تتواصل اليوم الاجتماعات التحضيرية للندوة الإفريقية ال19 لوزراء الصناعة التي تحتضنها الجزائر يومي 30 و31 مارس الجاري، ويعكف الخبراء المُجتمعين المُكلفين بإعداد الاقتراحات والقرارات المتعلقة بالتطبيق الميداني لمخطط العمل الخاص بالتنمية الصناعية في إفريقيا والمُتضمن 23 برنامجا و53 مشروعا مخصصا لتحسين المستوى الصناعي في القارة، ويُنتظر أن تشهد الجزائر إعطاء إشارة الانطلاق الميداني في تطبيق هذا المُخطط وذلك بمشاركة 36 بلدا افريفيا. أكد الخبراء خلال اجتماعهم أمس في إطار التحضير لجدول أعمال الندوة أن هذه الأخيرة التي تحتضنها لأول مرة الجزائر ستسمح للبلدان الإفريقية بتنسيق جهودها وتوحيد استراتيجياتها لتطوير صناعاتها الغذائية والصيدلانية وتحويل الثروات المعدنية، وأوضحوا أن اختيار هذه الصناعات جاء نتيجة لكون البلدان الإفريقية لا تزال تعتمد على الواردات لتلبية حاجياتها في مجال المواد الصناعية الغذائية والأدوية، علما أن هذه البلدان تخصص سنويا ميزانيات هامة لاستيراد ذات المنتوجات. وبرأيهم فإن تطوير عملية تحويل الثروات المعدنية سيأتي بقيمة إضافية باعتبار أن الدول الإفريقية تكتفي حاليا ببيع ثرواتها الباطنية بأسعار رخيصة، وحسب المنظمين ، يُرتقب مشاركة 36 دولة افريقية. وبدوره أكد الأمين العام لوزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، عبد الرزاق هاني، أن الجزائر و كذا أعضاء الاتحاد الإفريقي الآخرين عازمون على العمل سويا لتنمية صناعاتهم وتقليص تبعيتهم تجاه الواردات، ويتعلق الأمر، كما قال، بأعمال تخص قطاعات محددة و هي الصناعات الغذائية وصناعة الأدوية وتحويل الثروات المعدنية. أما ممثل الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، فأكد استعداد منظمته على العمل إلى جانب بلدان الاتحاد الإفريقي لتنفيذ مخطط العمل الخاص بالتنمية الصناعية وتوفير المهارة التقنية الضرورية لتطبيق فعلي لبرامج تنمية الصناعات الإفريقية، كما أورد ممثل الاتحاد الإفريقي، أن لقاء الجزائر يهدف إلى تجسيد القرارات المتخذة خلال الدورة العادية ال10 لندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد المنعقدة في أديس أبابا بإثيوبيا في جانفي 2008 لصالح التنمية الصناعية في إفريقيا. وأشار في هذا السياق إلى أن تطبيقا جيدا لمخطط العمل الخاص بالتنمية الصناعية سيسمح على المدى المتوسط والطويل بتحقيق تنمية صناعية حقيقية ذات قيمة إضافية مذكرا أن خارطة الطريق هذه تتضمن 23 برنامجا و53 مشروعا مخصصا لتحسين المستوى الصناعي في إفريقيا. وكانت الندوة الإفريقية ال18 لوزراء الصناعة المنعقدة سنة 2008 في جنوب إفريقيا، أكدت أنه »بالرغم من المشوار الطويل المتعين انتهاجه للتمكن من تحويل مواردهم الطبيعية والاستفادة من القيمة المضافة إلا أن البلدان الإفريقية قادرة سويا على تحقيق هذا الهدف«. وكان رشيد ميكسان مدير عام بوزارة الصناعة ومنسق الندوة، أكد في ندوة صحفية عقدها مؤخرا أنه سيتم موازاة مع اجتماع الخبراء، عقد ثلاث موائد مستديرة تتطرق الأولى إلى ملف الصناعات الغذائية في القطاع الخاص وكيفية التنسيق بين الدول من أجل تموقع المؤسسات وتحسين القيمة المُضافة، بينما تُركز المائدة المستديرة الثانية على الصناعة الصيدلانية بالنظر إلى الغياب التام تقريبا لهذه الصناعة مقابل التزايد السُكاني المُسجل ما تسبب في انتشار الأوبئة، ومنه، سيتم خلال المؤتمر وضع إستراتيجية لتطوير صناعة الأدوية الجنيسة وسيكون مجمع »صيدال« أحد المجمعات التي ستكون حاضرة بتجربتها في هذا المجال، أما المائدة المُستديرة الثالثة فستعكف على دراسة ملف تحويل المواد المتخصصة في القطاع المنجمي باعتبار أن الحقول والمواد الأولية وكذا المعرفة موجودة داخل القارة الإفريقية، لكن ما ينقص هو إستراتيجية العمل.