اطلعت »صوت الأحرار« على نص مشروع الإستراتيجية الوطنية للأسرة2011 -2015 قبل عرضها على الحكومة في الأيام المقبلة، ويهدف المشروع الذي استغرق إعداده سنوات على تدعيم العلاقات الأسرية وتقوية وظائفها وتوفير الظروف الملائمة لازدهارها بالإضافة إلى توطيد الروابط الأسرية عن طريق التواصل الاجتماعي وتعميق الحوار بين أفراد الأسرة والتواصل بين الأجيال بالإضافة إلى الحد من الفقر والسهر على ترقية صحة الأسرة وكذا تطوير البيئة في المحيط الأسري. يشكل موضوع النهوض بالأسرة الجزائرية وتمكينها من لعب دورها الحقيقي في عملية التنمية وإرساء السلام في المجتمع أحد أكثر المواضيع أهمية وحضورا على الساحة الوطنية، إذ لا يمكن الحديث عن التنمية الحقيقية ذات الأثر في أي مجال من مجالات الحياة وفي أية دولة، دون الحديث عن الأسرة التي تمثل الهدف لأي تنمية اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو ثقافية. وقد أدت هذه المعطيات، إلى رسم مشروع إستراتيجية الوطنية للأسرة -2011 2015 والذي سيقدم أمام الحكومة عن قريب، حيث يهدف حسب مضمونه الذي اطلعت عليه »صوت الأحرار« إلى عدة مجالات متعلقة بأهداف الألفية" من بينها “الحد من الفقر” والسهر على “ترقية صحة الأسرة” و”تطوير البيئة في المحيط الأسري” علاوة على العمل على “تحديد الاحتياجات” حسب خصوصيات كل فرد في الأسرة وكل شريحة من المجتمع، حيث تمكن كل شخص من القيام بوظائفه الاجتماعية والثقافية على أكمل وجه من خلال أسرة آمنه ومستقرة ومنتجة، أسرة تقوم على قيم أصيلة مستمده من تراثنا العربي الإسلامي، أسرة تسودها المودة والرحمة والتكافل والمساواة بين أعضائها في الحقوق والواجبات، أسرة منفتحة على التطور والحداثة دون تفريط بهويتها وانتمائها الوطني والحضاري، قوامها الاكتفاء المادي والمعرفي . ومن بين أهداف هذه الإستراتيجية كذلك تدعيم العلاقات الأسرية وتقوية وظائفها وتوفير الظروف الملائمة لازدهارها بالإضافة إلى توطيد الروابط الأسرية عن طريق التواصل الاجتماعي وتعميق الحوار بين أفراد الأسرة والتواصل بين الأجيال. وفي هذا الشأن تم تحديد عدة محاور يتناول كل منها جانبا من جوانب حياة الأسرة، ويطرح كل محور أولويات القضايا التي تستوجب التدخل لتحقيق نوعية حياة أفضل للأسرة الجزائرية وتعزيز دورها في بناء الفرد والمجتمع من بين ما يمكن أن نذكر هو تكوين تقنيين مختصين في تقنيات المساعدة الاجتماعية وتدريب الأسر على التكفل لحل مشاكلها بنفسها وكذا إرشاد الأسر على كيفية التعامل مع الوضعيات الصعبة العابرة، بالإضافة إلى تحسين آليات المساعدة والدعم لفائدة النساء العاملات . كما تتضمن الإستراتيجية تدعيم العلاقات بين مختلف شرائح المجتمع و توفير الإطار الملائم للتكفل بالاحتياجات الخاصة من بينها الأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين وتمكين الأسرة من المساهمة الفعلية في رعايتهم وتوطيد أسس البناء المجتمعي ورفع تحديات العولمة. واقترحت الإستراتيجية كذلك إدماج تخصصات جديدة في برامج التعليم الجامعي تتولى التكوين في مجال الإرشاد العائلي والمشورة الزوجية في إطار تخصص علم الاجتماع بالإضافة إلى تطوير المهارات التربوية لدى الأبوين. و من أجل تعزيز التماسك والبناء الداخلي للأسرة وتمكين الأسرة من القيام بوظائفها المختلفة بفاعلية و تعزيز دور الأسرة الثقافي وقدرتها على التعامل مع تداعيات العولمة الثقافية حملت الإستراتيجية كذلك على تحفيز طلبة الجامعات وتلاميذ المؤسسات وفئات المعاقين والمسنين على ارتياد الأماكن الثقافية لتزويدهم ببطاقات الخصم لدخول إلى دور السينما والمسرح ومرافق التسلية والترفيه . بالإضافة إلى تعزيز كفاءة الرعاية التربوية لدى الأزواج الشباب بوضع برامج للتنشئة الأسرية للمقبلين على الزواج يلقنهم فيها مهارات تمكنهم من أداء وظائفهم الأسرية على أحسن وجه والمساهمة في رسم سياسات تشريعية تساعد على تكوين أسرة متماسكة وتحميها من التفكك إضافة إلى تحقيق التكامل بين السياسات والبرامج الأسرية من جهة والسياسات والبرامج السكانية والاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى، و تخفيف معاناة الأسرة من المخاطر البيئية والكوارث التي تهدد كيان الأسرة. وفيما يخص الجانب الصحي أشير في محتوى الإستراتيجية بضرورة خضوع الحوامل للمراقبة الصحية أثناء فترة الحمل للتقليل من مخاطر التشوهات والعاهات الخلقية التي تصيب الجنين وما إلى ذلك من أضرار التي تصيب الأم الحامل . وقد حملت الإستراتيجية الرهانات الكبرى وهي وضع وتنفيذ سياسة وطنية مندمجة للأسرة ، تعزيز التنسيق والتعاون بين المتدخلين بالإضافة إلى إنشاء بنك معطيات خاص بالأسرة وتطوير البحث في المسائل المتعلقة بقضايا الأسرة ، ضف إلى ذلك وضع مؤشرات المتابعة والتقييم لأثر الخطط والبرامج على واقع الأسرة وإشراكها في اتخاذ المبادرات وإقحامها بطريقة فعالة ومنهجية في التعبير . " ليلى بلخير" عضو بالمجلس الوطني للأسرة والمرأة الإستراتيجية هي الصمام الحافظ للهوية الوطنية أشارت الدكتورة "ليلى بلخير" عضو بالمجلس الوطني للأسرة أن إستراتيجية الأسرة الجزائرية هي مقاربة للواقع واستشراف للمستقبل تحاول رسم انطلاقة حقيقية لدعم مكونات الأسرة في بعدها المادي والمعنوي مع تفعيل دور كل أعضاء المنظومة الأسرية، وأضافت أن الإستراتيجية ليست عملا فرديا بل هي ثمرة جهود فريق من الخبراء والباحثين وهو عمل فيه الكثير من الطموح لمواجهة تحديات العولمة وفيه تركيز كبير على انعكاس الدور الثقافي للأسر لأنها الصمام الحافظ للهوية وتعزيز قيم المشاركة الاجتماعية في إطار التفاعلي بين كل الأفراد حتى الوصول إلى الهدف المنشود المتمثل في ثقافة أسرية ومجتمع متحضر فيه كل مكونات البناء والبقاء والاستمرارية . "مونية مسلم" عضو بالمجلس الوطني للأسرة والمرأة الإستراتيجية فاتحة خير على الأسرة الجزائرية من جهتها ذكرت الأستاذة "مونية مسلم" محامية وعضو بالمجلس الوطني للأسرة أن الإستراتيجية التي قدمتها الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة جاءت بجهد جماعي لنخبة من الخبراء والباحثين والمسؤولين بإشراف الوزارة المنتدبة المكلفة بقضايا المرأة وبالتشاور المتواصل مع الوزارات والمؤسسات العامة والجمعيات حيث تستند إلى دراسات وأبحاث تحليلية لواقع الأسرة الجزائرية وخصائصها، واحتياجاتها والتحديات التي تواجهها، فهي باختصار تقول المتحدثة دراسة لأوضاع الأسرة الجزائرية بكافة مكوناتها حيث مست كافة الشرائح المرأة، الأطفال، المسنين .. وذلك من أجل التقدم إلى الأمام وإيجاد حلول لمشاكلها حتى النفسية منها واعتبرت مسلم أن الإستراتيجية فاتحة خير على الأسرة الجزائرية لما لها من منافع تعود على الجميع بالخير داعية في نفس الوقت الإعلام إلى شرح محتوى المشروع الذي يعد مفخرة حقيقية للجزائر . "لارادي فوزية" عضو بالمجلس الوطني للأسرة والمرأة الإستراتيجية شاملة لكافة المجالات وتقول "لارادي فوزية" عضو بالمجلس الوطني للأسرة وممثلة جمعية المرأة في اتصال أن الإستراتيجية انطلقت من القوانين والتشريعات الجزائرية والمواثيق والعهود الدولية ذات العلاقة التي التزمت بها الجزائر ومن رؤية وطنية للأسرة ترتكز إلى مفاهيم وقيم دينية وأخلاقية، عربية وإنسانية، حيث شملت كافة المجالات التي تهم الأسرة وذكرت أنه يجب تطبيقها على أرض الواقع بعد أن تصادق عليها الحكومة، وأضافت أن العمل الميداني هو الحل حتى يتم حماية الأسرة وتطويرها وازدهارها. داعية في الوقت ذاته إلى السهر على تعزيز هذه الانجازات بتكثيف الجهود الرامية إلى تدعيم النشاطات المتعلقة بترقية الأسرة. ومواجهة التحديات في سبيل إرساء الأسرة المتماسكة، وأشادت من جهة أخرى بالجهود المبذولة في دعم رسالة المرأة بما تستحقها لتواصل مسيرتها الإنسانية والنهضوية نحو آفاق تقودها إلى المزيد من التطور . باية زيتون عضو بالمجلس الوطني للأسرة والمرأة الأسرة الجزائرية هي أساس مجتمع متكامل وذكرت "باية زيتون" عضو بالمجلس الوطني للأسرة والمرأة ورئيسة الجمعية الوطنية للمرأة الريفية أن الأسرة الجزائرية هي أساس مجتمع متكامل وآمن مطالبة في نفس الوقت على اهتمام بكثرة بالأطفال ومراقبتهم حتى لا ينحرفوا على الأعراف وذكرت أن التأهيل الاجتماعي والثقافي هو الذي يساعد على بناء أسرة متماسكة وقوية.