أثارت كلمة ممثل الجزائر خلال اجتماع الدورة 54 للجنة المخدرات التابعة للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات بفيينا التي أكد فيها الصعوبات التي تواجهها مصالح الجمارك والأمن في التصدي للمهربين على الحدود مع المغرب، حفيظة ممثل الرباط الذي، وبدلا من عرض ما يقوم به بلده للمساهمة في تأمين هذه الحدود، راح يتهم الجزائر برفض التعاون مع المغرب من خلال إبقائها على الحدود مغلقة بين البلدين. اتهم أول أمس الخميس، السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية في فيينا، عمر زنيبر، خلال اجتماع الدورة 54 للجنة المخدرات التابعة للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات المنعقد بالعاصمة النمساوية فيينا، الجزائر بأنها »لا تحترم مبدأ تقاسم المسؤولية في مجال مكافحة المخدرات، ذلك أنها ترفض التعاون مع المغرب، وتصر على الاستمرار في إغلاق حدودها مع بلادنا«، وزعم الدبلوماسي المغربي بأن الموقف الجزائري، بخصوص المصادقة على برنامج التعاون بين مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة والدول العربية، من أجل مكافحة المخدرات والجريمة (2011-2015)، يبقى مترددا، مشيرا إلى رفضها إنشاء مكتب للبرنامج الإقليمي لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، في بلدان المغرب العربي. واعتبر زنيبر أن »الموقف المعبر عنه من طرف ممثل الوفد الجزائري يبرهن على أن بلاده لا تحترم مبدأ تقاسم المسؤولية في مجال مكافحة المخدرات، وأنها ترفض التعاون مع المغرب، وتصر على الاستمرار في إغلاق حدودها مع بلادنا«، مضيفا بأن »تدخل ممثل الجزائر لا يعكس حقيقة الوضع على أرض الواقع، ويمضي في اتجاه معاكس للتصريح السياسي ولبرنامج عمل التعاون الدولي نحو إستراتيجية مندمجة ومتوازنة، من أجل محاربة مشكل المخدرات المطروح على المستوى الدولي«، متهما الجزائر بالقيام » بحملة واسعة وقوية ضد المغرب في محاولة للمس به، من خلال إضفاء طابع سياسي على مسألة المخدرات.. «. وحاول ممثل المغرب قلب المعادلة وتحويل الأنظار نحو الجزائر لما تساءل عن عدم توفر المعلومات حول زراعة العفيون في الجزائر، مستندا إلى التقارير الحديثة التي تقول بأن المغرب قد تراجع في الترتيب العالمي في ميدان إنتاج القنب الهندي وتصديره، مقارنة بالسنوات الماضية التي كان يحتل خلالها صدارة الدول المنتجة والمصدرة للقنب الهندي. وجاء اتهامات عمر زنيبر ، في إطار الرد على ممثل الوفد الجزائري، الذي قال بأن الجزائر »التي تشكل بلدا لعبور واستهلاك القنب الهندي، تعبئ مصالحها في مجال محاربة المخدرات، غير أن مهمات هذه المصالح تواجه صعوبات، من بينها امتداد الحدود بين الجزائر والجوار مع المغرب، الذي يعتبر أحد البلدان الأكثر إنتاجا للقنب الهندي في العالم«،ولم يستسغ السفير المغربي هذه الحقيقة، فحاول تغطية على حقائق يدركها العام والخاص، تؤكد كلها بأن المغرب، لا يزال يعتبر أحد أكبر منتجي المخدرات في العالم، وتعاني الجزائر من أطنان القنب الهندي التي يحاول المهربون إدخالها عبر الحدود الغربية، ففي سنة 2010 فقط تمكنت مصالح الأمن والدرك والجمارك من إفشال محاولات لتهريب ما لا يقل عن 324 ألف كيلوغرام من القنب الهندي نحو الجزائر، واستنادا إلى تقرير عالمي لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة يعتبر المغرب أول منتج للقنب الهندي (الكيف) على الصعيد العالمي بحصة 21 في المائة خلال الفترة ما بين 2005 و2007، وتجاوزت مساحة المخدرات المزروعة بالمغرب 60 ألف هكتار، وذلك على الرغم من تراجع مردودية الهكتار، وأبرز التقرير أن المساحة المزروعة بالقنب الهندي بلغت ما بين 60 ألف و130 ألف هكتار خلال الفترة الممتدة ما بين 2004 و2008 .