أعلن تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« مسؤوليته عن عملية خطف رعيتين فرنسيين عُثر عليهما مقتولين بعد محاولة إنقاذ فاشلة في النيجر في مطلع الأسبوع الجاري، وحتى وإن لم يكشف التنظيم عن تفاصيل القضاء عليهما فإنه أرجع هذه العملية إلى ما أسماه »تهوّر ساركوزي وحكومته«. جاء إعلان تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« في تسجيل صوتي نشرته بعض المواقع الجهادية عبر الانترنت، حيث أوردت فيه أنه »قامت زُمرة من المجاهدين الأبطال من كتيبة الملثمين يوم الجمعة بعملية جريئة في قلب العاصمة النيجرية نيامي حيث اقتحمت الحي الدبلوماسي المحصّن أمنيا ونجحت في اختطاف فرنسيين اثنين«، ويحمل التسجيل تاريخ يوم الأربعاء الماضي. وقال المسمى »صلاح أبو محمد« الذي عرّف نفسه في التسجيل على أنه المسؤول الإعلامي لتنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي«، إن الرجلين قُتلا عندما حاولت قوات فرنسية وقوات من النيجر إنقاذهما، لكنه لم يُقدّم بتفاصيل إضافية، وتابع مخاطبا السلطات الفرنسية »ساركوزي وحكومته المتهورة لم يفقهوا دروس الفشل السابقة وكرّروا نفس الحماقة فحدثت معركتان بطوليتان بين المجاهدين والقوات الفرنسية والنيجرية أسفرت عن فشل ذريع لمحاولة إنقاذ الرهائن«. وعُثر على جثتي الرعيتين الفرنسيتين متفحمتين وأيديهما مُكبلة وراء ظهريهما بحسب ما ذكره مصدران طبيان بالنيجر شاهدا الجثتين بعد عملية الإنقاذ الفاشلة يوم السبت الماضي، وحسب التفاصيل فإن المواطنين الفرنسيين اختطفا بشكل عشوائي لأنهما كانا يجلسان بالقرب من مدخل مطعم للمغتربين كان يعجّ بالأجانب في ليلة عملية الخطف في وقت متأخر مساء السبت، وقال مدعي باريس، »جان كلود مارين«، إن تسعة أشخاص قتلوا خلال عملية الإنقاذ الفاشلة بينهم الرجلان الفرنسيان وثلاثة من قوات درك النيجر وأربعة خاطفين. وفي هذا السياق كشف »مارين« بأن الفحوص الطبية أظهرت أن أحد الضحايا قتل برصاصة في الرأس لكن هناك حاجة لإجراء المزيد من التحاليل الطبية لمعرفة سبب وفاة الآخر، وأوضح في مؤتمر صحفي في باريس أن »هذه النتائج ستنقح لأننا أمرنا بإجراء عدد من التحاليل.. للحصول على نتائج أكثر دقة«، وأضاف أن الخاطفين »ينتمون لقبائل التوارق لكنهم كانوا يتبادلون الحديث بالعربية الفصحى وليس بلغتهم«. وعلى صعيد آخر أفاد مسؤول نيجري رفيع أن »العسكريين النيجريين« الذين عُثر عليهم قتلى في الثامن من جانفي في مالي بعد هجوم على خاطفي الفرنسيين وكانوا يلاحقون عناصر »القاعدة«، »سقطوا برصاص فرنسي«، ورفض هذا المسؤول في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية من مالي تأكيد وزارة الدفاع الفرنسية أن أشخاصا يرتدون بزة الشرطة النيجرية شاركوا في المعركة ضد القوات الفرنسية. وأوضح المتحدّث أن »هؤلاء الشرطيين النيجريين كانوا يطاردون عناصر القاعدة في المغرب الإسلامي«، مشددا على أن »القوات النيجرية لم تُقاتل أبدا إلى جانب القاعدة«، ثم استطرد »لا أقول إن الجنود الفرنسيين تعمدوا القيام بذلك، لكن جنودنا الذين أعاد الفرنسيون جثثهم إلى نيامي، قضوا برصاص فرنسي«.