بدأت الوفود من شخصيات سياسية ودبلوماسية جزائرية وأجنبية تتوافد منذ الصباح الباكر على مطار الرائد فراج بولاية تندوف لاستقبال جثمان الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز الذي وافته المنية الأربعاء الماضي بعد إصابته بمرض عضال، وقد كان الوفد الجزائري الذي ترأسه رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ممثلا عن رئيس الجمهورية بعين المكان، حيث تمت تأدية التحية الرسمية وتقديم التعازي لعائلة الرئيس الراحل. كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار وثلاثون دقيقة عندما حطت طائرة الجوية الجزائرية القادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي تقل جثمان الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز، وكان في استقبالها الوفد الجزائري برئاسة عبد القادر بن صالحا ممثلا لرئيس الجمهورية والذي كان مرفوقا بالوزير الأول عبد المالك سلال، نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق قايد صالح، وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الإفريقية والتعاون الدولي والجامعة العربية عبد القادر مساهل ووزير المجاهدين الطيب زيتوني. وبعد تأدية التحية تمت تلاوة الفاتحة على روح الفقيد ليتم بعدها نقل الجثمان مباشرة إلى مقر الرئاسة الصحراوية بمخيمات اللاجئين الصحراويين ب"الرابوني"، وقد عجت الطرقات بآلاف الصحراويين الذي كانوا يتهافتون لتوديع رئيسهم الراحل مرددين مختلف الشعارات "يا رئيس ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح". وبعد وصول جثمان الرئيس الراحل إلى مقر الرئاسة توالت الوفود الواحدة تلو الأخرى لإلقاء النظرة الأخيرة على روح الفقيد بحضور زوجته، أولاده وأخيه في أجواء مملوءة بالحزن والأسى. الوفد الجزائري دخل في حدود الساعة الرابعة مساءا، وبعد الانتهاء من إلقاء النظرة الأخيرة، تم نقل جثمان الرئيس الصحراوي الراحل في موكب جنائزي يطوف عدد من مخيمات اللاجئين ومن هناك ينقل مباشرة إلى منطقة بئر الحلو بالأراضي الصحراوية المحررة ليوارى الثرى اليوم. وقالت المناضلة أميناتو حيدر أن رحيل الرئيس محمد عبد العزيز هي فاجعة ألمت بكافة الشعب الصحراوي وأنها مأساة حقيقية، مؤكدة أن الشعب الصحراوي سيواصل الكفاح والنضال لأنهم أصحاب قضية. ومن جهته، أوضح نائب رئيس البرلمان الصحراوي أنه بعد أربعون يوما ستعقد جبهة البوليزاريو مؤتمرا استعجاليا لانتخاب رئيس جديد، أما وزير إعمار المناطق المحررة فقد أشار إلى أن وفاة الرئيس محمد عبد العزيز تركت أثرا بالغا لدى الصحراوي وأن هذا اليوم هو يوم عصيب على كافة الصحراويين، واستطرد قائلا "لكننا سنتجاوز الأزمة وسنواصل الكفاح إلى أن نسترجع أراضينا". كما حضرت شخصيات وطنية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين لتقديم التعازي من بينهم رئيس حزب التحالف الجمهوري بلقاسم ساحلي، أبو جرة سلطاني، عبد العزيز بلعيد، نورية حفصي، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني، الكشافة الإسلامية وأحزاب وطنية. خلدون يمثل سعداني في مراسم العزاء حضر حزب جبهة التحرير الوطني بقوة في مراسم العزاء إثر وفاة الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز حيث ترأس مسؤول الإعلام عضو المكتب السياسي حسين خلدون وفد الأفلان المكون من عضوا المكتب السياسي الصادق بوقطاية وسليمة عثماني، بالإضافة إلى رئيسة لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية الصحراوية سعيدة بوناب، نواب الأفلان وأعضاء اللجنة المركزية. أوضح حسين خلدون أن وفاة الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز حدث بالغ الأهمية بالنسبة للقضية الصحراوية العادلة، مقدما تعازي الأفلان الخالصة إلى الأشقاء الصحراويين بهذا المصاب الجلل، مؤكدا أنه على غرار الثورة الجزائرية التي قامت على أساس أنه لا زعيم إلا الشعب. وجدد خلدون الذي مثل الأمين العام عمار سعداني في هذه المراسم أن الأفلان يتضامن مع الشعب الصحراوي، مضيفا أن الرئيس الراحل كان يجمع بين صفة المكافح ضد الاحتلال والمناضل الدبلوماسي المحنك الذي استطاع أن يعرف بقضيته ويقتحم أعلى المنابر على المستوى الدولي لكسب ود وتأييد القضية وكان آخرها اعتراف البرلمان السويدي بالقضية الصحراوية. وأكد خلدون أن موقف قيادة حزب جبهة التحرير الوطني كان وسيبقى مساندا للقضية الصحراوية، مضيفا أن موقف الحزب هو من موقف الدولة الجزائرية وأن موت الرئيس الصحراوي لا يعني موت القضية لأنه غرس في كل صحراوي روح النضال والتطلع إلى الاستقلال، بل بالعكس سيقف الشعب الصحراوي وقفة رجل واحد بعد رحيل الرئيس محمد عبد العزيز. بن صالح يترحم على روح الرئيس الصحراوي ترحم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح أمس بشهيد الحافظ على روح الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي إثر مرض عضال. وكان رئيس مجلس الأمة مرفوقا بالوزير الاول عبد المالك سلال و زير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة ونائب وزير الدفاع الوطني قائد اركان الجيش الشعبي الوطني الفريق أحمد قايد صالح ووزيرالشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل ووزير المجاهدين الطيب زيتوني. وقد تلا بن صالح فاتحة القرآن الكريم على روح الفقيد ثم وقع على سجل التعازي. المرحوم من مواليد السمارة، بإقليم الساقية الحمراء، عام 1948 حيث زاول دراسته و هو عضو مؤسس في جبهة البولييساريو و قائد عسكري في الجبهة الى غاية انتخابه أمينا عاما لها إثر اغتيال الولي مصطفى الرقيبي في 9 يونيو 1976. وفي أكتوبر 1976 أنتخب الفقيد عبد العزيز، رئيسا للجمهورية الصحراوية في مؤتمر جبهة البوليزاريو الخامس. العديد من الدول تشيد بخصال الفقيد محمد عبد العزيز أشاد ممثلو عدة دول افريقية وأمريكية لاتينية أمس بتندوف بخصال الفقيد الرئيس محمد عبد العزيز معتبرين أن القضية الصحراوية فقدت مناضلا كبيرا دافع عن حق تقرير مصير بلده واستقلاله. وصرح سفير زيمبابوي بالجزائر جورج ادفين موندازا بقول أن شعبي زيمبابوي و الصحراء الغربية كانا صديقين في مجال محاربة الاستعمار مشيرا إلى انه بالرغم من كافة الصعوبات سيستمر بلده في دعم الشعب الصحراوي في نضاله من اجل الاستقلال. وقال سفير فنزويلا بالجزائر خوسي سوخو انه جاء ليحضر مراسم تشييع جنازة الرئيس عبد العزيز (المقررة اليوم ببئر لحلو) لتبليغ تعازي رئيس بلده للشعب الصحراوي موضحا أن الفقيد مثل بكل كرامة شعبه في نضاله من اجل الاستقلال. واضاف يقول لقد ترك رسالة كرامة و نضال من اجل الاستقلال للشعب الصحراوي. و اكد سفير كوبا بالجزائر راؤول نافاس ان الرئيس الصحراوي كان صديقا وفيا لكوبا منوها بكفاح المناضل الكبير من اجل استقلال بلده. واشار سفير جنوب افريقيا بالجزائر دونيس دلومو الى ان الرئيس الصحراوي كان زعيما و مستشرفا و مثالا للنضال و الكفاح من اجل استقلال الصحراء الغربية. واستطرد قائلا اننا مقتنعون بان الشعب الصحراوي سيواصل كفاحه الى غاية الانتصار مشيرا الى ان جنوب افريقيا ستبقى دوما الى جانب الشعب الصحراوي في كفاحه من اجل تقرير المصير. وفي نفس المنظور اكدت كريستينا امارال ممثلة منظمة الاممالمتحدة ان الامين العام الاممي (بان كي مون) طلب منها تقديم تعازيه للشعب الصحراوي مشيدا بالرجل الذي كان طوال حياته "مكافحا من اجل السلم. واعرب خيسوس غاراي رئيس جمعية اصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لبلاد الباسك (اسبانيا) عن تضامنه مع الشعب الصحراوي في هذا الظرف الاليم مؤكدا ان بلاد الباسك ستساند دوما الشعب الصحراوي في نضاله من اجل الاستقلال.