دعا جمال ولد عباس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بتونس، أول أمس، الدول المغاربية إلى تبني إستراتيجية تعتمد على الاقتناء الجماعي للمواد الصيدلانية من الأسواق العالمية بما يضمن تخفيضات كبيرة في أسعار هذه المواد، بالنظر إلى الطلبات الكبيرة للأسواق المغاربية، موجّها دعوته للشركات التونسية إلى توطين استثماراتها في الجزائر. استعرض ولد عباس خلال ندوة الحوار، التي نشطها رفقة نظيره التونسي بمناسبة الزيارة التي قام بها إلى تونس، السياسة الجزائرية الرامية إلى تشجيع الإنتاج الصيدلاني المحلي من أجل تقليص فاتورة الأدوية المستوردة المكلفة جدا، والتي تعرف ارتفاعا مستمرا، وهو ما دفع إلى تشجيع المخابر والشركات الصيدلانية الأجنبية على الاستثمار في الجزائر ونقل رؤوس أموالها وإقامة مخابرها ومنشآتها وهياكلها الصيدلانية على أرض الوطن، وهو ما سيضمن نقل التكنولوجيا المتقدمة ويوفر مناصب الشغل وينمي من قدرات ومستويات التقنيين الجزائريين، يضيف الوزير، قبل أن يستدل بشركة »سانوفي أفانتيس« التي اعتمدت ورصدت مبلغ 120 مليون ودولار للشروع في العمل بالجزائر. وأمام وضعية الارتفاع الفاحش والمدهش لأسعار الأدوية في الأسواق العالمية ذات التكلفة الكبيرة على الخزينة العمومية، دعا ولد عباس الدول المغاربية إلى ضرورة تبني إستراتيجية تقوم على الاقتناء الجماعي للأدوية، بما يضمن تحقيق تخفيضات كبيرة في أسعار المواد الصيدلانية، ويشكّل وزنا تجاريا مغاربيا هاما، وذلك بالنظر إلى الطلبات الكبيرة للأسواق المغاربية، قبل أن يبدي حرصه على دعم التعاون بين الجزائروتونس في المجال الطبي وإصلاح المستشفيات وفي القطاع الصيدلي، حيث وجّه دعوته للشركات التونسية من أجل الاستثمار وإقامة معاملها في الجزائر. وفي هذا الإطار، شدّد ولد عباس على أهمية إعادة تنشيط الاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 2004، المتعلقة بالتعاون الثنائي في مجال الصحة العمومية والصحة المدرسية والجامعية وتسيير المستشفيات والإنتاج الصيدلي، حيث دعا إلى ضرورة تشكيل مجموعات عمل مشتركة بين الصيدلية المركزية الجزائرية للمستشفيات ونظيرتها التونسية وعقد دورات للخبراء والتقنيين في مجال صيدلية المستشفيات تعزيزا لديناميكية التعاون الصحي والصيدلاني بين البلدين . هذا و تطرق ولد عباس إلى التجربة الجزائرية في مكافحة داء السرطان مركزا على المشروع الذي وصفه بالمهم المتعلق بإنشاء الصندوق الخاص بمكافحة أمراض السرطان والذي ينتظر أن يعمل على حصر تفشي هذا المرض من خلال الوقاية والكشف المبكر والعلاج. يذكر أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بمناسبة زيارته تونس، طاف بأرجاء الصالون الدولي للصحة والرفاهية 2010 الذي تشارك فيه حوالي 150 مؤسسة عارضة ذات الصبغة الطبية والصيدلية من عدة دول عربية وافريقية وأوروبية من ضمنها مؤسسات جزائرية، واطلع على آخر المنتوجات والابتكارات في مختلف الاختصاصات الطبية والاستشفائية على غرار المعدات العلاجية والمنتوجات الصيدلية وتجهيزات تقويم الأعضاء والعلاج الطبيعي والسياحة الاستشفائية والتكوين في المجال الطبي.