أكد الكاتب المصري خالد الخميسي مشاركته رسميا، في فعاليات تظاهرة الإقامة الأدبية التي أطلقتها وكالة الإشعاع الثقافي بالتنسيق مع منشورات »أكت سود«، الزيارة التي تعد الأولى من نوعها بعد القطيعة الثقافية التي عرفت أوجها بعد أحداث أم درمان، والتي وترت العلاقات المصرية الجزائرية، قطف المثقف أولى ثمارها، لكن بوادر الانفراج بين البلدين تلوح في الأفق. أكد فيصل بن سبع المسؤول المكلف بالاتصال على مستوى وكالة الإشعاع الثقافي حضور الكاتب خالد الخميسي غدا إلى الجزائر، للمشاركة في آخر موعد ثقافي تحتضنه قاعة فرانس فانون، لتواصل التظاهرة استضافة ضيوفها بدار عبد اللطيف ابتداء من 23 أفريل الجاري. وتدخل هذا الأمسية الأدبية في إطار سلسلة اللقاءات التي احتضنتها منذ 27 نوفمبر 2010 وعرفت توافد العديد من الشخصيات الأدبية والفكرية، وسجلت حضورها بطريقة منتظمة ومنظمة، عكفت وكالة الإشعاع الثقافي على أن تكون فعاليات هذه الإقامة الأدبية مكسبا جديدا للساحة الثقافية في الجزائر، باحتكاك القراء مع الكتّاب بطريقة مباشرة، تمثلت في لقاءات مع الأسرة الإعلامية والمهتمين والقراء، على أن تواصل هذه الإقامة احتضانها للكتّاب لكن بتغيير مكان الإقامة هذه المرة إلى »دار عبد اللطيف« باستضافة أربع كتّاب عالميين ابتداء من 23 أفريل وتختتم في 18جوان المقبل، وبهذا يكتمل عمر هذه التظاهرة التي حركت الساحة الثقافية على مدار موسم كامل. وقد تحرك النقاش وتبادل الآراء مع تسع كتاب عبر العالم لعل أهمهم، الكاتب »نمرود« من التشاد، و »ليغي غارنييري« من إيطاليا، و »أندري غلاسيموف« من روسيا، و »ماثياس إينارد« من فرنسا، و »فاروق ماردام باي« من سوريا، و »مينة تران هوي« من الفيتنام، إلى جانب »إيمانويل لاندون« من أستراليا وغيرهم. وحقق الكاتب نجاحا باهرا من خلال مؤلفه الأول »تاكسي.. حواديث المشاوير«، والذي طبع في جانفي 2007 عن دار »الشروق«، ونال فور صدوره في مصر وفي العالم العربي انتشارا واسعا. وتمت ترجمة الكتاب إلى اللغة الانجليزية واللغة الايطالية في عام 2008. خالد الخميسي من مواليد القاهرة، حصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير في السياسة الخارجية من جامعة السوربون، وتنقل أحداث الرواية الموسومة ب »تاكسي.. حواديت المشاوير«، حواديت سائقي الأجرة في القاهرة موزّعة على شكل قصص صغيرة طولها 3 أو 4 صفحات فقط. فيحكي المؤلف حواراته بشكل مباشر مع شريحة اجتماعية يمثلها سائقو التاكسي الذين يجمع ما دار بينه وبينهم عن الهم المصري سياسياً واقتصاديا واجتماعيا، وينقل النقد اللاذع للنظام المصري على جميع الأصعدة وينقلها كما هي بلغة الشارع الفجة والصادقة في آن واحد والمختلفة تماماً عن لغة الصالونات الأدبية. وبلغة شعبية بسيطة يتحدث سائقو التاكسي عن أداء الوزارات والمسؤولين والشعارات الجوفاء والفساد والأوضاع السياسية في المنطقة، محاولين استقراء مستقبل المنطقة السياسي، وإنتشار الدعارة والبيروقراطية وإنحدار مستوى التعليم وأحلام الشباب وآلام الغربة وقضية السكن والغلاء والأحزاب والتنظيمات السياسية والاستفتاءات الفارغة ومضار التدخين وغيرها من أشكال النظام المصري الذي أطاحه الشعب في ثورة، ربما لم يتوقع كاتب هذه الرواية نجاحها وقيامها أصلا.