أفاد مصدر نقابي، أن إدارة مركب »أرسيلور ميتال ستيل« بعنابة أقرت بالاتفاق مع النقابة، زيادة في الأجور تصل نسبتها 10 بالمئة بالنسبة لعمال المناولة، مع ارتقاب انطلاق عملية إدماجهم ضمن الطاقم العُمالي التابع للمركب بصفة نهائية ابتداء من جانفي 2011. من جهتها يُرتقب أن تعقد لجنة المساهمة جمعية عامة طارئة تُخصص لسحب الثقة من الأعضاء الذين كانوا وراء الاضطرابات التي شهدها المركب في الفترة الأخيرة. وحسب المصدر النقابي الذي تحدث إلينا، فإن نسبة الزيادة في الأجور ناتجة عن بعض المنح كمنحة الأقدمية ومنحة المنصب ناهيك عن تثمين بعض المنح الأخرى المتعلقة بالمخاطر التي يتعرض لها العامل. وتأتي هذه المستجدات بعد الاحتجاجات التي قام بها عمال المناولة أو التابعين للشركات الخاصة المتعاقدة مع إدارة المركب الذين طالبوا بإدماج مطالبهم ضمن المفاوضات التي تُجريها النقابة وتجسيد الوعود التي تلقوها والتي مفادها إدماجهم في مناصب قارة بالمركب كلُُ حسب اختصاصه، وذلك مثلما تنص عليه الاتفاقية المبرمة بين الإدارة والشريك الاجتماعي سنة 2007. في سياق متصل، توصلت لجنة المساهمة بموافقة ثلثي أعضائها إلى الاتفاق على عقد جمعية عامة طارئة خلال الأيام القليلة المقبلة يتم خلالها سحب الثقة من الأعضاء الذين كانوا وراء الاضطرابات التي شهدها المركب خلال الشهرين الماضيين، ومنه التحضير لتنظيم انتخابات مسبقة لإعادة انتخاب أعضاء المكتب. يحدث ذلك في ظل رواج معلومات عن زيارة يٌرتقب أن يقوم بها الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، إلى المركب بولاية عنابة، ومنه، الإطلاع ميدانيا عن التطورات التي شهدها المُركب مؤخرا بعد الصراعات النقابية غير المسبوقة التي دامت لعدة أشهر، مع العلم أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين حاول في البداية عدم التدخل، لكنه تراجع عن هذا الموقف بعدما وصل الوضع إلى حد الشجار بالأسلحة البيضاء داخل مقر المكتب النقابي، مما استدعى تكليف أحد أعضاء الأمانة الوطنية، وهو عضو كان يشغل منصب عضو بمكتب نقابة المركب، لمتابعة الوضع عن قرب. وحسب الأرقام التي قدمتها إدارة مركب »أرسيلور ميتال ستيل« فإن هذا الأخير أنتج 600 ألف طن من الحديد الخام سنة 2009، وأن التوقعات الخاصة بسنة 2010 لن تتحقق خاصة وأن الإنتاج توقف خلال شهرين متتالين بعد الصراع الحاد الذي نشب داخل النقابة بين المساندين للأمين العام الحالي إسماعيل قوادرية والمُساندين للأمين العام السبق عيسى منادي. ورغم هذه الاضطرابات إلا أن السوق الجزائرية تبقى جذابة لمجموعة »أرسيلور ميتال«، وفي هذا السياق، أكد عضو مجلس إدارة المجموعة، غونزالو أوركيجو، في تصريحات أوردها مؤخرا لقناة »ستيل بزنس برفينغ« أن الشركة ستُعزز موقعها في الجزائر، باعتبار أنه ينتظرها فرص نمو كبيرة في السنوات المقبلة رغم الاضطرابات الاجتماعية التي شهدها مركب عنابة هذا العام، وهي، أي المجموعة، تُحضّر ميزانية خاصة لصناعة الحديد في شمال إفريقيا خلال السنة القادمة مشيرا إلى مركب الحجار بعنابة ومصنع آخر بالمغرب.