دعا المشاركون في الاجتماع المشترك الأول بين مجلسي السلم والأمن العربي والإفريقي المنعقد بالقاهرة منذ أول أمس، إلى تحديد آليات عمل مشتركة للارتباط بين المنظمتين العربية والإفريقية تكفل تفادي أية ازدواجية في الجهود، وتنسيق أي عمل يتعلق بالسلم والأمن خاصة ما تعلق منها بالوضع في السودان والصومال ومكافحة القرصنة البحرية. شكّل الاجتماع المشترك الأول بين مجلسي السلم والأمن العربي والإفريقي المنعقد بالقاهرة، سانحة لطرح أهم المقاربات المتصلة بالعمل المشترك العربي والإفريقي المتعلق ببؤر النزاع خاصة في السودان والصومال، وظاهرة القرصنة البحرية التي تشغل العالم منذ فترة، واتفق المشاركون في الاجتماع الذي انطلقت أشغاله أول أمس السبت بمشاركة كل من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومفوض الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي رمطان لعمارة، بصفته ممثلا عن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ، على ضرورة تنسيق العمل بين المجلسين العربي والإفريقي لتفادي الازدواجية التي قد تؤدي إلى نقصان الفعالية فيما يتصل بمعالجة المشاكل الأمنية المشتركة العربية والإفريقية، علما أن في رزنامة أشغال الاجتماع، توقيع مذكرة تفاهم بين المجلسين لتأسيس تعاون وثيق ودائم بين الجانبين. وأكد رمطان لعمامرة من جهته أن الاجتماع سيسهم في دعم الشراكة الإستراتيجية بين العالم العربي والإفريقي، وأوضح في نفس السياق بأن عماد السلم والأمن يأتي في مقدمة اهتمامات المجموعتين العربية والإفريقية واستطرد مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي قائلا: »لا مجال للتنمية بدون سلم، ولا مجال لتعاون وثيق في غياب الاستقرار وتضافر الجهود«، مضيفا بأن الاجتماع يؤسس لبناء منظومة مشتركة ومتكاملة في مجال السلم والأمن. وصرح الأمين العام للجامعة العربية عن تطلعه إلى أن يسهم هذا الاجتماع في وضع إطار عمل تنسيقي لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة بين الجانبين خاصة أمام المنتديات والمحافل الدولية بما يؤدي إلى تحقيق المصالح المشتركة، وأوضح عمرو موسى في نفس السياق أن هذا الاجتماع المشترك يجب أن يكون مقدمة لاجتماعات مشتركة دورية بينهما وذلك انعكاسا لما بلغه التعاون والتنسيق بين منظمتين من مراحل متقدمة، مشيرا إلى مواقفهما في قضايا السودان والصومال والقرصنة والإرهاب، مضيفا: »إنها كلها أمور تشير إلى أن الجانبين في وضع الانطلاق نحو حماية المصالح المشتركة«. وبحسب الأمين العام للجامعة العربية فإن هذا الاجتماع لا يأتي من فراغ بل ينطلق من أرضية سياسية مهمة تتسم بالتكامل بين الفضاءين العربي والإفريقي، مشيرا إلى التعاون والتنسيق الفاعلين بين المنظمتين في معالجة قضايا السودان وجزر القمر والقرن الإفريقي ، وصرح عمرو موسى قائلا بأن الجامعة قد قررت اعتماد قرارات الاتحاد الإفريقي في التعامل مع هذه القضايا، كما أن القضية المهمة للجامعة وهي قضية فلسطين تحظى أيضا باهتمام كبير لدى الاتحاد الإفريقي، مذكرا أيضا بدور الجامعة والإتحاد الإفريقي في إدراك التطور الذي لحق بمفهومي الأمن العالمي والإقليمي بدخول قضايا جديدة فيه مثل البيئة والأمن الغذائي. أما رئيس الدورة الحالية لمجلس السلم والأمن العربي جابر حبيب جابر رئيس الدائرة العربية في الخارجية العراقية، فقد أشار إلى روابط الأرض والتاريخ والمصير المشترك الذي يجمع المجموعة العربية بالمجموعة الإفريقية، معتبرا هذه العوامل أساسية سوف تسهل، حسب تعبيره التعاون بين الجانبين لتحقيق السلم والأمن في المنطقة العربية والقارة السمراء، مضيفا بأن »تحدي الإرهاب يمثل مشكلة تستدعى من الجميع التوقف والنظر فيها للوقوف على أبعادها والسبل الكفيلة بمعالجة هذه الظاهرة«، مؤكدا على ضرورة تطوير الوسائل والقدرات لتحقيق قدر أعلى من التعاون المشترك في التصدي للإرهاب ومعالجة كافة مواطن الخلل التي تؤدي إلى دعمه وتغذيته من خلال معالجة سليمة وصحيحة لمناطق النزاع. ويندرج الاجتماع حسب العديد من المختصين ضمن الجهود الإقليمية التي تبذل، خاصة على الصعيدين العربي والإفريقي لمواجهة التحديات الأمنية التي تهدد استقرار العديد من الدول العربية والإفريقية بفعل النزاعات المسلحة والانقسامات الداخلية وحركات الانفصال، كما هو حاصل في جنوب السودان، أو بفعل النشاط الإرهابي وتزايد نفوذ »القاعدة«، خصوصا بالجزيرة العربية والقرن الإفريقي ومنطقة الساحل الصحراوي.