وافقت 35 دولة في الاتحاد الإفريقي على المشاركة رسميا في أشغال المؤتمر 19 لوزراء الصناعة الأفارقة الذي ستحتضنه الجزائر يومي 30 و31 من شهر مارس الجاري بقصر الأمم، حيث سيكون ضمن أولويات هذه الندوة الاقتصادية الهامة تنفيذ 53 مشروعا في مختلف القطاعات من أجل تحقيق التنمية الصناعية وتحسين القيمة المضافة داخل القارة السمراء. اعتبر مدير عام بوزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، «رشيد ميكسان»، أن دورة الجزائر هامة كونها ستعرف الانطلاقة الفعلية في تجسيد المشاريع الرائدة لمخطط التنمية الصناعية الإفريقية، مشيرا إلى أن المؤتمر سيُركز بالأساس على موضوع «تعزيز القدرة التنافسية للصناعات الإفريقية من خلال زيادة القيمة المُضافة وتحسينها» من خلال تصنيع المواد الأولية التي تزخر بها إفريقيا داخل القارة مع رفع نسبة التعاون والتنسيق بين هذه الدول وهي أحد الأهداف التي تم تسطيرها في الاجتماعات السابقة للقادة. وحسب التوضيحات التي قدّمها «ميكسان» في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر وزارة الصناعة، فإن المؤتمر ال19 لوزراء الصناعة الأفارقة سيكون على اجتماعين، الأول تحضيري يضمّ الخبراء ويُعقد يومي 27 و28 مارس، فيما يجمع الثاني وزراء الصناعة ويُعقد يومي 30 و31 مارس، كما ستُعقد موازاة مع ذلك ثلاث موائد مستديرة خلال اليومين الأولين، تُخصّص الأولى منها لملف الصناعات الغذائية في القطاع الخاص وكيفية التنسيق بين الدول من أجل تموقع المؤسسات وتحسين القيمة المُضافة. أما المائدة المستديرة الثانية فستنكبّ هي الأخرى على الصناعة الصيدلانية بسبب ما أسماه المتحدث «الغياب التام تقريبا لهذه الصناعة» مقابل التزايد السُكاني المُسجل ما تسبب في انتشار الأوبئة، كما سيعرف مؤتمر الجزائر وضع إستراتيجية لتطوير صناعة الأدوية الجنيسة من خلال مجمع «صيدال» أحد المجمعات التي ستكون حاضرة بتجربتها في هذا المجال. ويُضيف «رشيد ميكسان»، أمن المائدة المُستديرة الثالثة في المؤتمر ستتفرغ إلى دراسة ملف تحويل المواد المتخصصة في القطاع المنجمي باعتبار أن الحقول والمواد الأولية وكذا المعرفة موجودة داخل القارة الإفريقية، لكن ما ينقص هو إستراتيجية العمل، وتزامنا مع هذا اللقاء سيتم تنظيم معرض للصور وتخصيص جهة لاستقبال المؤسسات خصوصا وأن الاجتماع سيشهد حضورا كبيرا للمؤسسات التابعة للقطاع الخاص. وتُشير المعطيات التي أوردها لجنة تحضير هذا المؤتمر الإفريقي ردّا على أسئلة الصحفيين، إلى وجود 53 مشروعا جاهزا ينتظر التجسيد الميداني بمرافقة من لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية وذلك في مختلف المجالات منها الصناعية، الصيدلانية، الصناعات الغذائية، البتروكيميائية، إلى جانب مشاريع أخرى ذات صلة بالتسيير المؤسساتي من منطلق أن هناك عددا كبيرا من الدول الإفريقية تُعاني من مشكل التنظيم والتسيير، معلنا بالمناسبة أن 35 دولة أبلغت الجزائر موافقتها للمشاركة ممثلة بوزراء الصناعة ورؤساء الوفود، وهو رقم اعتبره المتحدث «هام جدا» لأن المؤتمرات السابقة تراوح عدد المشاركين فيها بين 25 و27 دولة. وفيما يتعلق بمشاركة كل من ليبيا مصر وكذا تونس في هذا المؤتمر، أوضح أن تونس أعطت موافقتها في حين لم تتأكد مشاركة وزيري الصناعة في مصر وليبيا بالنظر إلى الوضع الداخلي لهذين البلدين، لكن مع ذلك لفت إلى أنه على أن تمثيل هاتين الدولتين سيكون عبر السفراء المعتمدين بالجزائر مشددا على الدور الهام لهذه الدول في المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أنه من المرتقب أن يحضر أشغال المؤتمر حوالي300 مدعو وممثلين عن الاتحاد الإفريقي ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية ووكالات الأممالمتحدة مثل «الفاو» والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والبنك الدولي ومركز التعاون جنوب-جنوب، والغرفة التجارية الإفريقية ووكالات تعزيز الاستثمار المُختارة والبنوك الإفريقية للتنمية والغرف التجارية والصناعية الإقليمية.