أكد وزير التعاون الفرنسي هنرى دى رينكور مواصلة بلاده مواكبتها للجهود التي تبذلها موريتانيا في مجال مكافحة الإرهاب، مجددا اهتمام باريس بالأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل الصحراوي، ويأت بذا التصريح في وقت تتهاطل فيه الانتقادات على نواكشوط بسبب التنسيق مع فرنسا، وهذا على حساب التعاون الأمني بين دول المنطقة المعنية مباشرة بمكافحة الإرهاب. أوضح وزير التعاون الفرنسي هنرى دى رينكور أن بلاده تولي اهتماما خاصا بالأوضاع الأمنية في منطقة الساحل، وتواكب، حسب تعبيره، جهود الحكومة الموريتانية الرامية إلي خلق مناخ آمن في هذه منطقة، مضيفا في نفس السياق بأن هنالك تهديدات حقيقية في منطقة الساحل، حيث أن القاعدة تستهدف بشكل خاص الرعايا الفرنسيين، وأشاد الوزير الفرنسي بالجهود التي تقوم بها نواكشوط في مجال مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن للرعايا الأجانب المتواجدين على أراضيها، مشيرا إلى الانجازات التي حققها الأمن الموريتاني مؤخرا من خلال إحباط عمليات إرهابية والقضاء على العديد من عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذين كانوا يحضرون للقيام بعمليات انتحارية، تستهدف واحدة منها الرئيس الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز، وهو ما جعل الوزير الفرنسي يؤكد بأن موريتانيا مصممة على مكافحة الإرهاب، وأوضح أن بلاده تقدم في إطار التعاون الدفاعي دعمها لهذه السياسة الشجاعة، كما أنها تشارك موريتانيا في نفس الطرح، معتبر ا أن هذه السياسة بدأت تؤتى أكلها، وبين الوزير الفرنسي أن التهديدات الحقيقية للأمن لن تمنع فرنسا من مواصلة التعاون مع موريتانيا الذي يعود إلى سنوات عديدة، كما أكد على محورية التعاون والتنمية في مجال مكافحة الإرهاب. ولا يزال الهاجس الأمني يسكن السلطات الفرنسية التي تعطي أهمية بالغة للتهديدات التي تمثلها زمر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الناشطة بمنطقة الساحل الصحراوي، وتعتبر فرنسا أكثر الدول التي تضررت من عمليات تنظيم القاعدة المغاربي بمنطقة الساحل الصحراوي، حيث تعرض عدد من الرعايا الفرنسيين للتصفية الجسدية بموريتانيا، ولا يزال خمسة خبراء نوويين فرنسيين، يعملون لصالح شركة »أريفا« الفرنسية النشطة في مجال التنقيب على اليورانيوم محتجزين لدى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بشمال مالي، إلى جانب مواطن طوغولي وأخر ملغاشي تم اختطافهم منذ أشهر بمنطقة أرليت بشمال النيجر. ويبدو تأكيد وزير التعاون الفرنسي على مسألة التعاون بين باريس ونواكشوط في مجال مكافحة الإرهاب كرد على الانتقادات التي تواجهها موريتانيا بسبب تفضيلها التنسيق الأمني مع باريس وبسبب العمليات المشتركة التي قام بها ولا يزال يقوم بها الجيش الموريتاني، بالتعاون مع الجيش الفرنسي في منطقة الساحل الصحراوي، وهذا على حساب التعاون مع دول المنطقة المعنية بشكل مباشر بمكافحة فلول القاعدة، علما أن موريتانيا كانت قد شاركت في كل الاجتماعات التي عقدتها دول الساحل الصحراوي بالجزائر، سواء لقاء قادة أجهزة الاستخبارات أو وزراء الخارجية أو قادة أركان جيوش دول الساحل الصحراوي، أو في هيئة الأركان المشتركة التي يوجد مقرها بتمنراست، بأقصى الجنوب الجزائري.