشباب المناضلين تشمل الممارسة السياسية وفن الخطابة والتبليغ السياسي، الذي من شأنه أن يساهم في تبليغ رسالة نوفمبر وضمان انتشار واسع لهذا الحزب الذي يحظى بالأغلبية في البلاد، كما اعتبر أن الاهتمام بهذه الفئة الشبانية يعد تأكيدا على تواصل الأجيال داخل الأفلان على عكس ما يدعيه البعض. استهل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني مداخلته، خلال الندوة الجهوية التكوينية لمحافظات الغرب، بالحديث عن البرنامج التكويني الذي شرع فيه مباشرة بعد المؤتمر التاسع، حيث أكد أنه برنامج نابع من قناعة أساسها أن الأفلان يملك رصيدا يمكنه من تحقيق الانتشار، وذلك عن طريق تكوين الشباب المناضل وان لا يكون هذا التكوين عبارة عن حشو للأدمغة وإنما تدريب وتدريس قائم على أساس علمي وأكاديمي تضاف إليه الممارسة السياسية. وفي سياق متصل عبر بلخادم عن فخر حزبه بهذه الطاقة الشبانية التي شاركت في مختلف الندوات التكوينية، ناهيك عن المستوى الجامعي الذي تحظى به، كما اعتبر الحضور القوي دليلا قاطعا للرد على المشككين وكل من أرادوا أن يلصقوا القطيعة بالأفلان ويؤكدوا أنه حزب شيوخ وأنه يرفض التواصل بين الأجيال. ومن هذا المنطلق قال الأمين العام، »إن السياسة لا تبلغ أهدافها إلا عن طريق فن الخطابة وأنتم مطالبون بالتحكم في تقنيات وفنيات الحديث والتبليغ السياسي لتبلغوا رسالة الجبهة إلى الآخرين، عليكم أن تتمكنوا من الأداء الجيد عن طريق تعلم هذه الفنيات، إن ما نريده من هذا اللقاء هو إطلاع الشباب على أبجديات الخطابة السياسية«. واستطرد بلخادم حديثه بالكلام عن تقنيات الخطابة، حيث اعتبر أن التحكم في فن الخطابة شرط أساس لتبليغ أدبيات الحزب وبرنامجه وكذا رسالة نوفمبر، كما أنه سيسمح لا محالة بإقناع الآخرين من أجل الانضمام إلى الأفلان وبالتالي تحقيق هدف الانتشار الذي يسعى إليه الحزب بعد المؤتمر التاسع. وأضاف بلخادم قائلا »إن السياسة إن لم تكن مقرونة بالتبليغ فلا يرجى منها شيء، والتبليغ يتم عبر وسائل متعددة وبالأساس فن الخطابة« وفي مراسلة وجهها للشباب أكد أن العمل على تطوير مهارات الخطاب السياسي شرط أساسي لمسؤولي الغد الذين سيحملون على عاتقهم تبليغ رسالة الحزب. وأوضح الأمين العام أن فن الخطابة الذي يجد له مكانا بين الموهبة وما بين ما هو مكتسب من خبرات يتطلب العمل على التوفيق بين ما هو فطري وما هو مكتسب، وهنا قدم المتحدث نصائح للشباب تلخصت في ضرورة الإحاطة بموضوع الخطابة، الإعداد الجيد للنص، المهارة اللغوية، تحديد الهدف من الرسالة التي يراد تبليغها، الثقة بالنفس، الصدق، بالإضافة إلى مراعاة حال المستمعين ومدى تركيزهم والإيمان بما يقوله الشخص الذي يلتزم بالخطاب وفي الأخير يبقى أن أي متلق ناجح يجب أن يكون مستمعا جيدا. وعلى صعيد آخر رحب بلخادم بالوفد الممثل للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الذي كان حاضرا خلال الندوة، حيث قال »إنهم جاؤوا بهدف تعميق العلاقات بين الحزبين، ونحن نسعى إلى تطوير هذه العلاقات مع كل الأحزاب التي كانت تربطنا بها علاقات تاريخية عبر العالم، كما أن هذه المشاركة تؤكد الهالة التي يحظى بها حزبنا وأن حزب جبهة التحرير لا يزال يحتفظ بها إلى حد الآن«.