قال المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، »جان بيار رافاران«، إنه وجد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مُحيطا بكامل الملفات التي تتصل بالعلاقات بين البلدين، مثلما أوضح بأنه وجد رئيس الجمهورية متفهما وعلى إطلاع بملفات الجبهة الاجتماعية وعلى رأسها انشغالات الشباب، كما أفاد بأنه وقف على الكثير من الحقائق التي تؤكد بأن بوتفليقة في صحة جيّدة. أكد رئيس الوزراء الفرنسي السابق، »جان بيار رافاران«، أنه وجد الرئيس بوتفليقة »مُجندا ومحيطا جدّا بالملفات التي كلفني الرئيس ساركوزي بالحديث عنها«، موضحا »جئت إلى الجزائر للحديث مع بوتفليقة عن المسائل الاقتصادية.. وقد التزم بتقديم الدعم للمؤسسات الفرنسية الكبرى بما يسمح بخلق مناصب شغل جديدة الذي يعتبر اليوم بمثابة أولوية«، وأضاف »بوتفليقة أبلغني بأن ما تحتاجه الجزائر هو التأطير لفائدة الشباب«. وصرّح المبعوث الخاص للرئيس »ساركوزي« بأنه لمس لدى بوتفليقة حرصا على التكفل بالجانب الاجتماعي بعد الاحتجاجات الأخيرة، مشيرا إلى أن دور فرنسا في دول جنوب المتوسط هو خلق مناصب شغل ومساعدة اقتصاديات هذه البلدان من أجل النهوض بالسياسات الاجتماعية، وتابع: »مهمتي إلى الجزائر كانت اجتماعية أيضا لأن هناك بترول وغاز وليس هناك صناعة.. والمؤسسات الفرنسية بإمكانها المساهمة في الصناعات البتروكيميائية والصيدلانية وصناعة السيارات«. وخلال حديثه عن الاحتجاجات الأخيرة شدّد »رافاران« على أنه »من الضروري أن نكون حذرين ومنتبهين لمشاكل الشباب. ونحن مطالبون بالاستجابة للتطلعات الشعبية، ولذلك لا يُمكن أن نكون غير مبالين بالأزمة الاجتماعية«، ليُضيف في هذا السياق »فرنسا على استعداد لتقديم مساعدتها في شقها الاجتماعي بما يُلبي تطلعات الشعب الجزائري«. كما أكد »جان بيار رافاران« أن زيارته الثانية في غضون 3 أشهر تتركز على إيجاد آليات كفيلة بخلق مناصب للشغل من خلال التحضير لإطلاق مشروع لفرع شركة »رونو« لصناعة 100 ألف سيارة سنويا، قبل أن يضيف بخصوص مشروع »ميترو الجزائر« قائلا: »كما تعرفون كان هذا المشروع مُجمدا لمدة 30 عاما وأنا دوري هو رفع هذا الجمود عن المشروع«. ويعتقد »جان بيار رافاران« في التصريحات التي أدلى بها أمس على أمواج إذاعة »أوروبا 1« أن الرئيس بوتفليقة »حريص كثير على كل انشغالات الشباب.. ومن الطبيعي أيضا أن يكون حريصا على تطلعات التغيير في الجزائر«، كما أورد بأن اللقاء الذي جمعه قبل يومين برئيس الجمهورية لم يغفل فيه الأخير الحديث عن اجتماع مجلس الوزراء المنعقد أمس للحسم في الكثير من الملفات التي تهم الجبهة الاجتماعية. وفي هذا الموضوع بالذات نفى المتحدّث علمه المُسبق بطبيعة التدابير التي أقرّها اجتماع مجلس الوزراء، ولكنه مع ذلك أوضح بأن التوضيحات التي حصل عليها خلال جلسته مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مساء الاثنين أحالته إلى ما وصفه ب »عدد من الإجراءات الهامة وذات الوزن الثقيل«، متوقعا أن يكون لها »حركية بالغة الأهمية خلال الأيام القادمة«. وعندما سُئل المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي حول الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة أجاب قائلا: »لقد وجدته في لياقة جيدة. لقد قال لي إنه يملك قناعات أقوى أكثر من امتلاكه القوة« في إشارة واضحة من القاضي الأول في البلاد إلى أن ما يهمّه هو الحرص على تطبيق الأفكار التصوّرات التي جاء بها، مثلما أوضح »رافاران« بأنه وجد رئيس الجمهورية »على وعي بالتطلعات الديمقراطية«. وبرأي المتحدث فإن »علاقات فرنسا مع الجزائر لها نوع من الخصوصية وبالتالي توجب أن يكون لدينا بعض التحفظات السياسية لكن لا يمكننا أن نتجاهل الأزمة الاجتماعية ونبقى مكتوفي الأيدي ومجرّد متفرجين..«، مضيفا »هذه هي الرسالة التي أوصلتها إلى بوتفليقة بأنه يجب الاستجابة للتطلعات الشعبية«، وذكر كذلك بأنه على الرغم من زيارته كانت ذات طابع اقتصادي بالدرجة الأولى »إلا أننا تحدثنا عن الأحداث الأخيرة في ليبيا والرئيس بوتفليقة عبّر لي عن تحفظاته حول الطريقة التي تمّ بها تسيير الأزمة وهذا العنف غير المقبول«