تتجدد بقوة معاناة سكان دوار أولاد عائشة ببلدية لرجام (ولاية تيسمسيلت ) والبالغ عددهم أكثر من ألفين نسمة من العطش مع قدوم كل صيف بسبب غياب الماء الصالح للشرب ويضطرون إلى دفع مبالغ تتجاوز إمكانياتهم من أجل الحصول على صهريج من الماء الذي يحتاج إلى مراقبة وفي حالة عجزهم عن ذلك يسخرون أطفالهم للدخول في رحلات يومية بحثا عن الماء بمركز البلدية أو بإحدى العيون الطبيعية البعيدة عنهم بكثير ممتطين الحمير المحملة بالدلاء ذات الأحجام المختلفة هذا الدوار الذي لا يبعد عن مركز البلدية سوى بكليومترين فقط على الطريق المؤدي إلى بلدية برج بونعامة، سكانه عبروا لنا في أكثر من مرة عن تذمرهم وسخطهم من هذه الوضعية التي مازالت تلازمهم أكثر من 12 سنة وخلال هذه الفترة المنقضية لجأوا إلى حفر أبار سطحية لكن المياه المتحصل عليها لا تصلح للشرب (مالحة)، لقد اعيتهم رحلة البحث عن الماء الشروب فالماء بالنسبة لهؤلاء هاجس يومي أي على مدار السنة غير أنه يزداد حدة في فصل الصيف حتى أنه يقال إذا قصدت أي ساكن من هذا الدوار وطلبت منه شيء ما يمنحك إياه إلا الماء الشروب وخلال كل صيف يجدون أنفسهم أكثر من أي وقت آخر تحت رحمة أصحاب الجرارات الذين يجدون فرصة سانحة لرفع سعر الصهريج الواحد من الماء حيث يصل هذا الصيف إلى 450 دج وهذا للسكان المجاورين للطريق الوطني رقم 19 وماعدا ذلك يصل السعر إلى 500 دج ذلك والصهريج يفتقد لأدنى شروط الوقاية الصحية هذا ويأمل سكان دوار أولاد عائشة الذين طالت معاناتهم كثيرا في إيجاد مخرج لمعضلتهم في أقرب الآجال وبذلك يتخلصون من قبضة أصحاب الجرارات الذين وجدوا في احتياج المواطن فرصة للربح على حسابه الذي قد لا تستبعد اصابته بالكثير من الأمراض المنقولة والتي يجهل مصدرها كما أنهم سيريحون أطفالهم من هذه التعاسة ويهتموا بدروسهم فقط•